بسم الله الرحمن الرحيم «كلوا من طيبات مارزقناكم واشكروا الله» يؤكد الخالق العظيم سبحانه وتعالي أن «الأغذية الطبيعية» التي خلقها أوجد فيها مكونات تحافظ علي صحة الإنسان، وتحمية من الأمراض، وتساعده علي الشفاء بإذن الله، منها «الأطعمة الحمراء» للوقاية من الأورام والشيخوخة، والمحافظة علي سلامة القلوب والعيون، وتقوي المناعة والخصوبة.. تعالوا نغوص في بحور الشفاء مع الأغذية الحمراء. اللون الأحمر الرائع والجذاب الذي نراه في ثمار الطماطم والبطيخ الأحمر لماذا يسعدنا ويدخل البهجة في نفوسنا؟ لماذا اللون الأحمر محبب لنفوسنا جميعا؟ ليس لأنه يشد الانتباه ويلفت الأنظار فقط وإنما لأنه أحد الأسرار الإلهية العجيبة لحماية صحة الإنسان من الأمراض، فاللون الأحمر يعود إلي وجود مادة «الليكوبين» والتي هي أهم مضادات الأكسدة التي تمنع تراكم «الشوارد الحرة» داخل الشرايين والأوعية الدموية، كما تقهر نزعات التمرد والانقلاب في الخلايا والأنسجة. معروف أن «الشوارد الحرة» هي عبارة عن ذرات فقدت أحد جزئياتها فصارت من ذوات العدد الفردي فتظل تسعي وتبحث بجنون عن الجزيء المفقود وطوال رحلة البحث القاتلة تدمر في طريقها الخلايا السليمة، وتبث سمومها لكي تتمرد الخلايا وتستخدم كل أسلحتها المدمرة لتخريب وإتلاف الشريط الوراثي DNA فتسبب الأورام والسرطان ومختلف الأمراض، ولا يوقف هذه الهجمات التتارية الهمجية القاتلة إلا «الليكوبين» الذي هو بفضل الله موجود في العديد من أنواع الفواكه والخضروات مثل «الطماطم، البطيخ الأحمر، الشمام، والجوافة وردية اللون، المشمش، والجريب فروت الأحمر الوردي، وبعض أنواع الخوخ وغير ذلك». خصوبة الرجال واللون الأحمر في دراسة علمية هامة جداً للعلماء والباحثين الهنود اكتشفوا فيها أن «الليكوبين» المسئول عن اللون الأحمر في الطماطم والبطيخ وغيرهما من الفواكه والخضروات له فوائد صحية كبيرة جداً للرجال الذين يعانون من انخفاض شديد في الخصوبة، وقد أجريت الدراسة علي عدد كبير من الرجال تتراوح أعمارهم بين «23-45 عاما» وأعطي كل رجل «2 ملليجرام» من الليكوبين مرتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر، وكانت المفاجأة أن الرجال لم يعودوا يعانون من الضعف الجنسي، وتحسن معدل خصوبتهم بنسبة 67% وتأكد الباحثون من تحسن الخصائص الحيوية للحيوانات المنوية ومعدل حركتها ونشاطها، وزاد العدد السليم لها من حيث الحجم والعدد في المللي لتر المكعب، وتخلص الرجال من بعض مشاكل العقم الناتج عن قلة الحيوانات المنوية لديهم، والرائع أن العديد من زوجاتهم حملن وصرن في انتظار حادث سعيد. لم يتوقف الأمر عند هذه الأخبار السعيدة فقط، فقد اكتشف العلماء أن «الليكوبين» هو أكثر المركبات تواجداً في نسيج الخصية لدي الذكور وأنه يتركز بصفة أساسية في «غدة البروستاتا» ومعروف طبيا أن «سرطان البروستاتا» هو الأكثر انتشاراً في الرجال الذين يقل في أجسامهم معدل «الليكوبين» وهو المرض الثاني الأكثر فتكا بالرجال بين أنواع السرطان، وينتشر بشكل وبائي في أمريكا والسويد وأستراليا وجنوب أفريقيا، ولأن الأغذية الغنية «بالليكوبين» تعتبر أحد أهم مضادات الأكسدة التي تقاوم السرطان فقد أكدت الدراسات الطبية أن الرجال الأكثر إقبالا علي تناول الأغذية الحمراء الغنية بالليكوبين هم الأقل عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا وكل هذا يدعو الرجال للإكثار من تناول الطماطم والكاتشب وصلصة الطماطم والبطيخ وغيرها من الأطعمة الحمراء بصفة يومية ومستمرة. قلوب من فولاذ في دراسة حديثة بجامعة «نورث كارولينا» بالولايات المتحدة ظهر ارتباط وثيق بين صحة وسلامة القلوب مع تناول الأغذية الحمراء، فالليكوبين النباتي كأحد مركبات الكاروتينويد هو أحد أهم مضادات الأكسدة التي تمنع تراكم «الشوارد الحرة» داخل الشرايين والأوعية الدموية مما يؤدي إلي إنقاص معدل «الكوليسترول الضار» في الدم وبتحليل ومقارنة دماء مرضي القلب ودماء الأصحاء لمعرفة وتقدير محتواها من الليكوبين، أكدت نتائج الدراسة انخفاضا كبيرا في معدلات الإصابة بأمراض القلب لدي الشعوب التي تتناول الأطعمة الحمراء وتمتاز بتركيزات أعلي من الليكوبين في الدماء، أما الأشخاص الذين تقل لديهم نسبة «الليكوبين» في الدم ولا يقبلون علي تناول الأغذية الحمراء فتزداد لديهم معدلات التعرض للإصابة بالأزمات القلبية وتصلب الشرايين وجلطات القلب حتي في المراحل المبكرة من العمر، ويؤكد العلماء الأمريكان أنه لحماية القلب، فمن الضروري جداً تناول الأطعمة الحمراء مثل الطماطم والبطيخ وغيرهما وبصفة يومية وذلك لأهميتها الحيوية في الوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. الساحر الأحمر يهزم السرطان أسعدتني جداً دراسة نشرتها «مجلة الزراعة وكيمياء الأغذية» أكدت فيها أن الساحر الأحمر «الليكوبين» يعد حزام أمان للوقاية من السرطان، وأن الأطعمة الغنية بالليكوبين هي مضادات أكسدة قادرة علي تثبيط ومنع نشاط العديد من الشوارد الحرة التي تتسبب في إتلاف الخلايا والشريط الوراثي «DNA» ومن ثم إحداث سرطان، كما أظهرت دراسة أجريت في مركز سرطان أفيانو بإيطاليا أن الأفراد الذين يأكلون الطماطم 7 مرات علي الأقل أسبوعيا تقل لديهم بمقدار النصف حالات الإصابة بسرطانات الفم والبلعوم والمريء والمعدة والمثانة والقولون، كما أن الأشخاص الذين يقل تركيز «الليكوبين» في دمائهم هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس، أما النساء اللاتي يتناولن الأطعمة الحمراء باستمرار فتنخفض لديهن معدلات الإصابة بسرطان الرحم، واللاتي تزداد لديهن نسبة الليكوبين في الدم تزداد الحماية من سرطان الثدي، وأكد العلماء في الأورجواي أن تناول أغذية الليكوبين يخفض من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 70% كما أنه يحمي من الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي والتنفسي، كما أن أغذية الليكوبين لها دور فعال في مكافحة سرطان الرئة خاصة لدي المدخنين لأن مجرد تدخين «3 سجائر» كفيل بإنقاص 40% من تركيز الليكوبين بالدم وأن المدخنين الذين تزداد لديهم نسبة الليكوبين في الدم هم الأقل عرضه للإصابة بالسرطان. ضد الشيخوخة ويقوي المناعة الليكوبين في الأغذية الحمراء هو أقوي مضاد للأكسدة، وهو البطل الذي يقف أمام الشوارد الحرة حتي لا تدمر في طريقها الخلايا السليمة ولذلك فهو مضاد للشيخوخة، لأنه لو تركت الشوارد الحرة تقوم بتدمير وتخريب الخلايا الحية السليمة ستظهر أعراض الشيخوخة من تجاعيد الجلد والشعر الأبيض بسبب العدوان علي بصيلات الشعر وغير ذلك، ولإيقاف قطار الشيخوخة السريع لابد من الإكثار من تناول أغذية الليكوبين الحمراء. كما أن الأطعمة الحمراء الغنية بالليكوبين تقوي وتنشط الجهاز المناعي وتزيد من فعالية ونشاط الخلايا التائية والتي تعرف «بالخلايا القاتلة» التي تهاجم الميكروبات والبكتيريا التي تسبب الأمراض للإنسان، كما اكتشف العلماء فائدة هامة جداً لمادة الليكوبين وهي حماية العيون من مرض المياه البيضاء الكتاراكت وهو المرض الذي يصيب عدسة العين ويجعلها معتمة غير شفافة مما يضعف حدة البصر كثيراً، حيث وجدوا أن الليكوبين يمنع حدوث العتامة في عدسة العين. أفضل طريقة للحصول علي الليكوبين الساحر الأحمر هي تناول الأطعمة الحمراء التي خلقها الله بشكلها الطبيعي من الفواكه والخضروات، وليس تناول أقراص وكبسولات الليكوبين لأن إعطاء الليكوبين بمفرده يفقده الكثير من فوائده الصحية، فالأغذية الحمراء الطبيعية هي المفيدة كما أوجدها الخالق العظيم.
