جومانا مراد نجمة تتحدث موهبتها عنها فى أى عمل تخوضه، لن تملك وأنت تراها فى دور بنت البلد إلا أن تصدقها وكأنها فعلا من نتاج هذا المجتمع.. هكذا أقنعتنا فى أدائها لشخصية لبنى الفتاة الفقيرة الجاهلة التى دفعتها ظروفها وبحثها عن الحب إلى الإيقاع بين الأخوة ، وهذا ليس بجديد عليها.. فهى تثبت موهبتها فى كل دور تقوم به وهذا بشهادة المخرج خالد يوسف الذى اختارها للمشاركة فى بطولة فيلمه «كف القمر».. جومانا أخبرتنا بتحضيراتها للشخصية وسعادتها بمشاركتها فريق العمل بشكل عام والعمل مع خالد يوسف بشكل خاص، وحدتثنا أيضا عن شخصية لبنى والظروف التى دفعتها لاختيار هذا الطريق. فى البداية كيف تقيمين لنا تجربتك فى «كف القمر» ؟ - تجربة رائعة وسعيدة جدا بها وأعتبر أن دورى فى «كف القمر» يعتبر نقلة فى مشوارى الفنى، فشخصية «لبنى» الفتاة الفقيرة الجاهلة التى تسعى إلى حل مشكلاتها بطرق خاطئة تجعلها تتورط فى المشاكل بشكل أكبر يعتبر دورا مركبا ومغريا جدا لأى فنانة فهى قد تجعل المتفرج إما أن يكرهها ويكره أفعالها أو أن يتعاطف معها.. وأنا عند قراءتى للعمل كله فى البداية انبهرت بكتابة ناصر عبد الرحمن، فأسلوب الكتابة كان أقرب للشعر ، كما أننى فى العمل عملت مع مجموعة من الفنانين ارتحت للتعامل معهم على المستوى الشخصى وكان بيننا تآلف أثناء مدة العمل ، وهذا بالإضافة إلى العمل مع مخرج مثل خالد يوسف تمنيت العمل معه واستفدت منه بشكل كبير وقمت بالاعتذار عن أعمال كثيرة للتفرغ لهذا العمل، والحمد لله ربنا وفقنا وخرج كعمل متكامل ونال إعجاب الكثيرين سواء على المستوى الجماهيرى أو على مستوى النقاد. وكيف كانت استعادتك للعمل ؟ - قمت بعمل بروفات عديدة قبل التصوير، وهذه تعد مرحلة مهمة جدا لأنها تجعل الممثل يتقن الشخصية ويعيش فيها وكأنها حياته الخاصة، كما أقام لنا أستاذ خالد يوسف ورشة عمل ليذاكر كل منا شخصيته بشكل مفصل ويستعد لها وهذا من أهم مميزات العمل مع خالد يوسف أنه أمين جدا على الفنان الذى يتعامل معه ليظهر العمل متكامل العناصر وعن نفسى فقد ذاكرت الشخصية واندمجت فيها لدرجة أننى أصبحت لبنى قبل بداية التصوير أصلا. هل لبنى ضحية أم جانى ؟ - بالطبع هى ضحية ، وأنا عن نفسى تعاطفت معها، فعلى الرغم من أنها قد تبدو كجانى لأنها تسببت فى الوقيعة بين الأخين ولكنها ضحية لظروف اجتماعية سيئة جعلت منها هذه النموذج وهى عينة من فتيات كثيرات يعانين من هذا الأمور والضغوط التى تجعل حياتهن بأكملها تسير على مثل هذا النهج. قدمت دور الفتاة الشعبية أكثر من مرة ولكن لا يوجد أى تشابه بين كل منهن ؟ - أنا كفنانة أبحث عن التغيير والتنويع ويجب ألا أقبل بتقديم ما هو متشابه وما هو نمطى والنموذج الواحد يمكن تناوله وإلقاء الضوء عليه من أكثر من ناحية وشخصية الفتاة الشعبية غنية بالتفاصيل والواقعية كما أن الاختلاف يتوقف على أدواتى كفنانة وكيفية تناولى للشخصية ، والأهم من كل هذا أننى أنجح فى تقديمها وأن تنال إعجاب المشاهدين وتثير الجدل. ألم تخش من الهجوم الذى غالبا ما يطارد أفلام خالد يوسف لأسباب مختلفة؟ - الأعمال الجيدة فى الغالب تكون مثيرة للجدل ، و إلا لن يشغل أحد باله بالحديث عن عمل ليس ناجحا وليست له أهمية، والمخرج خالد يوسف مثير للجدل يجيد اختيار المواضيع التى تتحدث عن الناس وأعماله تحصد أعلى الإيرادات ، وأرى أن الجدل المصاحب لأفلامه ظاهرة صحية جدا ، والجمهور ينتظر أفلامه ويتابعها، فهو لو أخرج فيلما بوجوه جديدة وليس به نجوم سيجذب الجمهور أيضا ، فهو يختار قضايا خطيرة وحقيقية. كل هذه الأمور تتوافر فى فيلم «كف القمر» ، حيث يلمس كثيرا من القضايا التى يعيشها كل العالم العربى. ولكن انتشرت الشائعات حتى قبل نزول الفيلم بأن هناك بعض المشاهد الجريئة لك ، ما تعليقك على هذا ؟ - لا أعلم سبب انتشار هذه الأقاويل ، ولكنها شائعات تنتشر لمهاجمة أى عمل ناجح فهم لم يكلفوا أنفسهم حتى بانتظار العمل لمشاهدته ، بل يصدرون توقعاتهم هذه قبل صدور العمل. ماذا عن وجود خلافات دائما بينك أنت وباقى بطلات الفيلم غادة عبد الرازق ووفاء عامر ؟ - هذا أيضا من الأمور غير الصحيحة، والجميع يعلم أنه لم يحدث بينى وبين وفاء وغادة أى خلافات بالعكس تماما فأنا كنت سعيدة جدا بالعمل مع هذا الفريق كما أن معظم مشاهدى كانت مع خالد صالح وحسن الرداد وكل هذا الكلام عن الخلافات وغيرها كلام جرائد. ظهرت خلال العمل تقريبا بدون مكياج وهذا قد ترفضه بعض الفنانات ؟ - فعلا ظهرت بدون مكياج وهذا شىء لا يقلقنى ولا يخيفنى لأننى عندما أمثل أنسى أننى جومانا وأفكر فقط فى الشخصية ، وإذا وضعت ميك أب هنا فأنا مازلت جومانا ولست لبنى، فلبنى لا مستواها ولا شخصيتها تسمح لها بهذه الرفاهية ونحن لن نضحك على المشاهد بل يجب أن نصل له بواقعية ومصداقية لأن الجمهور واع جدا. جومانا مراد مع فكرة تخفيض النجوم لأجورهم أم ترين أنها مسألة عرض وطلب؟ - هى المسألة بالنسبة لى أرى أنها معقدة فأنا من ناحية أرى أنها قد تكون «عرض وطلب» لأن هذا الفنان مطلوب فلماذا يخفض من أجره وفى نفس الوقت أنا تماما ضد المغالاة فى الأجور على حساب الصورة أو الكواليتى فى المسلسل أو الفيلم لأن المنتج قد يفعل هذا لموازنة الأمور فأنا أرى أن يكون الموضوع منطقيا ويأخذ كل شخص حقه.