تعتبر أعمال الفنان موديليانى علامة مميزة فى الفن فى بداية القرن العشرين ولد فى إيطاليا ودرس بالمدرسة الحرة للرسم العارى بفلورنسا رحل إلى باريس عام 1906 وهناك لم يستطع أن يفهم أهداف الفن التكعيبى والوحشى، وقد تأثر بالفنان سيزان وبدا ذلك واضحا فى تسطيحه للمساحات اللونية وتحريفه للأجسام، وقد ابتكر موديليانى لنفسه أسلوبه المتفرد الذى يقوم على التبسيط والتشويه من أجل إبراز المعالم المميزة للشخص المرسوم، وكانت موضوعاته أغلبها بورتريهات ونساء عاريات وأسلوبه لا ينتمى إلى مدرسة فنية بعينها، وهو يهتم بتقوية الخطوط الخارجية التى استبدلها بالضوء والظل، ويخلق استطالة مميزة لشخوصه ويستخدم لونين أو ثلاثة فقط فى لوحته ولم يقف اهتمامه عند التصوير بل أبدع أعمالاً شخصية يخلق فيها تحريفات مدهشة وقد استفاد من الفن الزنجى كثيرا. عاش موديليانى فى باريس حياة بوهيمية، وقد اشتهر بجمعه لعدد كبير من العشيقات من الشاعرة الروسية «أنا أخمد تيفا» إلى حبه الأخير الفرنسية «جان هيبوتون» التى تصغره بخمسة عشر عاما، وحين رحل عام 1920 وهو فى الخامسة والثلاثين من العمر بسبب إفراطه فى الشرب وتعاطيه المخدرات وإصابته بمرض السحايا أقدمت عشيقته على الانتحار بإلقاء نفسها من النافذة، ولكن حياته البوهيمية وقصته المأساوية لا ينبغى أن تطمس أعماله الخالدة.