امتد البيزنس فى العملية التعليمية لما يشبه «الاستكراد» لأولياء الأمور «عينى عينك» وهو ما تمثل فى تغيير الزى المدرسى خلال 5 سنوات 3 مرات فى مدرسة ابنتى الخاصة للغات خلال المرحلة الابتدائية. ومع أن دخول مدرسة اللغات الخاصة ليس هو «كثرة الفلوس» أو نوعا من «الفشخرة» بل ضرورة فى أيامنا هذه بحثاً عن مستوى تعليمى أفضل وفرص أفضل للعمل بعد التخرج ومحاولة «لترقيع الخلل» الموجود بمدارس الحكومة والتى إن قدمت لها أوراق ابنتى لن أجد فيها مكاناً مع أنها ملزمة أن تقوم بإدخالها وتعليمها على أفضل مستوى إلى المرحلة الاعدادية.. ولكن كله كلام فى كلام. والأكثر من ذلك أن الوزارة تركتنا لقمة سائغة ليلعب بنا أصحاب المدارس الخاصة ويتاجروا بنا لتحقيق مصالحهم المادية ولو على حساب مجهودنا وفلوسنا التى «طلعت» عنينا حتى نوفرها لهم كل ترم دراسى. لنا حق نعمل ثورة والقصة بدأت عندما أنهى تلاميذ مرحلة ال«kg» السنتين الدراسيتين فى هذه المدرسة التابعة لإدارة 6 أكتوبر واشترينا ملابس الابتدائى والتى اشترطت المدرسة أن تكون من محل معين فى منطقة شارع المساحة بالدقى حيث تحمل بادج المدرسة وعانينا كأولياء أمور من سوء الخامة للبنطلونات التى عندها خاصية «البهتان ذاتياً» و«الكششان» بعد كل غسلة حتى أصبح «اليونيفورم» قديماً مع أول ترم وعصرنا على «أنفسنا ليمونة» واضطررنا لشراء بنطلونات جديدة قبل نهاية العام الدراسى على أمل أن تكفيهم للعام القادم ولكن قوة البهتان كانت أقوى واضطرتنا لشراء زى جديد العام الجديد ثم أعلنت المدرسة عن تغيير الزى المدرسى بعد هاتين السنتين وأكدت على شرائه من نفس المحل ورفعت سعره فالتى شيرت وصل لخمسين جنيهاً والبنطلون وصل لسبعين جنيهاً وسويتر اقترب من 255 جنيهاً، ومع أن الملابس شكلها صبيانى جداً مما حطم أمنية بناتى فى لبس ملابس أشيك وأجمل إلا أن حقيقة ما استفزنى أن خامة السويت شيرت الشتوى كانت سيئة للغاية ومع أن سعره وصل لسبعين جنيهاً إلا أنه ردئ الخامة فقد تميز الزى الجديد بسوء الخامة والذوق معاً وبعد عامين آخرين تم الإعلان عن تغيير الزى للمرة الثالثة والمستفز أن التغيير الذى يستوجب التزاماً من جهتنا نحن أولياء الأمور انحصر فى تغيير اللون الأزرق لأزرق داكن اختلفت درجة اللون درجة أو اثنتين وتم تغيير السويتر إلى جاكت يقترب من المائتى جنيه والغريب أنه فى كل مرة لا يتم استشارة أصحاب الرأى والشأن وهذا العام فتح صاحب المدرسة محلين ليبيع فيهما ملابس المدرسة ويكون المكسب كله فى جيبه وأصبح يبيع زى المدارس الأخرى أيضاً، ومع أن التغيير جاء فى درجتين للون الأغمق فقط إلا أن كل طفل يلزمه 450 إلى 650 جنيها لتغييره تماماً. فلنعاقب جماعياً السيدة هند محمد والدة لطفلين فى هذه المدرسة تقول: «لا أعرف لماذا لا يأخذون رأينا عند تغيير الزى المدرسى، فكل سنتين يغير اللون وأنا ابنى هذه سنته الأخيرة فى المرحلة الابتدائية وملزمة أن اشترى له ملابس لهذه السنة فقط ولن تنفع أخاه الذى يصغره بثلاث سنوات بالطبع لأنه من المؤكد أنه بعد عام أو اثنين سيتغير الزى ثانية وأريد أن أعرف أليس هناك جهة تراقب أصحاب المدارس فى مسألة الزى وعلى أى أساس يتم اختيار هذا الزى الجديد والذى يفتقر للذوق والخامة ومرتفع التكلفة، لذا قررت أننى لن اشترى ملابس جديدة أنا وصديقاتى اللاتى أبناؤهن فى المدرسة ولنعاقب جماعياً ولن أسكت لو حدث هذا العقاب.. فدخول أولادنا مدارس لغات ليس رفاهية أو كثرة فلوس وإنما «اللى رماك على المر؟! الأمر منه». ما يحدث استنزاف السيدة هالة مفيد عندها ابنتان فى المدرسة فى المرحلتين الابتدائية والاعدادية تقول: «اضطررت لشراء الملابس الجديدة مع أن ظروف الناس كلها الآن لا تشجع على أى شراء وكنت أنوى أن يقضى الأولاد هذه السنة بملابس السنة الماضية وأحضر مجرد تى شيرت واحد جديد لكل منهما ولكن الزى الجديد اضطرنى لشراء اثنين وثلاثة من كل شىء ودفع مبلغ كبير إضافة لمبلغ المصاريف الذى أؤمنه لهم «بالعافية» كل عام ولا أدرى لصالح من هذا الاستنزاف فالملابس تغيرت درجة واحدة أغمق عن العام الماضى وصاحب المدرسة فتح محلات من وراء ملكيته للمدرسة ويكمل بها عجلة استنزاف أولياء الأمور فهى عجلة مستمرة، مصاريف ويونيفورم وفلوس رحلات للمولات والملاهى وأيام ترفيهية فى المدرسة تحفز الأولاد على الاستهلاك والشراء ونحن أولياء الأمور تدهسنا هذه العجلة فنحن لسنا مليونيرات وإنما نبحث عن مستوى أفضل للتعليم مهما كلفنا الأمر ولسنا على استعداد لكل هذه المظاهر الاستهلاكية. اشتكى لمين؟! السيدة رندة سمير والدة لثلاثة أطفال بالمدرسة تبدأ حديثها معى بسؤال: «اشتكى لمين؟! الوزارة «شايلة ايدها» من الموضوع وتركونا لأصحاب المدارس الخاصة الذين يتفننون فى استنزافنا، فمجالس أولياء الأمور فرصة «لجمع الفلوس»، الرحلات فرصة لجمع الفلوس فأقل رحلة ب50 أو 70 جنيها للطفل وتغيير الزى المدرسى وفقاً لأهوائهم لا يستشيرون فيه أحدا حتى بلغت درجة الاستفزاز أنهم عندما لا يعرفون كيف يغيرون الملابس «يغمقونها درجة» و«ادفع ياولى الأمر.. وإلا..!!».. وأصبح يشترط شراء الزى من محل صاحب المدرسة الذى عمله بمكسبه من «فلوسنا» ولم نجد أنا وبعض أولياء الأمور سوى الاحتجاج على هذا الجشع بعدم شراء هذه الملابس وليفعلوا ما يريدون!.