مسئول فلسطيني: ننتظر خطوات عملية من مؤتمر حل الدولتين بنيويورك    غزل المحلة يختتم استعداداته لمواجهة طلائع الجيش.. صور    انفجار أنبوبة بوتاجاز صغيرة يصيب شخصين بكورنيش النيل في المنيا    أسماء المقبولين في مسابقة 30 ألف معلم فصل المرحلة الثالثة.. جميع المحافظات    يضم عناصر من «حزب الله».. بيروت ترد على أنباء اتفاق لتبادل السجناء بين العراق وإيران وإسرائيل    الفريق أحمد خليفة يبحث التعاون العسكرى مع فرنسا    وزير الشؤون النيابية بمؤتمر حزب الجبهة الوطنية: نفتح أبوابنا لكل الرؤى    منتخب مصر للناشئين يترقب قرعة كأس العالم تحت 17 سنة.. غدا    إزالة 151 حالة تعدى ضمن المرحلة الأولى من الموجة ال26 فى أسوان    خبير لوائح رياضية: لا توجد أسباب جديدة تدعو لإيقاف إعلان بطل الدوري    31 مايو، روبي تحيي حفلا غنائيا في العين السخنة    القومي للبحوث يقدم نصائح للنوم الصحي وأهميته في فترة الامتحانات (فيديو)    وزير الصحة عن واقعة وفاة الطفلة صوفيا: نجري تحقيقات موسعة وراجعنا تفاصيل ما حدث    انقطاع الكهرباء بفرنسا وزلازل وحرائق.. المشهد الفلكي كما توقعته وفاء حامد    كم سعر المتر في مشروع سكن لكل المصريين 7 لمتوسطى الدخل    فعاليات وزيارات للترويج.. السياحة والآثار فى أسبوع    موسم الطيور الإنجليزية.. حينما ترفرف الأجنحة نحو البطولات.. «النسر» يعود من بعيد و«الدجاج» يخرج بالبطولة الأوروبية.. و«غراب الماء» يستعيد أمجاد مواسمه الذهبية    فليك يحدد هدفه مع برشلونة في الموسم المقبل    أستاذ تمويل: البنك المركزي يتجه لخفض الفائدة لإنعاش الاقتصاد    دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي الحجة لعام 1446فى هذا الموعد    خلية عمل لخدمة 78 ألف حاج مصري.. استقبال مهيب لحجاج القرعة في المدينة المنورة.. وتفويج "آمن" إلى مكة المكرمة    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    رئيس «برلمانية التجمع»: وافقنا على قانون الانتخابات لضيق الوقت ولكن نتمسك بالنظام النسبي    مدير تعليم الفيوم يجتمع مع لجان المديرية لمتابعة امتحانات الفصل الدراسي الثاني    نغم صالح تحتفل بإطلاق ألبومها الجديد "شلق" في مسرح الجيزويت    فرقة ديروط تقدم «السيد بجماليون» على مسرح قصر ثقافة أسيوط    اليوم.. عرض أولى حلقات برنامج مسيرتي ل جورج وسوف    ذكرى مرور 123 عاما على الإسعاف في مصر.. قصة نشأته ودلالة شعاره    اغتنم فضلها العظيم.. أفضل الأدعية والأعمال في عشر ذي الحجة ويوم عرفة 2025    محافظ قنا يكرم الفائزين بجائزة الدولة للمبدع الصغير ويشيد بدور الأسرة والمدرسة في رعاية المواهب    اقرأ غدًا في «البوابة».. غضب عالمى من الجرائم الإسرائيلية    أخصائية اجتماعية تكشف أسباب ظهور سلوكيات عناد وعصبية الأطفال    الدفاعات الجوية الأوكرانية تعترض 245 طائرة مسيرة روسية    شديد الحرارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدًا    وزير البترول يتفقد مشروعات فوسفات مصر بأبو طرطور.. ويؤكد: انطلاقة جديدة لقطاع التعدين    مسلم يرد من جديد على منتقديه: كفاية بقى    محمد رمضان يروج ل فيلم "أسد" بصورة جديدة من الكواليس    الأهلي يفرض سيطرته على الألعاب الجماعية ب22 لقبًا.. وموسم "باهت" للزمالك    البابا تواضروس يصلي القداس الإلهي ب كنيسة «العذراء» بأرض الجولف    النفط يسجل خسارة أسبوعية وسط ضغوط محتملة من زيادة إنتاج «أوبك+»    هيثم فاروق: أثق في يورتشيتش وبيراميدز لن يعود للدفاع في الإياب أمام صن داونز    تأجيل محاكمة متهمي اللجان النوعية    محمد صلاح يعادل إنجاز رونالدو وهنري ودي بروين    سقوط عدد من "لصوص القاهرة" بسرقات متنوعة في قبضة الأمن | صور    اتحاد الصناعات: الدولة تبذل جهودا كبيرة لتعميق صناعة حديد التسليح محليًا    سيد عطا: جاهزية جامعة حلوان الأهلية لسير الاختبارات.. صور    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء الخطة التدريبية لسقارة للعام المالي الحالي    بيرو تفتح تحقيقاً جنائياً بحق جندي إسرائيلي بعد شكوى مؤسسة هند رجب    المانجو "الأسواني" تظهر في الأسواق.. فما موعد محصول الزبدية والعويسي؟    مباشر.. أسرة سلطان القراء الشيخ سيد سعيد تستعد لاستقبال جثمانه بالدقهلية    التشكيل الرسمي لصن داونز أمام بيراميدز بذهاب نهائي دوري الأبطال    «لافروف» يكشف عمل موسكو على وثائق متطلبات تسوية الحرب الروسية الأوكرانية    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    رئيس جامعة الأزهر: القرآن الكريم مجالًا رحبًا للباحثين في التفسير    حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب    الداخلية تضبط المسئول عن شركة لإلحاق العمالة بالخارج لقيامه بالنصب    «التأمين الصحي» تطلق حملة «تأمين شامل.. لجيل آمن» بأسوان    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإباحية ليست حلا الجنس «الكاجوال».. خطر على المرأة!
نشر في صباح الخير يوم 17 - 01 - 2012

سوف أكسر حاجز الصمت لأن علىّ أن أفعل، كم هو غريب أن يكون علىّ أن أختبئ بين أناس يعرفون تماما ألم الاختباء.. كم هو حزين أن أتراجع وأتردد بين أناس يرفعون شعار التسامح والتعدد الثقافى وقبول الآخر.
هكذا تبدأ د.مريام جروسمان عالمة النفس الأمريكية كتابها «أجيال فى خطر» محذرة من الحرية الجنسية للمرأة والرجل، ومن ثقافة «كل شىء يجوز» ومؤكدة أن الجنس الكاچوال خطر على الصحة النفسية للمرأة
.. «أجيال فى خطر» كتاب ترجمه إلى العربية وائل الهلاوى.
تدعو مريام جروسمان فى كتابها للاعتراف بالفروق بين الجنسين وتشير إلى أحدث كتاب يتناول ذلك وقد أصدره خبير بجامعة كولومبيا ويقول فيه: تختلف النساء عن الرجال بشكل أساسى فى جميع أنظمة الجسم فالأمر أشبه ما يكون بموجات هجرة البحث عن الذهب فى كاليفورنيا، أينما نظرت تتجلى حقيقة جديدة مقتصرة على واحد من الجنسين..
أجندات اجتماعية خادعة!
تؤكد مريام جروسمان والتى تعمل مستشارة نفسية فى أحد مراكز الاستشارات الجامعية الأمريكية أن تحطيم فكرة أن الجنسين مختلفان اختلافا عميقا وجذريا يهدف إلى إنتاج ثقافة مخنثة حيث يتم التبرؤ من الاختلافات بين الرجال والنساء أو تستبعد من الحسبان وأن الترويج لهذه الأجندة كما تقول «هو ترويج لأجندات اجتماعية خادعة اقتحمت مجتمع الحياة الجامعية فى أمريكا» هناك اتفاق ضمنى على التعددية الجنسية والتجريبية فأصبحت الإصابة بواحد من الأمراض المتنقلة جنسيا من طقوس العبور والنضج كأنه ملمح ثابت ضمن تضاريس الحياة! وتضيف جروسمان فتقول: من السوء بما فيه الكفاية أن يتم ترويج التخنث والتعدد الجنسى والجنسانية البديلة فى هوليوود ولكنها تصبح قضية مختلفة تماما عندما تروجها مؤسسات صحية متخصصة وإدارات رسمية بالجامعات فى أمريكا فالطلاب الذين يخضعون للعلاج فى هذه المؤسسات الصحية يتعرضون للخطر حيث يتم رسميا تبنى المواقف السائدة التى ترى «أن كل شىء جائز» بدلا من مساءلتها.
وترى جروسمان أن تسييس تلك المراكز أمر خطير وخاطئ لأنه ليس من الأخلاقيات المهنية الترويج لأجندات اجتماعية معينة أثناء تقديم خدمات صحية طبية ونفسية وحرمان الشباب من تلقى حقائق يحتاجونها لاتخاذ قرارات مدروسة وصائبة يعرضهم للخطر بينما يتم تبنى الممارسات الخطيرة فى سلوكياتهم وتطبيعها وهو الأمر الذى أدى إلى انتشار أوبئة جامعية مثل: الاكتئاب، اختلال التغذية وجرح الذات والانتحار، وتقول جروسمان: ما من شك فى أن أسباب التوتر الطلابى أحيانا ما تكون معقدة منها: الضغط النفسى الناجم عن ترك المنزل ومحاولة التأقلم مع حياة الاستقلال ، إنه شىء ذو علاقة بالهوية والجنسانية والعلاقات وزملاء السكن والمتطلبات الدراسية والتوقعات الأبوية والضغوط المادية وسوق الوظائف ذات الطبيعة التنافسية ولكن أيضا هناك العوامل المساعدة، هناك ثقافة التجريبية والإباحية المطلقة، والإفلاس الروحانى التى تهيمن جميعها على المناخ الجامعى فى أمريكا.
وترى جروسمان أن هذه الأجندات التى يتم ترويجها تحت اسم سلامة المرضى والتغيير الاجتماعى الإيجابى هى وصفة تقود إلى كارثة.
طب الصواب السياسى!
وتقول جروسمان: إن الضرر الملموس والنفسى لأيديولوجيا تؤمن بجواز كل شىء والتبعات المدمرة للإجهاض والعلاقات الكاچوال، والأمراض المتنقلة جنسيا جميعها رؤى تناقض الصواب السياسى ولذا خشينا من المصارحة بآرائنا فى مناخ أدركنا أنه متعصب، علينا أن نعترف بأن الاستشارات الجامعية بل فى الحقيقة مجمل مجال الصحة النفسية بالصورة التى هى عليها الآن قد تعرضت للسطو من قبل أيديولوجيات راديكالية قمعية: النقاشات المفتوحة مقموعة، المعارضون يتعرضون للتخويف والإسكات ، التعددية الثقافية غير موجودة
. وفى كتاب عن تلك الحالة الخطيرة كتب رئيس سابق للرابطة النفسية الأمريكية يقول: «عشت فى عصر محاكم التفتيش الماكارثية والقوائم الهوليودية السوداء وبقدر ما كانت تلك الأشياء مقيتة فلم يكن هناك ذلك الإحساس الباطن بالترويع الفكرى الموجود الآن تحت مظلة الصواب السياسى».
وهو الأمر الذى صرح به مؤخرا بعض علماء النفس العاملين وراء الكواليس: أن مجال علم النفس والطب النفسى وعلم الاجتماع قد تمت السيطرة عليه من قبل أجندة ليبرالية متطرفة، وأن بعض وجهات النظر تتعرض للتشهير والقمع وأن هناك قصص رعب من «الإسكات والتهديد» ومن هنا تقول جروسمان: ربما كان الخوف أو الرغبة فى تجنب المواجهة هو ما دفعنى إلى الاحتفاظ بآرائى لنفسى لقد كنت أختبئ فى الخزانة ولكن قد طفح بى الكيل، ولم أعد أتحمل شعور الغضب لذلك قدمت هذا الكتاب «أجيال فى خطر» للنشر لقد كنت أفضل تجنب هذه الموضوعات لكن هذا الكتاب جاء وطرق علىّ الباب واقتحم حياتى فصلا فصلا.
الجنس فى عصر الكمبيوتر
وتعبر جروسمان عن دهشتها من إرشادات سلوكية تتم عبر برامج التثقيف الصحى من خلال التكنولوجيا فتقول: إرشادات سلوكية للممارسات كان يتم تصنيعها فى الثمانينيات باعتبارها اضطرابات عقلية، كان ذلك فى عصر ما قبل الكمبيوتر، ولكن منذ عام 1994 لا تعتبر السادية والمازوكية طبقا لتصنيف الرابطة النفسية الأمريكية إلا إذا تسببت للشخص فى قدر من القلق أو الإعاقة بل تؤكد جروسمان فى بحثها الذى تناول مجموعة من مواقع الجامعات فى أمريكا قد وجدت تطبيعا لسلوكيات كانت تعتبر من قبل محظورة إن لم تكن منحرفة فعلى سبيل المثال فى جامعة فيرجينيا كومونويلث: ارتداء ملابس الجنس الآخر هو نشاط ترفيهى. لا شىء يتناول التبعات العاطفية للعلاقات العاطفية العابرة على الفتيات الشابات لا معلومات عن هشاشتهن المتزايدة أمام التورط العاطفى ولا إشارة لقاطرة محملة بمضادات الاكتئاب تقتات عليها بعضهن للبقاء على قيد الحياة.
وتتناول جروسمان محتوى ما يقدمه أحد المواقع الإلكترونية الذى أنشأه برنامج التعليم الصحى فى جامعة كولومبيا كخدمة إنترنت للأسئلة والأجوبة الصحية فتقول جروسمان: إنه موقع يقدم النصيحة للطلاب من مكان فيه الأيديولوجيا هى السلطة العظمى ، العقيدة المركزية هى أن الرغبات «احتياجات» ينبغى العمل وفق إرادتها وإشباعها وأن السلوكيات التى يعتبرها المجتمع ويعتبرها الطب شاذة هى طبيعية بينما كبح جماح الذات ليس طبيعيا وأن السلوك الجنسى سواء داخل إطار علاقة جادة أو غير جادة ضرورى وصحى وأن كل ذلك يمكن أن يخلو من التبعات طالما كان محميا.
وتحطم جروسمان فكرة «الجنس الآمن» فتقول: إن عدوى متنقلة اسمها «إتش.بى.ڤى» المسببة للإيدز هى العدوى الأكثر شيوعا كمرض منتقل جنسيا بل إن هناك مليون حالة جديدة كل عام فى أمريكا وبعض أنواع هذه العدوى خطير بإمكانه أن يتسبب فى السرطان فالفيروس يكاد يقف وراء كل حالة إصابة بسرطان عنق الرحم، وحوالى أربعة آلاف امرأة يمتن سنويا من جراء سرطان عنق الرحم - فى أمريكا - تقريبا نفس عدد ضحايا الإيدز، وحتى النوع المنخفض الخطورة من الفيرس قد يسبب قروحا فى الأعضاء التناسلية وعنق الرحم، وعلاجه باهظ الثمن وقد يظل الفيرس مع المرأة المصابة لما تبقى من حياتها وتنتقل العدوى لطفلها الوليد مسببة مرضا تنفسياً.
خرافة: الجنس الآمن!
وتتساءل جروسمان :لماذا يصاب هذا العدد الكبير من النساء بفيروس الاتش بى ڤى فتقول: مع وجود ثقافة جنسية مكثفة وتعليم «الجنس الآمن» الذى يبدأ فى بعض الأماكن منذ السنة السادسة الابتدائية ومع توافر الكوندوم «المطاط» المجانى فى كثير من مراكز الصحة الطلابية لماذا ينتشر الفيروس؟! وتجيب: إن جزءاً من المشكلة قد ينشأ من داخل مجال الصحة التناسلية فهذا المجال تم اختراقه بأيديولوجيا تروج لمبدأ الإباحة والتجريبية وبدلاً من استهداف منع انتشار العدوى كما هو الحال فى المعركة ضد أمراض القلب أو ضد السمنة أصبح الهدف هو تقليل المخاطر المعروف بفكرة «الجنس الأكثر أمناً» ويتبعه عندما يفشل فى أن يكون آمنا بما فيه الكفاية «إدارة الأزمات»، وبدلاً من تقديم الحقائق المجردة يتم تقديم معلومات تعرضت لعملية من التبسيط والغسيل للنساء، ويتم التقليل من شأن التبعات الجسدية والنفسية.
وتضيف جروسمان : إن النساء المصابات بالإتش بى ڤى يشعرن بأنه تم استغلالهن أو خيانتهن وانتهاكهن ويصبحن غاضبات ومكتئبات ويشعرن بمحنة نفسية شديدة، وقلق حول العلاج، ارتباك وغضب إزاء واقعة الانتقال الجنسى، ومشاعر الذنب واللوم والخوف، ويمكن أن يكون للفيروس تأثير قوى على تصور الذات وعلى الإحساس بالهوية الشخصية، وتؤكد جروسمان أن العدوى قد تلتقط من أول شريك جنسى فالكوندوم المطاطى لها كفاءة عالية مع بعض الأمراض المتنقلة جنسيا ولكنها لا تشكل فارقاً مع فيرس الإتش بى ڤى الذى يعيش فوق الجلد الذى قد لا يكون مغطى بالمطاط، العدوى عادة لا تكون مرئية ولا تتسبب فى ظهور أعراض.
المأمن: الانتظار حتى الزواج
وتقول جروسمان: «إن عدوى الإتش بى ڤى قابلة للتجنب تماما وهى ليست تبعة محتمة للنشاط الجنسى فالشباب والفتيات الذين ينتظرون حتى الزواج هم فى مأمن من أخطر الأمراض المتنقلة جنسيا مثل الهيربس والكلاميديا، والإتش بى ڤى.»
ومن هنا تؤكد جروسمان أن معتقدات «الجنس بدون تبعات» ومبادئ «النساء تماما مثل الرجال» وهى الأمور التى وجدت طريقها لاختراق مجال الصحة التناسلية والمسمى أيضاً بصحة المرأة، هى المعتقدات والمبادئ الأكثر خطراً على صحة المرأة فالتقاط النساء الشابات للعدوى أكثر سهولة وعندما يفشل «الجنس الآمن» فإنهن من يدفعن الثمن الباهظ فالجنس العابر الكاجوال خطر صحى يهددهن، ومع وجود خمسة عشر مليون حالة جديدة من الأمراض المتنقلة جنسيا فى العام، وعشرين مليون شخص يصابون سنوياً بالإتش بى ڤى - فى أمريكا - تؤكد جروسمان أن الذين يتمتعون بحماية كاملة هم الذين انتظروا حتى الزواج، والذين ما إن تزوجوا حتى التزموا الإخلاص.
ميكروب يحترم نفسه
! أما فيروس الإتش بى ڤى فهو مثل أى ميكروب يحترم نفسه!، لديه هدف واحد: أن يجد مأوى ويعيد إنتاج نفسه ومن أجل حدوث العدوى لابد للفيروس من الدخول إلى الدورة الدموية أو أن يصل إلى الأنسجة العميقة وهنا يمكن للفيروس أن يجد مأوى ويتكاثر، يحدث ذلك فى حالات الإدمان من خلال إبرة ملوثة، فالمدمن يعدى نفسه عن طريق حقن الفيروس مباشرة داخل مجرى الدم مخترقا الحاجز الطبيعى الذى هو الجلد، نفس الشىء صحيح بالنسبة للأشخاص الذين يصابون عن طريق نقل الدم الملوث بالفيروس، والطفل الذى ترضعه أم مصابة يلتقط العدوى عندما يمر الفيروس خلال بطانة الجهاز الهضمى، وتقول جروسمان: يشير البحث العلمى إلى أن البطانة الشرجية وهشاشتها هى المسئولة عن حدوث انتقال العدوى الأكثر شيوعا بين الذكور الذين يمارسون الجنس معا، يمكن للعدوى أن تحدث دون اختراق الحاجز الشرجى لأن هناك خلايا متخصصة على سطح الشرج قادرة على التمسك بالفيروس ونقله للداخل وتسليمه للخلايا المستهدفة.
الإجهاض حادث مأساوى
وتتابع جروسمان تبعات «الجنس الآمن»! قتقول: هناك أكثر من مليون حالة إجهاض فى الولايات المتحدة الأمريكية كل عام، 25٪ منها بين نساء تحت سن الخامسة والعشرين، ومعظم النساء اللواتى يخضعن لإجهاض مبكر لاتبدو عليهن الإصابة بصعوبات نفسية طويلة الأمد لكن كثيرات منهن تواجهن صعوبات بل إن 024 ألف امرأة فى أمريكا قد يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة العصبية الناشئ عن الخضوع لعملية إجهاض ويتم تشخيص اضطرابات ما بعد الصدمة عندما تظهر أعراض معينة بعد حدث مأساوى عنيف، معركة حربية، اغتصاب، اعتداء، اختطاف، حادث سيارة، كارثة طبيعية، حرب، تعذيب، مشاهدة شخص ما مصاب إصابات شديدة أو مقتول، ورد الفعل يتضمن خوفا شديداً، إحساسا بالعجز أو الرعب، بعد الحدث يعيد بعض الناس زيارة الحدث فى الأحلام أو عبر ومضات الذاكرة أو فى الذكرى السنوية للحدث ويتسبب استحضار الحدث فى الشعور بالأسى الشديد ويشعر بعض الضحايا بالانفصال عن الواقع وعن الأشخاص الآخرين، ربما لا يستطيعون تذكر تفاصيل الحدث وربما يكونون غير قادرين على نسيانها، قد يصبحون مفرطى الحساسية أو غير قادرين على النوم أو التركيز، عندما تحدث هذه الأعراض بعد الخضوع لإجهاض يسميها البعض «متلازمة وطأة ما بعد الإجهاض» ولكن مستشارى الصحة الجامعيين لا يخاطرون بالافتراض أن الإجهاض قد يكون حادثاً مأساويا كما تقول جروسمان «لأن الاعتراف بذلك ليس من الصواب السياسى، فكلمة «المأساوى» محجوزة لضحايا الاغتصاب والإيذاء والمعاكسات أو الكوارث الطبيعية، وقد صاغت إحدى النساء فى كلمات معبرة بعد أن صدمها اختفاء الرعاية النفسية لفترة ما بعد الإجهاض تقول: «بعد أن خضعت للإجهاض شعرت باستياء شديد تجاه الحركة النسوية الفيمينيزم، منحتمونى هذا الخيار.. رائع!، لكن بعد ذلك تركتمونى وحدى، ثم فسرت الأمر منسقة لحركة الحقوق التناسلية الناشطة فى مجال دعم حق المرأة فى الاختيار فتقول: «كانت هناك لحظات شعرت فيها الحركة بالخوف من قول إن الإجهاض قد تكون له تبعات نفسية». وتتساءل جروسمان: كيف يرفض علم النفس الاعتراف بالصدمة الحقيقية التى يتسبب فيها الإجهاض لبعض النساء ؟
الساعة البيولوجية لا تعود إلى الوراء!
وتتناول جروسمان قضية حيوية تعانى منها النساء فى عصر الكمبيوتر وهى مشكلة تأجيل الأمومة بزعم نفس الأجندة، النساء تماما مثل الرجال، المهنة قبل الأمومة، والجنس بلا تبعات فتقول: «تؤكد الدراسات الحديثة على أهمية الأمومة والأبوة ويعتبر أحد الباحثين فى جامعة هارفارد أن العناية بالجيل التالى هى مفتاح التقدم الناجح فى العمر، بل إن مهام الإنسان فى مرحلة الشباب هى الحميمية والعمل والإنجاب «تأسيس الجيل التالى» وإرشاده وذلك يعنى لأغلب الناس: الأمومة والأبوة» ولكن وسائل الإعلام كما تقول جروسمان «قد صورت للنساء الحصول على أطفال فى أى وقت يرغبن فقد حققت الميديا أفضل المبيعات عن طريق ترويج خيال علمى جديد حول: «تدوير الساعة البيولوجية إلى الوراء»، ولكن خبراء الخصوبة يقولون أن هناك خطراً كبيراً لاستغلال النساء اللواتى يردن الحمل فى سن متقدمة والمريضات الباحثات عن الأمل لأن الأسباب الأربعة الأكبر للعقم هى: تقدم العمر، الأمراض المتنقلة جنسياً، التدخين والوزن غير الصحى
.» وبينما أدارت الجمعية الأمريكية للطب التناسلى حملة بعنوان «احمى خصوبتك» فإن المجلس القومى للمرأة فى أمريكا اعتبر أن الحملة ترسل رسالة سلبية للنساء اللواتى يرغبن فى تأجيل الحمل أو التخلى عنه
. إن تجميد البويضات لتحقيق حلم المرأة بالحمل فى أى عمر لم يحقق نجاحاً سوى بنسبة 2.5% من الولادات الناجحة وتؤكد جروسمان على ضرورة توعية النساء بأنه كما لتأخير الأمومة فوائد فإن له أيضاً مخاطر وعليهن أن يضعن تلك المعلومات فى الاعتبار أثناء تخطيط حياتهن المهنية.
قضايا الإيمان
وتتحدث جروسمان فى كتابها «أجيال فى خطر» عن حوالى 11001 حالة انتحار طلابية كل عام فى أمريكا وتتساءل : لماذا يتجاهل مجال الاستشارات والصحة الجامعية قضايا الإيمان فتقول: «لا أقترح أن يحصل المعالجون النفسيون على تدريب فى الإرشاد الدينى لكن يمكن على الأقل أن يتساءلوا عن عقيدة المريض وإخباره بالآثار المفيدة للممارسات الدينية المنتظمة على الصحة وإذا لم يتم ذلك فمعناه إهدار وسيلة داخلية قوية.»
وتشير إلى أكثر الكتب مبيعاً الآن فى أمريكا مثل كتاب: «بحث الإنسان عن معنى» والذى بيع منه 2 مليون نسخة، وكتاب «الطريق الذى يسلكه القليلون» وبيع منه 7 ملايين نسخة، و«الحياة الهادفة»، والذى بيع منه 20 مليون نسخة.
وتختتم جروسمان كلماتها بهذا الشأن فتقول: «مع ظهور أدلة بحثية على أن الغالبية العظمى من الطلاب الجدد يؤمنون بالله فقد حان الوقت للإخصائيين النفسيين بالأوساط الجامعية فى أمريكا لتجاوز مشكلاتهم الخاصة مع الله، وأن يجعلوا له مكانا فى عملهم.»
كتاب «أجيال فى خطر» لمريام جروسمان أو «الإباحية ليست حلا» - وهو العنوان الذى اختاره المترجم وائل الهلاوى لهذا الكتاب - يكشف بعمق عن سلبيات إطلاق الحرية الجنسية والتى تضع قلوب وأجساد النساء والرجال معا على حافة الخطر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.