دموع أم الشهيد أحمد السيد سرور أوجعتنا كثيرا واحترقت قلوبنا معها على ذلك الفتى الصغير الذى لم يتخط عمره ال 19 ربيعا ودهسته سيارة الأمن المركزى التابعة للداخلية وبالأمر المباشر حسب شهود الرؤية أو العيان فى موقع الحادث الأليم، كل هذا يجعلنى أتساءل كم من الجرائم ترتكب باسمك يا وزارة الداخلية بعد أن اعتقدنا أن عهدا جديدا قد بدأ؟! لكن يبدو أن الأمور لم تتغير وتسير على نفس المنوال قبل الإطاحة بالنظام السابق ورئيسه المخلوع، وأصبح التجاوز فى حق الشعب خطا أحمر ولا مكان لأى صمت أو سكوت، فجريمة قتل الشاب أحمد السيد سرور لا يمكن أن تمر ولن تمحى من ذاكرتى مثل كل المصريين الذين شاهدوا أم الشهيد وهى تبكى بحرقة وتردد: أنا عايزه حق ابنى وحسبى الله ونعم الوكيل، وأنا أقول لها كلنا معك يا أم أحمد بعد أن انفضح الكاذبون، كلنا مع أم كل شهيد سقط على أرض مصر ليروى بدمائه الزكية ثورة الحرية، وبعدم الصمت على الطغيان أو الظلم الذي بلغ مداه، إذن المطلوب القصاص من هؤلاء القتلة الذين اغتالوا براءة هذا الشاب الصغير الذى طالب بحرية شعبه، فكانت رصاصات الغدر فى انتظاره ليلقى مصيره مثل باقى الشهداء سواء الذين قتلوا فى الميدان أو أمام ماسبيرو وفى سائر المحافظات. إنها بحق ضريبة الحرية لوطن بأسره وكم تأثرت كثيرا وأنا أرى جثمان ذلك الشهيد الصغير ملفوفا بعلم مصر كما كان يحلم قبل أن ينال الشهادة وسط مزيج ما بين الصراخ والزغاريد التى انطلقت حول جثمانه البرىء من أسرته خاصة أمه المكلومة التى انطلقت فى حالة من الهيستيريا الحزينة على فلذة كبدها، الذي لقى ربه راضيا مرضيا.. هذا كله يعنى، بل يؤكد أن الثورة مازالت مستمرة ولم تتوقف مادام هناك شهداء من أجل الوطن ولقد هالنى عنصر المفاجأة عندما اعترف الشاب أحمد عجمى شاهد العيان لمقتل أحمد بأنه سمع أحد الضباط يأمر السائق الذى يقود عربة الأمن المركزى ويقول له: دوس عليه!. وكان المشهد مأساويا للغاية وسط صرخات زملائه وليفر ويهرب الجبناء من موقع الحدث بسرعة وفى لمح البصر بعد أن فضحتهم عيون الرؤية وشهود العيان فى الوقت الذى اعترفت فيه «منال خالد» بأن مقتل أحمد كان متعمدا بعد أن حدث كر وفر بسبب إصرار سيارات الأمن المركزى على اختراق تجمعات المتظاهرين فى الوقت الذى حاولنا فيه منعهم إلا أنهم أصروا على السير ثم اتجهوا إلى شارع حسين حجازى المجاور لمجلس الوزراء ليلقوا بوابل من قنابل الغاز المسيلة للدموع، ورأيت أحمد ملقى على الأرض ودمه «سايح» بعد أن دهسته سيارة الأمن المركزى ليلقى مصرعه على الفور! وقد كنت أيضا من قبل فى أحداث ماسبيرو أرى بأم عينى الجثث والشهداء الذين قتلوا بالرصاص والذين تم دهسهم عمدا وعلى غير ما تم ترويجه فى الإعلام.. تحية لأرواح كل شهداء فى مصر وهنيئا لهم دار الحق بعيدا عن الباطل ولتبقى مصر دائما.. وتحية خاصة للإعلامى الكبير محمود سعد فى حلقته الخاصة مع أم الشهيد أحمد التى كانت من أهم الحلقات التى شاهدتها على شاشة «النهار» الفضائية وفيها بكت مصر كلها.