أول امرأة وناشطة سياسية وإعلامية تعلن عن نفسها كمرشحة محتملة لرئاسة جمهورية مصر العربية بثينة كامل. فى حوارها هذا تخص صباح الخير وتروى أسرار ملفاتها التى تحمل بين طياتها الكثير من الأسرار والأفكار الجريئة التى تسببت فى مهاجمتها ومحاربة مسيرتها السياسية، وتطرح برنامجها الانتخابى الذى تأمل فى تنفيذه حال توليها منصب الرئاسة.. * ما أولوياتك فى برنامجك الانتخابى القادم.. هل هى اجتماعية أم تشريعية أم ثقافية؟ - البرنامج الانتخابى أو حملتى الانتخابية لدقة التعبير قائمة على محاربة الفقر والفساد، لكن كل ما يتعلق بكل القضايا الانطلاق منه هو الاقتصاد لأنه هو المحرك والداعم لكل المجالات التعليمية والثقافية وغيرها، فأنا مع كوب لبن لكل طفل، ومع مياه شرب نظيفة لكل مواطن مصرى ومع حق التعليم من المرحلة الابتدائية حتى الدكتوراه مجانا، مع الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور وهناك العديد من الدراسات من أجل تقديم الحلول ولكن دائما تحدث حالة من التتويه وكأن الحلول تحتاج إلى معجزات على الرغم من وجود بعض الدول الأسوأ حالاً منا ولكنها نهضت عندما كانت هناك إرادة للإصلاح، وللأسف حتى الآن قد أسقطنا رأس النظام ولكن النظام مازال هو، نفس المعوقات ونفس الفساد. * كيف ترين المشهد الراهن على الساحة المصرية لا سيما الانفلات الأمنى والفوضى فى الشارع المصرى؟ - مؤامرة على الثورة ويجب أن نعلم أن فلول النظام السابق بمجرد ما حدث تراخٍ فى المحاكمات والإفراج عن بعض رموز الفساد وكسر الثوار هذا قوى شوكتهم، وكثير من رجال الأعمال الذين هربوا إلى لندن والدول المختلفة بعد الثورة عادوا يمارسون نشاطهم فى قتل الثورة إلى الآن، وواضح أن هناك قوى لايهمها سوى المحافظة على امتيازاته دون المحافظة على الثورة، فهذه ثورة شعب مصر فهو الذى يدافع عنها. * باعتبار أننا فى غوغائية الصوت العالى ما تقييمك للتظاهرات ومليونيات يوم الجمعة؟ - التظاهرات لا يجب أن تُقيم على أنها صوت عال فيوم 9 سبتمبر، و8 يوليو، ويوم 27 كلها مثل 25 يناير، ويوم 28 يناير فأنت تواجهين تحذيرات مرعبة وتضعين حياتك على كفك وتتعرضين للبلطجة والعديد من المخاطر، فأنا أرى بعينى الحقيقة العارية فنحن نسمع مخططات البلطجة والسطو. * هل تمارسين عملك السياسى من خلال حزب معين أو تحالف مع قوى سياسية أخرى؟ - أنا علاقاتى بالأساس معتمدة على شباب الثورة، وكل السيناريوهات مطروحة، وهناك سؤال طرح علىَّ من شباب صغير يتراوح أعماره من 16 18 عاما بطريقة غير مباشرة ولكن معناه ماذا ستفعلين لمصر، فأجبتهم هل ترونى الآن أفعل أشياء لمصر فردوا بنعم ففى الأول أنا إعلامية لدىَّ مهنة محترمة ولست مهمشة، ونحن بدأنا السعى وراء مشاريع بعينها ولأننا لسنا تنفيذيين ورجال أعمال لذلك الأمور تتخذ المزيد من الوقت فهناك شاب جاء لى من أسيوط وكنا نبدأ مشروع النخيلة ولكن المشروع أُجل لأنه مسجون يدعى أحمد عبدالكريم فهناك العديد من المعوقات التى تعوق الأعمال والمشاريع ولكننا نبذل قصارى جهدنا لمساعدة الآخرين. وأنا حتى الآن محافظة على استقلاليتى وجزء من إعلانى عن الترشح كان سببه محاولة سرقة الثورة وحبيت أن أكون وجهة لشباب الثورة لأننى قبل الثورة بسنوات كنت داعمة لكل الحركات السياسية التى كانت ضد التوريث ويعد هذا جزءاً من النضال وإيمانا منى بالشباب وأن التغيير سوف يأتى على يد شباب لديه العزيمة والإصرار على رؤية مصر بشكل مختلف، وفى نفس الوقت أنا علاقتى طيبة بالجميع وأنا أعمل على مساعدة الآخرين منها حملة «كلنا خالد سعيد» كنت على اتصال معهم بشكل مستمر بدون معرفة شخص منهم، وأنا اهتماماتى ليست مرتبطة بأشخاص، فارتباطى دائماً يكون بأفكار ومبادئ وقضايا وأنا مؤمنة أن العقول الصغيرة تناقش الأشخاص على عكس العقول الكبيرة التى تناقش الأفكار والقضايا، وسأظل دائماً فى دور الداعمة ولست منتظرة للدعم. * ما رأيك فى قانون الطوارئ؟ - يعد التفافاً على الثورة وخنقها بالدستور والتعديلات الدستورية، فلا يحق لهم مد حالة الطوارئ دون استفتاء شعبى، وهذا نفس سلوك النظام السابق، وهذا يصيبنى أحياناً بالإحباط. وأنا أومن بالثورة منذ بدايتها وحينما أعلنت نيتى فى الترشح كان تأكيدى على الثورة أولا، وأعلن فى كل حواراتى الصحفية عندما يواجهوننى بضعف الحملة الانتخابية فيكون ردى هو الثورة أولا لأننى مهتمة بمصر، وما يحدث من سرقة وقتل للثورة وأخجل لجميع المرشحين الذين يركزون همومهم فى الدعاية الانتخابية وأشعر أن هذا ليس هو الوقت المناسب بل الأنسب هو مصر، ولكن كل يوم هناك متضامنون وكثير من الشباب يمنحوننى أصواتهم إيماناً بما أقوم به، علماً بأننى لم أكن على علم بموعد الانتخابات الرئاسية . * هل هناك فعلاً مؤامرات خارجية على مصر كما يعلن على الساحة الإعلامية؟ - لا يمكن النجاح للقوى الخارجية فى الدمار دون وجود أعوان من الداخل، وما رأيناه فى سيناء لم تكن مشكلة خارجية ولكن أعقبت تنحى مبارك بتكلفة 3000 إرهابى من أفغانستان وما إلى ذلك وقد أدخلتهم مصر... النشطاء السياسيون فى سيناء يناشدون بأن البيئة البدوية غير مؤهلة للفكرالسلفى ومع ذلك هناك تجاهل تام من المجلس أيضا.. * هل أصبت بإحباط مما يحدث من محاولات سرقة وتخريب؟ - ليست هناك إجابة واضحة ولكن كل من يسألنى عن مستقبل مصر فلا أجد إجابة ولم أتوقع حتى أن أحمى نفسى من الإحباط قدر المستطاع وأن أفعل دون انتظار، فأنا أفعل دون التوقع بقيام ثورة وقامت الثورة، والناس عندما تكون غير آملة فى المستقبل أكون فى قمة التفاؤل، لأن لدىَّ ما أفعله على مستوى الحاضر وتظل التوقعات للحدود الدنيا حتى لا أصاب بالإحباط وفى ظل الحد الأدنى للتوقعات أبذل قصارى جهدى لأن هذه الآلية فى التفكير لا تصيبنى بالإحباط. * ما المعوقات التى تعوق حملة ترشيحك للرئاسة؟ - المعوق الرئيسى بالنسبة لى هو أن كل الدلائل تؤكد أن هناك شكاً فى نقل السلطة لرئيس مدنى هذا هو أكبر معوق بالنسبة لى ما عداه يمكننى تخطيه. * من يستحق صوتك فى الانتخابات؟ - هذا السؤال ليست له إجابة عندى الآن لأننى مرشحة لمنصب رئيس، وفى يوم ما إذا أعطيت صوتى لأحد سوف أعلن عن ذلك. * ماذا ترين مصر فى المرحلة المقبلة؟ - إيمانى يصل إلى حد اليقين بأن عجلة الزمن لن تعود إلى الوراء، فمصر بها شباب آمنوا وضحوا بأرواحهم من أجل الحرية، لن نستعبد بعد اليوم، سنبنى مصرنا بأيدينا، الثأر هو دستورنا نحن جميعا مواطنون سواء أمام القانون نتمتع بكل الحقوق ونعلم الواجبات لتظل مصر حرة مستقلة ودولة حديثة ومتقدمة. * ما رأيك فى الحكومة الحالية؟ - هى حكومة بدون صلاحيات، وبالفعل قام مجلس الوزراء بتقديم مشروع بهدف وقف العمل بقانون الطوارئ ولم ينفذ حتى الآن.. أنا قمت بعمل فيلم تسجيلى تحت مسمى يوم فى حياة ناشطة ولولا الثورة ما كنت فعلت هذا، فقابلت وقتها رجلا كبير السن وكان على المعاش ودار حوار لطيف بينى وبينه، فقال لى عارفة حال البلد حيتصلح ازاى قلت له إزاى فكان الجواب لما تمسكها واحدة ست فسألته ليه قلت كدة، كان الرد هو: الست هى اللى باصه على عيالها وهى أكتر واحده شايفة المستقبل، فهذا الحوار ترك أثرا بداخلى وشد من أزرى وموقفى تجاه الترشح. * هل يسمح الدستور المصرى بترشيح المرأة، وهل يوجد فى القانون نصوص واضحة عن ولاية المرأة؟ والإسلاميون يرون أن المادة الثانية من الدستور تمنع ولاية المرأة، فكيف تواجهين ذلك؟ - المادة الثانية ليست لها علاقة بالولاية، المادة الثانية تنص على أن القوانين ترتبط بمبادئ الشريعة الإسلامية كما قال الفقهاء، وأنا مقتنعة أن مبادئ الشريعة هى التى يجب أن تحكمنا، فكل الأديان السماوية والمذاهب الفكرية تنص على الحق والعدل والمساواة، وإذا تحدثنا عن المساواة فلا يجوز أن نمنع المرأة من الترشح للرئاسة. * كيف ترين المرأة فى المشهد السياسى فى الوضع الراهن؟ - المرأة شأنها شأن كل القطاعات المهمشة، على الرغم من أننا قبل الثورة كنا ناشطات ومدافعات وخططنا للثورة مثلنا مثل الجميع إلا أننا وجدنا فى الإعلام فى لجنة التغييرات الدستورية لم تستدع أى منا، ومن يحكمنا الآن هو المجلس العسكرى والعسكر عقلية محافظة فحكومة شرف تراجع وتقلص فيها عدد النساء فما يحدث هو معاد للمرأة، نحن متواجدون ولكن بعد الانتباه لهذا العداء والهجوم من قبل المنظمات النسائية فهناك الدكتورة تهانى الجبالى ومنى ذوالفقار متواجدتان فى لجنة المبادئ الأساسية وهذا شىء جيد ،ولكن كل شىء يأتى بضغوط وهم غير متبنين لمطالب الثورة ولا داعمين للمرأة فلا نستطيع فصل المرأة عن الموقف المعادى للثورة وللعمال وللنشطاء وللشعب ككل. * كيف يمكن بعد إلغاء الكوتة ضمان مكان عادل للمرأة فى البرلمان؟ -ليست هناك ضمانات غير الدفع بأكبر عدد من النساء بالمشاركة، وأنا لست ناشطة نسائية بل ناشطة سياسية، ويجب أن يكون لمنظمات المجتمع المدنى دور مهم فى الدفع بأكبر عدد من النساء وتدعيمهن ومساعدتهن بمنحهن دورات لإدارة الحملات وهذا موجود بالفعل ولكننا نريده بزخم أكبر مما هو عليه. * بماذا تنصحين النساء؟ - أن ينزلن الشارع النسائى ويتعلمن من خلال المنظمات التابعة للمجتمع المدنى ويكتسبن المهارات الجديدة والممارسة العملية والتواصل. * هل دور منظمات المجتمع المدنى تقلص بعد الثورة مقارنة بما قبل الثورة؟ -لا هو موجود ولكن لابد من تكثيف الجهد من الطرفين، فالنساء لابد من زيادة رغبتهن فى اكتساب تلك المهارات السياسية، فالمجهود كبيرمن الناشطات فى الجهات النسائية المختلفة ولكن عدد النساء أكبر. * متى أتت لك فكرة الترشح للرئاسة؟ - اللحظة التى اتخذت فيها القرار هى كانت بداية حرق الكنائس وهدم الأضرحة ونعت المرشحين الليبراليين بالكفر وحملات التشريد فقلت وقت إذن لماذا نكون رد فعل ولماذا لا نصنع الفعل، وسمعت رئيس حزب النور السلفى وهو يقول نحن ضد ترشيح المرأة ولكننا مضطرون، وأنا متصورة أننى لو لم أكن أعلن عن نيتى الترشح كانوا يقولون الشريعة ضد ويقفون ولا نستطيع الفوز دون التواجد بشكل فعلى على الأرض.