طلب منى زوجى العزيز أن أذهب لشراء ملابس له لانشغاله كالعادة فى عمله وكنت فى قمة سعادتى عندما سمعت منه هذا الطلب أولاً لثقته بذوقى وإعطائى فرصة اختيار ملابسه وهو أمر تفرح به أى امرأة وثانيا وبلا خباثه انتهزتها فرصة حتى أشاهد الجديد فى عالم الملابس خاصة أننى بعيدة عن الأسواق منذ فترة ونفسى الساكنة بداخلى قالت "أهو تدوريلك على لبس ليكى بالمرة"، وقمت بعمل ما يسمى جلسة تذكر حتى أتذكر أماكن بيع الملابس الرجالى خاصة الكاجوال وذهبت على الفور فى مكان ما فى عباس العقاد وهو شارع مشهور ببيع الملابس الرجالى ووجدت 4 محلات بجوار بعض وهو سبب لشعورى بالراحة والأمان لعدم تضييع وقتى ومجهودى فإذا وجدت ماهو غير لائق لطلبات زوجى بمنتهى السهولة سأذهب للمحل الآخر الذى بجواره وأول مالفت نظرى قبل دخولى المحلات أن هناك لوناً واحداً متكرراً على المانيكان الموجود بالڤاترينه بجميع المحلات وكأنه زى مدرسى أو لون إجبارى ولأنى "بفهمها وهى طايرة" عرفت أن اللون "الفحلوقى" موضة. وكانت البداية الحقيقية هى دخولى أول محل وعندما دخلت سألت الشاب الذى يعمل فى هذا المحل عن لون معين ومقاس معين فأحضر لى تشكيلة مكونة من 4 قطع لأختار من بينها "مع أن طلباتى لم تكن مستحيلة" إلا أنه أحضر 4 قطع من محل طويل عريض وعندما شاهدتها وجدتها أيضا غير لائقة إما نوع القماش ردئ أو عليها صورة أو كلام غير لائق.. فمرت الملابس على مرور الكرام وماشدنى فقط من الأربع قطع لون مايع جداً لا أقبل أن ألبسه على الرغم من أنى امرأة وأمسكت بالتى شيرت ونظرت نظرات للشاب تعنى هل ما أراه حقيقى، رد بنظرات مشابهة وكأن جوابه نعم حقيقى افهمى بقى، لم أتأثر وشكرته وخرجت من المحل بابتسامة عريضة لأن هناك 3 محلات أخرى فى انتظارى. دخلت المحل الذى على يمين المحل السابق استقبلنى صاحب المحل بمزيد من اللطف والمجاملة ودائماً كان يكرر نورتى المحل أو جملة "النور جه" حتى شعرت بأنى مندوبة من شركة الكهرباء، ومن النهاية آتية لأحصل ثمن فاتورة الكهرباء وهذه المجاملات المبالغ فيها جعلتنى أشعر أنها غلاسة على الزبون وفجأة قطعت وصلة استقباله وطلبت منه نفس الطلبات التى طلبتها من المحل السابق وجدته ينظر إلى بطريقة غريبة سحبت كل المجاملات السابقة وسحبت برستيجى بهذه النظرة وسألنى إيه الألوان دى مش موضة خالص، وبعدين وضعك اللى عايزاه مش روش وبعدين إحنا فى عيد والعيد فرحة وكلام من ده، رديت: كلام من ده يعنى إيه؟! رد بسخرية إيه يا آنسه انتى مابتنزليش السوق الشباب مش دى دماغهم ولا "استايلهم" إحنا بندور على الحاجات المطرقعة اللى تشد الشباب إما فى اللون أو الموديل وكل اللى شيفاه قدامك ده هو الموضة واللى بيتخطف من السوق ويلقط ويعلق مع الزبون.. بدأت أشعر بضيق من كلامه وغيظ من نظراته فسألته: آه وطلباتى ألقيها فين يعنى اللبس الطبيعى أدور عليه فين قالى يا آنسة وهو اللبس ده ماله يعنى بيرقص قولتله أنت هتلبس جوزى بمزاجك قالى يا آنسة كل اللى يعجبك والبس اللى يعجب الناس ده حتى أمثال زمان مافيش زيها، بدأت أشعر بأنى فعلا زبونه وهيستلمنى ويمارس مهنته عليا شجعتنى كرامتى وجعلتنى أرد عليه بنفس نظراته ولكن نظرتى بسخرية كانت أقوى بكتير وتركت المحل حتى دون أن أقول له شكرا. وأول ما خرجت من المحل بدأت أتحدث مع نفسى وأتساءل هل الفترة التى بعدت فيها عن السوق الأذواق اختلفت فجأة وأن هذا أمر طبيعى أم أن المحلات السابقة كان ما فيهما شاذا ليس أكثر، وكانت ابتسامتى قد اختفت فحتى المهمة التى طلبنى زوجى فيها فشلت كما أن تعكر مزاجى سيحرمنى من شراء ملابسى وميصحش أكون نازله أشترى لجوزى أرجع شاريه لنفسى، بدأت أشحن طاقتى بالصبر قبل أن ينفد ودخلت المحل الثالث وعندما فتحت باب المحل وجدت عصافير بتصوصو فصاحب المحل واضع قفص عصافير لاستقبال الزبائن ووجدت صوت الأغانى عالياً جداً وكانت عبارة عن ريمكسات، وكنت أتحدث إلى صاحب المحل وهو إما سامع ومستغرب طلباتى فأتخيل أنه بيعمل نفسه من إيطاليا ومش فاهمنى أو سامع وعامل أطرش فزعقت بصوت عالٍ وياحرام قطعت عليه دندنته مع الأغنية رد على أخيرا: سورى سورى كنت بسمع ميوزيك ودماغى مسقطة خالص.. كان هذا رده وهو يترقص قلت كملت ده كده أكيد هيجبلى مايوه رجالى ويقولى دى الموضة عشان الحر طلبت طلباتى وأنا متأكدة أنه مش هيفهمنى، أول ما بدأت فى الكلام قالى بمنتهى الثقة قبل ما تكملى كل اللى عايزاه عندى طلبك موجود بالملى، ودخل غرفة تبدو أنها المخزن وعندما دخل بدأت عيناى تتسعان من الفرحة بعدما فقدت الأمل وشعرت أننى أبحث عن ملابس للرجل المستحيل وبدأت السعادة تغمرنى وكأن أمامى "سلطانية فروت سلاط بالأيس كريم والبندق" تأخر قليلا وذلك جعلنى متأكدة أنه يجمع أشلاء أقصد أجزاء الطقم بدأت أنسجم مع الأغنية وأدندن وشعرت أننى سأرقص بعد قليل وأول ما رأيته ممسكا بالملابس بدأت أشكره بشدة ورد: أصبرى شويه وأنتى هتشكرينى بجد، بالفعل هى الألوان التى طلبتها قلت له: أخيرا اللبس قدامى أنا بدأت أشعر أن طلباتى غريبة رد بثقة عمياء: تاهت ولقيتينى اعتبرى نفسك يا آنسة وقعتى من السماء وزيزو لقفك، رديت: زيزو؟ قالى آه يا آنسة وده كارت المحل وياريت تسجليلى نمرتك عشان كل ما ألاقى جديد أقولك رديت ميرسى يا كابتن زيزو أنا هوصل الكارت لجوزى وهو يتابع معاك ياريت بس تفرجنى بسرعة وياريته مافرجنى!! شوفت قميصين لونهما حلو بس موديلاتهم أشبه بقميص نوم!!.. ميتعرفش رجالى أم حريمى اتجاه الزراير هو الفيصل الوحيد لهذه المشكلة فقلت له بلاش قمصان فرجنى على التى شيرتات أو البولوستيرتات "وعينك ماتشوف إلا النور" تى شيرت بسبعة من قدام تصل لمنتصف البطن تحديدا عند المعدة، وعندما وجد علامات الازبهلال فوق رأسى أحضر فوراً تى شيرت آخر وباستظراف قال: أهو ده مش سبعة من قدام ده قصته على شكل ثمانية مقلوبة وضحك ضحكة صفراء.. رديت باستخفاف: واضح إنكوا مخدتوش من الرياضة غير رقمين بس السبعة والثمانية، مالو رقم خمسة لما يبقى فتحة التى شيرت مدورة على قد الرقبة، نظر باستغراب شديد ورد: إيه يا آنسة ده وشعر الصدر يبان إزاى مش أسلوب يا آنسة.. قولتله: واللى اتحرم من شعر الصدر يبقى أجرم، قالى بلطافة: يروح يزرع، وفجأة اضرب المثل قدامى شاب خارج من غرفة القياس يشتكى لصديقه أن شعر صدره قليل والتى شيرت مش مبين حاجة وكان متأثرا جداً وحزيناً وقال: كده سوزى هتقول عليا إيه؟! وفجأة أسدى له صديقه نصيحة وقاله أمشى بالماكنة على صدرك فرح جداً واشترى التى شيرت وهو بيقول: أنا فرحان قوى لازم نخرج ونحتفل بشعر صدرى الجديد. بدأت أشعر بالحسرة وكأننى جاهلة أو من عالم آخر وطلبت أن أرى آخر قطعة معه لعلها تشفى غليلى، وجدت التى شيرت بحجم كف اليد وقالى ده يا آنسة بادى وبياخد شكل الجسم بيمط من الطول والعرض قولته بادى ليه مافيش تيشرتات، قالى كلها مفتحة من قدام وطالما مش عايزة حاجة بشعر الصدر خدى العضلات.. رديت باستفزاز ليه هو أنا قلت لك أن جوزى هيحارب رد: لا يا مدام عشان يعنى، يمشى يعرضها بدأت أتعصب وأفقد السيطرة على نفسى وأرد بسرعة الحلم: أولا أنا عايزاه مكشكشها ثانيا البادى ده عشان يفرد عايز "شمشون الجبار" ثالثا أنا آنسة رد علىَّ مش بتقولى جوزك.. قلت له: وأنت مالك يابارد فعلا بضاعتك غريبة وأنت أغرب، وخرجت وأنا متذمرة جداً مما حدث وعاهدت نفسى أن أذهب إلى المنزل على الفور دون دخولى لأى محل آخر، وعلى الرغم من فشلى فى تحقيق طلبات زوجى إلا أن طلبه هذا جعلنى أرفع النظارة السوداء التى كانت على عيونى لأراقب الشباب وأجد أن الآن الشاب أصبحت له مقومات جمال مثل المرأة ومنها شعر الصدر والعضلات وأن أى شاب امتلك واحدة من هذه المقومات زاد رصيده عند البنات وزادت سعادته طبعا بكمية البنات اللاتى تعرف عليهن بهذه المقومات، وطبعا الذى يمتلك شعر صدر وعضلات معنى ذلك "أنه مجبتهوش ولاده" فوجدت أيضا أن البعض يربط العضلات بالقوة أو حماية من معه وأن شعر الصدر مرتبط بالرجولة لذلك علمت سر سعادة الشباب بهذه الملابس التى تكشف عن مقوماتهم بادى متجسم على الشاب "وكأنه بنت وشوية وهيتعاكس"، بالفعل ثلاثة أرباع الشباب معرضها، أما من كان بلا شعر صدر وشعر رأسه كثيف فهذا يعنى أن هناك أملا فيه ولا داعى للتعاسة لأن كل مافى الأمر أن هناك "غزارة فى الإنتاج وسوء فى التوزيع" وممكن أن يستخدم الماكينة على طريق صدره "الزراعى" عشان شعر صدره "ينبت" بسرعة، ومن كان بلا عضلات فعليه بشراء منفاخ هو كمان "بالنفخ"، وبالفعل وجدت فى الشارع الشاب يمشى مع فتاة ويعاكس أخرى بكل ثقة لاكتسابه مقومات السعادة، وتأكدت أن شبابنا احتلت رأسه ثقافة المقومات لأنهم من النوع الذى سيعيش فى تعاسة لتفضيل الفتيات الشاب ذى المقومات عن غيره مثلما يحدث العكس مع الشباب وتأكدت أن شبابنا احتلت رأسه ثقافة "فرجنى شعر صدرك.. وارعبنى بعضلاتك".