عرفها المشاهدون كمذيعة فى التليفزيون، ثم فى شبكة أوربت، وعرفها المهتمون بالسياسة من خلال تحركاتها السياسية فى صفوف المعارضة للنظام السابق قبل سقوطه مما عرضها للكثير من المضايقات والملاحقات الأمنية، ولكنها تطل على الجميع هذه المرة كمرشحة محتملة لرئاسة الجمهورية لتكون بهذا أول امرأة تترشح لهذا المنصب الرفيع فى مصر. إنها الإعلامية بثينة كامل ابنة الخمسين ربيعا والتى وقفت مع شباب ثورة 25 يناير وآزرتهم فى ميدان التحرير بكل قوتها حتى أنها تعتبر نفسها ابنة لهذه الثورة المجيدة التى غيرت وجه مصر. تحمل بثينة كامل كمرشحة لرئاسة الجمهورية الكثير من الهموم والكثير من الآمال.. وما بين الاثنين تسعى إلى تحقيق كل ما يفيد مصر ويسعد المصريين.. فماذا قالت فى حوارنا معها؟ * ما سر ترشيحك لمنصب رئيس الجمهورية؟ ** لست من الباحثين عن المناصب، خاصة أن الفترة الحالية والقادمة ستكون حافلة بالكثير من المشكلات الناجمة عن السياسات الخاطئة الكثيرة للنظام السابق، لكننى سأسعى جاهدة لاصلاح ما أراه خاطئا، وهو ما دفعنى للخروج منذ اليوم الاول لثورة يناير والبقاء فى ميدان التحرير حتى تنحى الرئيس السابق والاحتفال مع الشعب بالانجاز الكبير الذى حققته ثورتهم، وأعرف أن امكانية النجاح فى سباق الرئاسة ربما يكون صعبة للغاية ولكن يكفينى شرف المحاولة خاصة أننى أتنافس مع الكثير من الشخصيات الوطنية البارزة الذى يسعى كل منهم لخدمة وطنه فى تلك الفترة الحرجة. اعترافات ليلية * فكرة الترشيح للرئاسة كامرأة، كيف ترين قبولها فى الشارع المصرى؟ ** أعلم أنها لن تكون سهلة، لكنها ليست مستحيلة وهو ما أكدته لى زياراتى إلى العديد من المحافظات خاصة فى الصعيد، فقد قوبلت بترحيب كبير وشغف من الأغلبية للاستماع لى ولأفكارى ولذلك قررت التقارب بشكل أكبر مع مواطنى المحافظات بإرتداء الزى الشعبى لكل محافظة أزورها حتى يشعر المواطنون البسطاء أننى منهم دون تكلف. أذكر أنه عندما قدمت فكرة برنامجى الاذاعى «اعترافات ليلية» منذ سنوات قوبلت الفكرة بالرفض وكان منطق الرافضين فى ذلك الوقت أن المجتمع المصرى يخطئ ولا يعترف بالخطأ وهوما ثبت فشله بعد ذلك حيث حقق البرنامج نجاحا غير مسبوق، وهوما يعنى أننا ينبغى ألا نسلم بالثوابت المتعارف عليها فالأفكار تتطور والرؤى تختلف باختلاف المعطيات. * كيف ترين دور المرأة والشباب فى حالة نجاحك؟ ** مؤكد سيكون للمرأة دور كبير ولكن بالتأكيد لن يكون مستفزا كما كان فى النظام السابق ولكن سيكون دورا فاعلا حقيقيا تتمكن من خلاله من خدمة المجتمع وفقا لخبراتها، أما الشباب فسيكون الاعتماد عليهم وعلى أفكارهم هو الأساس على أن تتم الاستعانة بذوى الخبرة من الكبار للمزج بين الشباب والخبرة. * زوجك الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة الحالى.. فكيف ستتعاملين مع الثقافة لو أصبحت رئيسا للجمهورية؟ ** ضحكت بشدة.. وقالت: وفقا لمصلحة الوطن التى تأتى على قمة الأولويات، والحقيقة أننى سوف ألغيها فورا وهذا المقترح تتم المطالبة به منذ عصر الرئيس السادات حتى يستطيع المثقفون أن يديروا أمورهم بأنفسهم، وقد تم إنشاء المجلس الأعلى للثقافة حتى لا تكون الحكومة هى المسيطرة على كل شىء فى الدولة كالعصور البائدة ولكن ذلك لم يحدث بعد. أعتقد أن وزارة الثقافة لابد أن تكون مسئولة عن تسيير الأعمال بشكل إدارى فقط. * يحتاج سباق الرئاسة إلى امكانات مادية هائلة لتتمكنى من الدعاية وعرض برنامجك كيف ستتغلبين على ذلك؟ ** حملتى الانتخابية سيتم تدعيمها من خلال قناة «ريالتى تى فى» reality t.v التليفزيونية التى سيتم إطلاقها قريباً والتى سوف تنقل جميع نشاطاتى وتحركاتى من خلال برنامج يحمل اسم «يوميات مرشحة الرئاسة» وسيكون البرنامج هو كل المواد التى ستعرض على القناة لأنه عرض حى لكل تحركاتى، وسأستمر فى الانتقال بين محافظات مصر جميعها خلال حملتى الانتخابية على سبيل التواصل مع كافة المصريين، ليشعروا أننى واحدة منهم، وستكون كافة تنقلاتى على نفقتى الخاصة، لأننى لا أملك جهات تمويل ولا ابحث أيضا عنها. * ماذا يشغل بال مرشحة رئاسة الجمهورية فى الوقت الحالى؟ ** أبرز ما يشغلنى من خلال احتكاكى بالشارع طوال الفترة الماضية وجولاتى فى المحافظات، خاصة فى الصعيد هو تردى الأحوال الاقتصادية والمعيشية لقطاع كبير من الشعب المصرى مما ينذر باقتراب حدوث «ثورة جياع» التى من شأنها القضاء على الأخضر واليابس إذا لم ننتبه، وسيتحول الشعب فى هذه الحالة الى كاره وحاقد على الثورة، لأنها لم تحقق له ما كان يرجوه. وهو ما يعنى ضرورة أن يتحرك المسئولون بخطوات أكثر سرعة واتساعا، لتحقيق مطالب المواطن فى حقوقه المشروعة من ملبس ومأكل ومسكن مناسب. ولقد تأثرت كثيرا بما شاهدته فى الكثير من قرى الصعيد فبعض هذه القرى يعيش أهلها كالعصور الوسطى يحفرون فى الارض ليقضوا حاجتهم، ولا يجدون ماء نظيفاً أو مسكنا مناسبا، رغم ان معظم هذه القرى هى مجتمعات أثرية بكل ما تحمله معانى الكلمة. بقايا الثورة المضادة * هل ترين أن هناك بقايا للثورة المضادة؟ ** نعم وفى اعتقادى أن المسئولين الجدد هم أكبر مظاهر الثورة المضادة وليس فقط مظاهرات السلفيين والأقباط، لأن التباطوء فى اتخاذ القرارات والسير على نهج النظام السابق فى اتخاذ القرارات خطرة أكثر كثيراً من مواجهة اخطار معروف من يقف خلفها سواء كان أمن الدولة المنحل أومن بقى من بعض عناصر النظام القديم، وهو ما نراه واضحا فى قرارات تعيين المحافظين الأخيرة، كذلك اختيار قيادات الإعلام الجديدة. هناك مشكلة أخرى تتمثل فى المواطن المصرى الذى لا يعرف حقوقه أو الذى يعرفها ويتقاعس عن العمل من أجل انتزاعها ولذلك سأعمل جاهدة من أجل محاربة الجهل وتوعية المصريين بحقوقهم وواجباتهم. * هل معنى ذلك أن المجلس العسكرى لم يفلح فى إدارة زمام الأمور كما ينبغى؟ ** أرى ذلك بشكل كبير، والحل فى مجلس رئاسى مدنى يدير شئون البلاد، وهو ليس مطلبى وحدى بل مطلب جميع من شاركوا بالثورة فليس من المعقول أو المنطقى أن يتولى المجلس عملية التطهير لصالح الثورة. * حتى بعد قرارات إحالة كافة رموز النظام السابق وعلى رأسهم الرئيس وعلاء وجمال للتحقيق؟ ** نعم لأن التأخير فى اتخاذ القرارات خطأ كبير حتى ولو لم يكن مقصودا، ومازال هناك الكثير من القرارات التى ينبغى اتخاذها للقضاء على بقايا الفساد، وأرى أن أهم هذه القرارات هى المتعلقة بالمحليات. كما أرى ضرورة النظر فى شأن الأحزاب التى استمرت على الساحة لسنوات طويلة دون تقديم أى جديد للحياة السياسية ومصلحة المواطن، وهناك رؤساء أحزاب ينبغى مساءلتهم كيف حققوا ثرواتهم فى سنوات قليلة؟