أكتب لكم عن رجل مصرى عظيم - للأسف لم أسمع عنه كما لم يسمع عنه الملايين من المصريين! الرجل اسمه «الدكتور محمد العريان» الذى تتداول اسمه جميع الأوساط السياسية والاقتصادية العالمية منذ الخميس الماضى. الدكتور «محمد العريان» ليس لاعب كرة قدم يلعب فى الأهلى أو الزمالك وتسعى لخطفه أو شرائه أندية برشلونة أو ريال مدريد أو مانشستر يونايتد أو حتى مركز شباب بنى سويف!! والدكتور «محمد العريان» ليس شاعرًا تتهافت الفضائيات على نشر شعره البالغ الدلالة من عينه، الأسفلت يطير بمحاذاة العقل، والأسى يملأ جنبات المدى الفسيح. والدكتور «محمد العريان» بالقطع ليس هو المرشح لكتابة سيناريو وحوار فيلم «شعبان عبدالرحيم «المفكر الغنائى» الذى يروى سيرة حياته ومشوار عمره فى الفن والسياسة وكيف تصدى بأغنياته لفساد النظام السابق. ويكفيه نضالاً أنه فى ختام كل أغنية كان ينهييها بقوله: إييه.. إييه وهى صرخة ضد مفاسد ذلك العصر! الدكتور «محمد العريان» يا أصدقائى ليس واحدا من هؤلاء الفهلوية أو الهمبكية «من همباك» الذين تمتلئ بهم الفضائيات وهات يا رغى وتحليل ولت وعجن وجهل فى جميع المواضيع. وهو ليس واحدًا من ذلك الفصيل الغريب الذى ينتمى إلى مهنة «المحلل»، فهناك المحلل الرياضى الذى يفهم طرق اللعب الحديثة، بداية من الاعتماد على رأس حربة واحد، والضرورة الكروية التى تستدعى أن تدفع بثلاثة رؤوس حربة مرة واحدة. وهو ليس «محللاً» فى تاريخ المواطنة عند الفراعنة سواء من الأسرة الرابعة وحتى الأسرة التاسعة وتطور هذه المواطنة بين حكم الأسرتين! للأسف الشديد «د. محمد العريان» حاجة تانية خالص ومصرى من نوع مختلف، لا رأينا صورته ولا سمعنا صوته، لكنه سيكون نجم الأيام القادمة! لقد أسعدنى أن تهتم الزميلة صحيفة «العالم اليوم» فى عدد الخميس الماضى (19 مايو 2011) بتقرير صحفى ممتاز للأستاذ «مصطفى عبدالسلام» بعنوان «محمد العريان أبرز المرشحين لرئاسة البنك الدولى»، وجاء فى تفاصيل التقرير أن د. العريان دخل على خط المنافسة على رئاسة البنك الدولى خلفًا للفرنسى «ستراوس» صاحب الفضيحة الجنسية، وفى حالة فوزه فهو أول عربى يشغل هذا المنصب الرفيع، وهو الآن يشغل منصب الرئيس التنفيذى لمؤسسة «بيمكو» الدولية التى تعد أكبر مستثمر سندات فى العالم، وهو اسم معروف وسط النخبة الاقتصادية فى مصر، حيث كان يعمل أستاذًا للاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة قبل هجرته للولايات المتحدة منذ سنوات طويلة. ويضيف تقرير العالم اليوم قائلاً: ويرى محللون دوليون أن فرص العريان فى الفوز بالمنصب كبيرة، فهو إلى جانب أنه وجه دولى معروف استعانت به بعض دول العالم بما فيها الأوروبية لانتشالها من الأزمات المالية والاقتصادية التى مرت بها، كما أنه يحمل مؤهلات علمية تؤهله لذلك، فهو أستاذ جامعى بكلية إدارة الأعمال التابعة لجامعة «هارفارد» أرقى المؤسسات الجامعية فى العالم، كما أنه عمل لمدة 15 عامًا فى صندوق النقد الدولى بواشنطن وأهلته هذه الفترة لاكتساب خبرة فى إدارة الاقتصاد العالمى. شكرًا للزميلة «العالم اليوم» على تقريرها المكثف المبهج الرائع عن مصرى رائع يشرفنا فى كل الدنيا وفى صمت وهدوء ودون ضجة أو زيطة أو ظهور تليفزيونى أرضى أو فضائى. د. العريان عبقرية مصرية تسعدنا وتفرحنا!