طالب الثانوية العامة فى رحلة البحث عن كلية. هذا هو حال معظم طالبى الثانوية العامة الذى لم ينته لديهم هذا الشبح بانتهاء الامتحانات إنما ظل يطاردهم حتى أعتاب مكاتب التنسيق. فبين الأمل والرجاء يسجل الطالب رغباته مع السؤال المعتاد «على فين هيودينى مكتب التنسيق؟». وحتى هذه اللحظة لم يترك أولياء الأمور أبناءهم وحدهم أمام مكاتب التنسيق لتسجيل رغباتهم للالتحاق بالكلية الميمونة التى رافقها كثير من الدعاء والدموع وبعد معركة اشترك فيها جميع أفراد الأسرة حتى يخرج الطالب فيها من ظلام الثانوية إلى نور الجامعة. وغدا الأربعاء ينتهى تقديم رغبات المرحلة الأولى للتنسيق والتى يتوقع معها أن تستوعب جميع كليات الجامعة ولن يتبقى للمرحلة الثانية سوى القليل من الأماكن فى كليات الجامعة وبعض المعاهد العليا. وفى محاولة من وزارة التعليم العالى لتقديم المساعدة لطلبة الثانوية العامة بإتاحة استخدام الحاسبات داخل الجامعات لإجراء التنسيق الإلكترونى. يقف الطالب حائرا فى تسجيل خطوات وأولويات رغباته. فمع بداية صباح السبت 23/7/2011 بدأت مكاتب التنسيق تنهال عليها رغبات طلبة الثانوية العامة مرحلة أولى ومن أمام كلية هندسة جامعة القاهرة رصدنا توافد الطلبة وأولياء الأمور إلى داخل القاعات لتسجيل الرغبات إلكترونيا إلا أنهم يحتشدون على الأبواب وفى الطرقات بسؤال بعضهم لبعض عن الخطوات اللازم إجراؤها ومن أين تبدأ رحلة التنسيق؟ معظمهم لا يعرف والبعض يجتهد إلا أن أحدهم قال «اعملوا زى الناس مابتعمل»! أما أمام مدينة الطلبة وجامعة القاهرة هناك عشرات المعاهد والكليات التى جاءت تعلن عن نفسها غير مكتفية بتوزيع مطبوعات، إنما تأخذهم فى جولة ميدانية للكلية فى أتوبيسات مخصصة لذلك فى محاولة أكيدة للإقناع لتقديم طلبات الالتحاق والذى لا يقل ثمن الطلب الواحد عن مائة جنيه ويزيد على 300 و400 جنيه ببعض الكليات الخاصة مع المصروفات إذا أمكن كما قالت إحدى الأمهات. وبين هذا وذاك يظل طالب الثانوية العامة حائرا عن أى الطرق إلى الجامعة. مريم عاطف 4,92% أدبى وعن الامتحانات والتنسيق تتحدث: فعلا الامتحانات كانت سهلة السنة دى لكن التنسيق عالى جدا. وأنا كتبت رغبة أولى آداب فرنسى ثم تجارة قسم لغة إنجليزية لأن هو ده المستقبل. فاللغة أصبحت أهم من الشهادة نفسها. يعنى دى متطلبات العصر أن يكون مستواك جيدا فى الكمبيوتر وجيدا جدا فى أكثر من لغة. حتى تفكيرنا تغير بعد الثورة واتفقت أنا وأصحابى أن نكون واقعيين فى اختيار الكلية المناسبة مش اللى المجموع يحددها لأن كفاية قوى لحد كده بطالة وناس خلصت كليات لكن قاعدة على القهاوى. لازم نطور نفسنا ونغير مصطلح كليات القمة وكليات القاع ويكون الأساس قائما على ميولك ومدى نجاحك فى الكية اللى اخترتها. أما سها عبدالرحمن 93% أدبى فتشكو من الارتباك وعدم المعرفة عن التقديم والتنسيق وقالت: أنا ووالدتى هنا من الساعة 9 صباحا علشان نعرف إيه المطلوب. وذهبنا إلى مدينة الطلبة ووقفنا على الشباك أكثر من ساعة لأن مفيش غير شباكين وعليهم زحمة وكمان أحيانا مش بيردوا علينا وسيبناهم ورجعنا إلى مقر التنسيق بكلية الهندسة جامعة القاهرة واشترينا دليل الجامعات وبعدها قالوا لنا ندخل المدرج.. الدكتور بيسلم استمارة نملأها بالبيانات وبياخدوها ويعطونا رقم ندخل بيه لتسجيل الرغبات إلكترونيا. - طالب الثانوية ورحلة البحث عن كلية هكذا تتحدث مى عبدالكريم 82% أدبى: أنا مش لاقية كلية أدخلها. حتى كلية تجارة قالوا بتاخد 85% ولازم يكون مجموع لغاتك يتعدى النسبة التى تم تحديدها. يعنى طالب الثانوية يعمل إيه بعد المذاكرة والدروس والامتحانات. يدور على كلية يدخلها ومش لاقى. أما المعاهد والكليات الخاصة فمصاريفها غالية جدا وأيضا شهادتها غير معتمدة وكثيرا ما تكون مجرد نصب ووهم. - مش لاقيين حد يساعدنا على عبدالهادى 5,89% أدبى يقول: كل الطلبة خايفة من التنسيق وإحنا حاسين إننا اتظلمنا لأن الوقت كان مضطربا من الثورة وأحداثها وكمان مفيش حد يوجهنا دلوقتى نعمل إيه، يعنى مثلا كان نفسى أدخل كلية إعلام وطبعا المجموع ضعيف لكن رضيت بالأمر الواقع ، وبدأت فى ترتيب الرغبات بنفسى قبل تسجيلها إلكترونيا لمنع حدوث أخطاء كما أخبرنى أصدقائى وقالوا لى فى دكاترة ومعيدين فى كل مقر بالجامعة الخاص بالتنسيق هيساعدونا فى شرح وتوضيح طرق الاختيار للرغبات وتسجيلها، ولكن هذا غير صحيح تماما، لأن كل واحد هنا ماشى بدماغه ومفيش حد بيساعد حد. بينما كانت المفاجأة لمصطفى أحمد 93% علمى رياضة هى أشد من كونها مفاجأة إلى صدمة فقال : لقد صدمت عندما علمت إنى مش هلحق مرحلة أولى لأنها أخدت من 9,93% واضطررت أدخل المرحلة الثانية والخوف إننى مدخلش كلية هندسة لأن أعداد المتقدمين كبيرة جدا يفوق حاجة الكلية أساسا وأنا اخترت كلية الهندسة مش علشان من كلية القمة زى ما الناس بتقول ، لكن لأن هى حلمى وكنت أتمنى تحقيقه. والمشكلة إن فى الآخر هتساوى بمن مجموعه 85% وأدخل تجارة يعنى مش حرام. - الروتين مازال يقتل مكاتب التنسيق وتقول دينا حسام 83% أدبى : للأسف كنا نتمنى أن ندى تغييراً بعد الثورة ، وخاصة فى مكاتب التنسيق لأن على النت مش موضحين نعمل إيه بالضبط لتسجيل الرغبات فى الوقت إللى إحنا خايفين فيه من عمل أى خطأ يضيع مجهودنا. علشان كده بنسأل الموظفين اللى بيتعاملوا بنفس الروتين ونفس الكلام غير المفهوم كأنه طلاسم ومفيش عنده صبر علشان يرد عليك. وعلى العموم عملت اختبار قدرات لكلية فنون جميلة علشان يكون فى حاجة ألحقها من الكليات، لأن جميع الطلبة خايفين من انشغال الأماكن بالكليات قبل الوصول للمرحلة الثانية. أما عن محاولة توضيح الرؤية من أحد المسئولين فى شباك التنسيق عن شكوى الطلبة من التجاهل واللا مبالاة ، وذلك بمدينة الطلبة أمام جامعة القاهرة، فلم أتوصل إلى رد لأن المسئول يعود كل ساعة للوقوف خمس دقائق فى الشباك والعودة إلى الداخل مرة أخرى. ومن سوء حظى لم ألحقه فى دقائق العمل لأنه كان وقتها فى ساعات الراحة.