الزمالك عصبيته فى أداء مدربه حسام حسن، والأهلى تهوره فى اجتهادات مانويل جوزيه، المدرب الواثق جدًا فى اختياراته، التى أصبحت تخونه بعد لحظات من بداية المباراة، فتراه يجرى تغييراته متسرعًا الفوز، أو مفضلاً الاستعراض بكامل قوته، فلا التغييرات السريعة تسعفه، ولا قوته الضاربة تساعده على الفوز بسهولة بالمباراة! جوزيه جرب الاستقرار على مجموعة من اللاعبين، لكنه عاد إلى هوايته القديمة للتلاعب بأعصاب نجومه، فتراه يجلس معوض على الخط بلا مبرر حقيقى ويضع أشرف مكانه، وفى دقائق يجد أن أشرف لايحقق له ما كان يتخيله فى التدريبات، وبمرور الدقائق يسرع فى تغييره، ليحدث دربكة فى عدد التغييرات المسموح له بها، ويبدأ فى إعادة الحسابات! حدث هذا فى مرة، وساعدته هذه التغييرات على إحداث الفوز، وحاول أن يجريها مرة أخرى، وكادت تفقد الأهلى ثلاث نقاط كانت كفيلة بإشعال المنافسة مرة أخرى، لولا ضربة الجزاء التى أحزنت الزملكاوية قبل أن تسعد الأهلاوية ليحرز منها جمعة هدف مباراة الأهلى والاتحاد السكندرى الوحيد! حسام حسن الغريب فى الأمر هو شكل الاتحاد السكندرى وأداء لاعبيه، فإذا كانوا قادرين على هذا الأداء، فلماذا يختارون مباراة لهذا الأداء، ويتركون المباريات الأخرى عرضة للاهتزاز وضياع النقاط، بل ضياع فرص البقاء فى الأضواء! الإسماعيلى هذا الأسبوع أظهر قوة غير عادية، وإذا استمر أداء عبدربه وجريشة وعبدالله السعيد، بالإضافة إلى حارس المرمى فتحى، فإن فرص الإسماعيلى فى الفوز بالبطولة ستكون كبيرة جدًا. والحكام الأجانب أصبحوا هم البوابة السحرية للفوز على القمتين الأهلى والزمالك، وبدون هؤلاء الحكام الأجانب، فهناك ضربات جزاء، ووقت إضافى بالمزاج يضمن للزمالك إحراز الفوز فيه، ويضمن للأهلى تحقيق النقاط الكاملة لأى مباراة! الإسماعيلى هو الآخر بدأ فى المطالبة بحكام أجانب لمباراته مع الأهلى، وحكاية الحكام الأجانب أصبحت قضية خطيرة جدًا فى بطولة الدورى، فالمطالبة بهم تعنى أن هناك ظلمًا فى التحكيم، وتعنى أن شعورًا بانتفاء العدالة يسود بين أندية الدورى الصغيرة والمتوسطة، ونعتقد أن هذا الأمر سيؤدى بالضرورة إلى اهتزاز ثقة الحكام المصريين بأنفسهم، ولن يستطيعوا الأداء بنزاهة فى أى مباراة، بل إن العصبية ستكون هى عنوان التحكيم والتهور فى القرارات! لمن البطولة هذا الموسم؟ قد يعتقد البعض أن اللقب محصور بين القمم الثلاث، لكن هناك من بعيد يطل فريق الشرطة على استحياء، وقد يحقق المفاجأة ونراه فى أسبوع من الأسابيع هو المعتلى للقمة، وإن كان فى النهاية اللقب لن يكون من نصيبه! الدورى اشتعل، ونخاف جدًا من هذا الاشتعال خصوصًا فى الأيام العصيبة التى تحياها مصر، ونتمنى أن يمر بسلام دون كوارث على أى مستوى!؟