عدة تحديات واجهتها دراما رمضان هذ العام والمحصلة أنها لم تستطع الصمود أمامها فقد جاءت شاشة رمضان هذا العام وسط أجواء مختلفة تماما فهذا هو أول رمضان بعد الثورة وهذه هى أول مسلسلات تعرض وسط الاهتمام المتزايد من الناس بالأحداث السياسية فكان هذا هو أول تحد أمام تلك المسلسلات أن تستطيع جذب الجمهور من شاشة أخبار وسط أحداث سياسية ملتهبة ليس فى مصر فقط لكن فى دول عربية كثيرة. مواجهة هذا التحدى اختلفت من عمل لآخر فهناك من قرروا الاقتراب من الأحداث السياسية فى مسلسلاتهم وتناول الفساد الذى كان أحد أسباب الثورة ومن هذه الأعمال (خاتم سليمان) و(آدم) و(المواطن إكس) وغيرها، وهناك من قرروا الابتعاد تماما عن السياسة والمراهنة على رغبة الناس فى مشاهدة دراما بعيدة عن الثورة فكانت هناك أعمال اجتماعية وتاريخية وسيرة ذاتية مثل دوران شبرا والريان والشوارع الخلفية وغيرها، بينما ذهب البعض إلى المراهنة على احتياج الناس للضحك بعد الأحداث العصيبة التى عاشوها فى الشهور الأخيرة فجاءت الكوميديا على يد الكبير قوى ومسيو رمضان والزناتى خليفة وغيرها. اختفاء المسلسل القنبلة لكن الملاحظة الأولى على شاشة رمضان هى غياب المسلسل القنبلة فقد كان هناك كل عام عمل واحد على الأقل يحقق نجاحا منفردا ومتميزا عن كل الأعمال ومثل هذا العمل غاب تماما هذا العام، فالأعمال القليلة جدا التى يمكن وصفها بالأعمال الناجحة يظل نجاحها فى إطار النجاح العادى وليس النجاح المتميز الضخم وهذا يعود لأسباب كثيرة أبرزها حالة التعجل التى أصابت صناعة معظم المسلسلات هذا العام لتعويض توقف التصوير بسبب أحداث الثورة وهو ما جعل المسلسلات تقع فى فخ التسرع حتى تلك الأعمال التى كانت بها بذرة نجاح ضخم لم يساعدها الوقت لصنع دراما متقنة فى النهاية. ادم وألقت أيضا مشاكل الإنتاج والتوزيع والأجور ودعوات مقاطعة أعمال بعض الفنانين بظلالها على مستوى الأعمال الرمضانية.. كل هذه كانت تحديات أمام صناعة دراما جيدة هذا العام والمحصلة أن الدراما لم تستطع الصمود أمام تلك التحديات ولم ينج من فخ الفشل سوى عدد قليل جدا من المسلسلات تعد على أصابع اليد الواحدة. ورغم أن هناك قضايا مهمة حاولت بعض الأعمال الاقتراب منها وكان يمكن أن تكون نواة للنجاح إلا أن التناول السطحى والضعيف أهدر القضية فكانت النتيجة الفشل ومن هذه الأعمال مسلسلا (آدم) و(دوران شبرا) وكلاهما حاول تناول قضية الوحدة الوطنية ورغم أنها قضية مهمة وتوقيتها مناسب إلا أن العملين لم يحققا أى نجاح يذكر لأنهما لم يقتربا من عمق القضية وإنما تناولاها بشكل سطحى فمسلسل آدم الذى حاول تامر حسنى فيه أن يصور نفسه على أنه بطل شعبى ليكسب التعاطف لم ينجح لأن الجمهور نفسه لم يستطع الإحساس بأن تامر حسنى هو نموذج صادق للبطل الشعبى، أما دوران شبرا فقد تناول العلاقة بين المسلمين والأقباط بشكل سطحى لا يقترب من حقيقة تلك العلاقة القوية وتحديدا فى شبرا. (مستوى الأعمال أخطر من دعوات المقاطعة ويبقى سؤال مهم هو إلى أى مدى تأثرت أعمال نجوم من عرفوا بالقائمة السوداء بمواقفهم السياسية والإجابة أن أعمال هؤلاء النجوم كانت كفيلة وحدها بخسارتهم فى سباق رمضان حتى إن لم تكن هناك دعوات مقاطعة وأبرز مثال مسلسل سمارة لغادة عبدالرازق والذى لم يحقق نجاحا يذكر ولم يكن يحتاج إلى دعوات مقاطعة لأنه حتى إن لم تكن هذه الدعوات موجودة يكفى مستوى العمل نفسه لتكون النتيجة هى نفسها الفشل، وعدم التفاف الناس حول المسلسل بدليل أن هناك أعمالاً أخرى فشلت رغم أنها لم تواجه دعوات مقاطعة ومنها مثلا مسلسل (كيد النسا) الذى حمل أحداثا مليئة بالمبالغات والاستخفاف بعقول الناس وفشل فى تحقيق النجاح رغم أن أبطاله سمية الخشاب وفيفى عبده وأحمد بدير لم تأت أسماؤهم ضمن تلك القائمة المسماة بالسوداء. ورغم قلة الأعمال التى عرضت هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة، لكن يبقى عدد المسلسلات كبيرا أيضا ويجعل مهمة متابعتها جميعها شبه مستحيلة وهو ما يعرض بعض تلك الأعمال للظلم لأنها لا تحظى بمشاهدة طيبة خاصة إذا تم عرضها فى قنوات لا تحقق لها الانتشار والدعاية المطلوبة مقارنة بغيرها، ومن بين تلك الأعمال التى لم تحظ بفرصة مشاهدة طيبة مسلسل (شارع عبدالعزيز) للنجم المتألق عمرو سعد بينما هناك مسلسلات تم تكثيف الدعاية لها وعرضت على أكثر من قناة وأعيد عرضها أكثر من مرة ورغم ذلك لم تحقق النجاح أيضا وهو ما يؤكد أن الجمهور لا يمكن أن يفرض عليه عمل أو نجم مهما كان. دوران شبرا ولم يشعر الجمهور بوجود الجزء الثالث من الدالى للنجم نور الشريف الذى عليه أن يراجع نفسه إذا كان صحيحا ما تم إعلانه عن تقديم جزء رابع من العمل. الدالى مسيو رمضان والكبير قوى أما الأعمال الكوميدية التى حاولت المراهنة على رغبة الناس فى الضحك والابتعاد بهم عن هموم السياسة فكان فى مقدمتها (مسيو رمضان) لمحمد هنيدى والذى كان من حقه استثمار تلك الشخصية فنيا بعد نجاحه الضخم بها سينمائيا وتألق هنيدى فى أداء الشخصية ونجح بها لدرجة كبيرة، أما الكبير قوى لأحمد مكى فقد امتلأ بالمبالغات ولم يخرج عن إطار الكوميديا التى تناسب الأطفال ونفس الأمر ينطبق على الزناتى مجاهد لسامح حسين. الكبير قوى ويظل عدد قليل جدا من الأعمال هو وحده الذى استطاع خطف الأنظار وفى مقدمتها (خاتم سليمان) للموهوب المتألق خالد الصاوى الذى رغم مشاكل المسلسل الإنتاجية إلا أنه نجح فى كسب التعاطف بشخصية الدكتور سليمان وأداها بطريقة السهل الممتنع وتألقت بجواره رانيا فريد شوقى وفريال يوسف وعدد من الوجوه الجديدة، أيضا مسلسل (الريان) كان من الأعمال القليلة التى استطاعت تحقيق النجاح وجذب الجمهور وكان لتألق خالد صالح دور رئيسى فى نجاح العمل كما كان باسم سمرة أيضا أحد أبرز مفاجآت هذ العمل بإتقانه الشديد لدوره. ماكياج هبة الأباصيرى والصوت العالى لبسمة هبة الاباصيرى ومثلما لم تستطع مسلسلات رمضان الصمود أمام التحديات الكثيرة التى واجهتها فالأمر نفسه ينطبق على البرامج التى لم تأت بجديد فطونى خليفة فى (الشعب يريد) كرر نفسه مع تغيير فقط فى اسم البرنامج، أما هبة الأباصيرى فمكياجها الكثيف المبالغ فيه جعلها وجها غير مريح على الشاشة خاصة أنها تفتقد للقدرة على إدارة حوار جرىء فحلقات (كش ملك) كانت باهتة ولم تخرج من ضيوفها بجديد، بسمة أيضاً الفنانة بسمة لم تستطع تحقيق النجاح ببرنامجها (من أنتم) خاصة أنها حاولت تقليد برامج الصوت العالى التى تمتلئ بها الفضائيات بينما كانت برامج المقالب أسوأ ما فى شاشة رمضان هذا العام لاستمرار استخفافها بالناس من ناحية وبالمشاهدين من ناحية أخرى.