كيف تحصل علي حقك الآن بالقانون أم بالذراع؟ سؤال تحسم إجابته شكل أي مجتمع فلا أحد ضد الحصول علي الحق لكن كيف تأخذ حقك هذا هو السؤال؟ الوضع الحالي يؤكد للأسف أن كثيرين يفضلون استخدام الذراع فهو أسرع في بعض الأحوال من اللجوء للقانون الذي قد ينصفك وقد يهدر حقك وقد يأتي إنصافه بطيئا فيتأخر حصولك علي الحق لكن هل المشكلة في القانون نفسه؟ أبداً.. المشكلة في القائمين علي تنفيذه، فالمطلوب أن يكون تنفيذ القانون حاسما وعادلا وسريعا حتي يبتعد الكثيرون عن اللجوء لقوة الذراع وفي الدول التي بها قانون قوي يتم تنفيذه بشكل سريع وعادل وحاسم تقل معدلات اللجوء إلي الحلول الشخصية في أي منازعات. ولذلك لابد أن يكون للقانون لدينا هيبة أكبر وأن تكون له يد سريعة في التنفيذ حتي يشعر الناس أن اللجوء لهذا القانون لا يعني الضعف ولا يهدد بضياع حقوقهم وإنما علي العكس يحافظ عليها ويردها إليهم وقتها فقط سوف تتراجع فكرة الاستعانة بالذراع. تلك الفكرة التي دعمتها للأسف من قبل الثورة العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية التي كان البطل فيها يلجأ مضطرا إلي ذراعه ليحصل علي حقه مادام القانون بطيئا أو مغمي عليه أو هناك من هم أقوي منه! لكن بعد الثورة وسقوط أصحاب النفوذ ومن كانوا فوق القانون لابد أن يختلف الوضع وأن يكون القانون هو البداية والنهاية في أي صراعات ومنازعات وخلافات. وإذا كنا في المرحلة الانتقالية نعاني من غياب القانون واللجوء أكثر للذراع فإنه علينا من الآن أن نبدأ في التمهيد لفكرة قوة وهيبة وحسم وسرعة القانون لأنه وحده الذي سينهي تلك الفوضي التي نعيشها والتي استبدلنا خلالها أصحاب النفوذ الذين كانوا يرون أنفسهم فوق القانون بمجموعة من البلطجية يرون أنفسهم أيضا الآن فوق القانون أي أننا كما يقولون خرجنا من نقرة لنقع في دحديرة! ونظرة علي معدلات الجريمة وأشكال الفوضي الأمنية تؤكد لنا أننا أصبحنا بالفعل نعاني كثيرا من فكرة اللجوء إلي الذراع وأن هناك من يرون أنفسهم أقوي من القانون ليس لأنهم أصحاب نفوذ كما كان يحدث قبل الثورة ولكن لأنهم أصحاب ذراع وسنج وسيوف ورشاشات. الناس أصبحت تحتاج إلي أن تري حسما وعدلا وسرعة في تطبيق القانون علي الجميع ووقتها فقط سوف يسترد القانون الثقة المفقودة وتلقي فكرة اللجوء إليه ترحيبا من الجميع وسوف تتراجع نسبة استخدام الذراع في مجتمعنا ليس من أجلنا وإنما من أجل أولادنا الذين يجب أن نجعلهم يكبرون وهم مؤمنون بقوة القانون وحسمه وعدله ولا يصح أبدا أن نترك لهم دحديرة بديلة للنقرة التي كنا فيها.