طرح مدينة رفح الجديدة وقري الصيادين والتجمعات التنموية لأبناء سيناء    محافظ أسيوط يعلن ارتفاع نسبة توريد القمح إلى 12 ألف طن    الشرطة الأمريكية تعتقل 93 شخصا داخل حرم جامعة جنوب كاليفورنيا    دبلوماسي روسي: نقل صواريخ «أتاكمز» الأمريكية إلى أوكرانيا لا يمكن تبريره    دوري أبطال إفريقيا| الأهلي يرتدي زيه التقليدي أمام مازيمبي    بسمة مصطفى: فيلم "شقو" تربع على إيرادات عيد الفطر ب50 مليون جنيه    تحرك جديد في أسعار الذهب.. والأسواق تترقب بيانات التضخم الأمريكية    بين أوكرانيا وإسرائيل وغيرهم.. الكونجرس يتبنى حزمة مساعدات دسمة    دعم اوروبي 10 ملايين يورو لنفاذ مياه الشرب إلى المناطق المحرومة في إفريقيا وآسيا    مواعيد مباريات الجولة 20 من الدوري المصري.. عودة القطبين    ضبط 65 كيلو مخدرات بقيمة 4 ملايين جنيه بمحافظتين    بعد مقتل ربة منزل على يد زوجها فى ملوى فى لحظة غضب ..نصائح هامة يقدمها طبيب نفسى    رئيس البرلمان العربي يهنئ مصر بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    بكلمات مؤثرة.. ريهام عبدالغفور توجه رسالة لوالدها الراحل في حفل تكريمه    في الذكرى ال42 لتحريرها.. مينا عطا يطرح فيديو كليب «سيناء»    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    تشافي يبرّر البقاء مدربًا في برشلونة ثقة لابورتا ودعم اللاعبين أقنعاني بالبقاء    عودة ثنائي الإسماعيلي أمام الأهلي في الدوري    مصر تنافس على ذهبيتين وبرونزيتين في أول أيام بطولة أفريقيا للجودو    وزير التعليم العالي يهنئ رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    إزالة إشغالات وحالات بناء مخالفة في دمياط الجديدة    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    بالصور .. بدء طباعة وتظريف امتحانات الترم الثاني 2024    وزير التنمية المحلية يتابع مع وفد البنك الدولى الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    "حماس": حال قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس سنضم جناحنا العسكري للجيش الوطني    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    الصحة: فحص 6 ملايين و389 طفلًا ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    حبس شاب لاستعراضه القوة وإطلاق أعيرة نارية بشبرا الخيمة    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    محافظ الجيزة يهنئ الرئيس السيسي بالذكرى ال42 لعيد تحرير سيناء    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمدين صباحي في ندوة «صباح الخير»: لا أقبل الرئاسة في نظام برلماني
نشر في صباح الخير يوم 18 - 05 - 2011


أعد الندوة للنشر :
ألفت جعفر - جورج أنسي
سكرتارة الندوة : محمد عاشور - نهي العليمي - شاهندة الباجوري
في أعقاب ثورة 25 يناير سارع عدد غير قليل من الصحف والمجلات المصرية والعديد من الفضائيات والأرضيات باستضافة شباب الثورة ومفجريها احتفاء بهم ورصدا لمزيد من أفكارهم التي نجحت في تغيير نظام آيل للسقوط وعندما حان وقت صنع المستقبل والإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية، سارعت نفس الصحف والمجلات والفضائيات باستضافة مرشحي الرئاسة شغفا بالتجربة الجديدة واستشرافا لأفكار من يتقدمون لحمل الأمانة وتكوين النظام القادم.
وكعادتنا في (صباح الخير) في صنع خصوصية مميزة لنا اخترنا أن نجمع الثائرين علي الماضي مع الطامحين لصنع المستقبل وجها لوجه وأن نكتفي نحن أسرة المجلة برعاية هذا اللقاء داخل قاعة إحسان عبدالقدوس ومؤسسته العريقة وكأننا نقول لقارئنا الكريم آدي الجمل وآدي الجمال فللننظر ماذا يحملان لنا من الآمال والطموحات في غد يجعل مصر أجمل وأرقي.
واليوم نبدأ أول هذه اللقاءات مع الأستاذ حمدين صباحي أحد أبرز مرشحي الرئاسة.. وعدد من الشباب من صناع الثورة وهم:محمود ترك «ناشط سياسي» مدير موارد بشرية، م. رامي عبدالمجيد «مدير مشروع في شركة اتصالات»، عمرو جيفارا «ناشط سياسي» وعضو حزب التحالف الشعبي، وسارة رمضان «ناشطة سياسية» عضو حركة شباب من أجل العدالة والحرية.
احتشد شباب الثورة لطرح أسئلتهم.. بدأها رامي عبدالمجيد بأنه لم يعرف له تجربة إدارية ناجحة وعميقة في إدارة المؤسسات رغم اعترافه بتاريخه النضالي الرائع، لكن هذا النضال هو مجرد عمل فردي ولا يرقي للخبرة الإدارية التي يحتاجها منصب رئيس الجمهورية باعتباره أعلي منصب في إدارة الدولة.. وهذا يقودنا أيضا إلي فكرة إعادة هيكلة الدولة المصرية.
حمدين: أود أولا أن أعبر عن سعادتي بشباب الثورة، ثانيا فإنه عبر سنوات طويلة صادفتني مهام إدارية كبيرة منذ كنت في الثانية والعشرين من عمري، حيث كنت رئيسا منتخبا لاتحاد جامعة القاهرة، وهي مؤسسة ضخمة من حيث التمثيل، فهي أكبر جامعة في مصر، وبها أكبر عدد من الطلاب وعلي درجة عالية من التعقيد وخبرت تجربة الانتخابات حيث كانت تتشكل من ممثلين منتخبين قسموا وقتها علي 7 أو 6 لجان بها مجلس معاون يؤدي مهاما إدارية جساما تعتمد علي تحديد أهداف، وحشد الطاقات لتجتاز العراقيل، والتي تبدأ بالظروف غير المواتية مرورا برئيس الجامعة الذي كان وقتها يملك من الصلاحيات ما يجعله يستطيع أن يلغي قرار رئيس الاتحاد، فقمنا بعمل لائحة جديدة هي لائحة 76 لتمنع تحكم أساتذة الجامعة في الطلاب، فإذا كنت قادرا أن تستمع وتستوعب وتحترم آراء آلاف الطلاب الذين انتخبوك وتقيم حوارا مع دولة ليست معك ومع إدارة أحيانا معك وأحيانا أخري ضدك وتدير اختلافا بالغ التنوع في الاتحاد، حتي قبل لائحة 76، بل تصل بديمقراطية لأهدافك بما هو متاح لك من إمكانات، بل يكون لك التوقيع النهائي علي «شيك» في موازنة ضخمة جدا بالنسبة لشاب عمره 22 سنة، وتكون من أصحاب القرار في التصرف في ميزانية مهولة من حيث حجمها المادي فهي ليست فقط مجرد انتخاب ديمقراطي لشخص واحد يعبر عن جماعة الطلبة، فإنك بذلك تكون قد حققت درجة من درجات الإدارة ساهمت بطريقة أو بأخري في إدارة تجارب حزبية وصحفية إضافة إلي تجربة نقابية وبرلمانية أكثر تعقيدا.. لذا كنت دائما في نقطة اتخاذ القرار.
أما بالنسبة لهيكلة الدولة فهي أمر مهم جدا، والمفترض أن تضع الدول هياكلها بقدر ما تحقق الوظائف فتوجد «وظيفة» لكل شيء، فطبيعة المشروع الذي تتبناه مصر بعد ثورة 25 يناير لابد أن يعكس نفسه علي هيكل الدولة، وعندي تصور كمرشح رئاسي وهو تصور طموح، ومن الممكن تحقيقه وقياسه والحكم عليه بالفشل أو النجاح وقد ينقل مصر في 8 سنوات بحد أقصي دورتين للرئيس الذي يعاد انتخابه من دولة نامية متخلفة إلي دولة متقدمة بالمعايير الموجودة في الدول المتقدمة.
- المد الظلامي وكامب ديفيد
صباح الخير: هناك تفاعلات لقوي ومصالح موجودة في المجتمع، وكل قوة تحاول تحقيق أكبر قدر من المصالح، لذا المرحلة المقبلة ستكون للحوار المجتمعي بالكلمة أو الموقف أو الانتخاب أو بالصراع كما نري.. ولكن يهمنا معرفة رأيك في أكثر من نقطة: أولا: رؤيتك للمد الظلامي المتدثر بالغطاء الديني.
ثانيا: تحدثت في حوار تليفزيوني عن رأيك في اتفاقية كامب ديفيد، لكن لك آراء أخري مختلفة علي الإنترنت ومنسوبة لك نريد الآن معرفة رأيك في معاهدة كامب ديفيد؟ ثالثا: نريد أن نعرف من أين لك تمويل حملتك الانتخابية.
- حمدين: هناك قوي تحركت تحت اسم الإسلام السياسي علي درجة كبيرة من التعدد والاختلاف، فالإخوان علي سبيل المثال في رأيي شركاء في الثورة ولي علاقة معهم منذ أيام الجامعة وفي المظاهرات والمحاضرات والزنزانة، ولهم الحق في أن يتشكلوا ضمن الواقع السياسي، فقد انتهي عصر الحظر وهم قادرون بكم خبراتهم أن يكونوا جزءا من المعادلة السياسية وينتخبوا ويفاوضوا وتكون درجة الخلاف معهم علي حسب أجندتهم التي يقدمونها، ثم نأتي لظاهرة السلفيين الذين حرموا المشاركة في المظاهرات والثورة والعمل السياسي وبعد ذلك خرجوا بنعم في طابور الاستفتاء، وفي رأيي فإن مشاركة أي مصري بغض النظر عن رأيه هي مكسب فقد فرحت أن هناك أقباطا وسلفيين في طابور الاستفتاء رغم المسافة الواسعة بينهما، فعندما يخرج القبطي من عزلته مع السلفي بعد أن تم توقيفه من أمن الدولة ليقف في طابور واحد، فهذا في صالح التجربة السياسية فأنا أرحب بأي مصري كان معزولا جبرا أو اختيارا لأن المشاركة هي الاختيار الصحيح ولا أتوقع بالطبع من الذين شاركوا في «الملعب» أن تكون عندهم اللياقة بعد فترة الإقصاء، فمن الطبيعي أن تكون هناك «خشونة» و«فاولات»، ولكن هذا ليس معناه أن أحكم عليهم بالعودة للكهوف.
فأنا أدافع عن حق السلفي في الكلام والتعبير عن رأيه، لكن لو حمل فأسا وهدم جامعا أو قبرا.. فلابد أن يهبط سيف القانون عليه فورا بحسم وردع.
أما بالنسبة لكامب ديفيد فعمري ما كنت معها، اشتركت في مظاهرات مع العديد من زملائي ومنهم زملاء في صباح الخير، أيام الجامعة ضد هذه الاتفاقية، وسيظل هذا رأيي سواء انتخبت أم لم أنتخب، لكن ليس من صلاحياتي كرئيس للدولة إملاء آرائي الشخصية.
فطلب إلغائها يجب أن يطرح في البرلمان وباستفتاء عام وسأضرب تعظيم سلام للرأي العام إذا وافق عليها علي الرغم من رأيي الشخصي. هناك حرب حقيقية أريد إدارتها علي الفقر فيوجد 50% تحت مستوي الفقر وأمية عالية وسوء في كل خدمة وفساد، فالحرب ليست خارج حدود مصر، فهذا هو التزامي ورؤيتي للمرحلة المقبلة، حرب لنمو عادل للمصريين.
وفي رأيي فإن النظام السابق كان يتجاوز كامب ديفيد، بل كان خادما لإسرائيل، فلو أصبحت رئيسا لن أسعي لحرب وفي نفس الوقت لا أقبل هوانا أو أن أكون خداما لإسرائيل، فالرئيس القادم لن يكون كنزا استراتيجيا لإسرائيل كما وصفوا مبارك.
بالنسبة للتمويل، فقد دخلت في انتخابات كثيرة، ولو عندي مليون مصري يعتقدون أن تحقيق أحلامهم مرتبط بحمدين صباحي لأن برنامجه الانتخابي يعبر عنهم وعن مصالحهم ويصدقونه ودفع كل واحد من المليون في المتوسط 100 جنيه، فسأكون قادرا علي عمل حملة انتخابية قوية بأموال الناس الشرفاء الذين وثقوا بي، ولا أستحق الترشح إذا لم أجد مليون مصري يدفع لي الواحد منهم 100 جنيه إيمانا بي.. ولكني أتطلع ل 15 مليون مصري يصوتون لي في الصناديق في الجولة الأولي.
- الكوتة.. ونواب الرئيس
- محمود ترك من شباب الثورة:
أولا: رأيك في نظام الكوتة لكل تيار وما نظام نواب الرئيس الذي ستتخذه وكيف سيحدث دمج بين كل التيارات؟
ثانيا: توجد في مصر مشكلة وأزمة والبرنامج الانتخابي لكل مرشح يتناول المشاكل من صحة وسكن ورفع الحد الأدني للأجور ولا يتعرض للأزمة، فإذا رفعنا الحد الأدني للأجور نكون كمن وضع حلا للمشكلة وليس الأزمة التي تظهر بعد 5 سنوات، وبالتالي تواجهنا مشاكل أكبر.
وأيضا: نتكلم عن الحرية الاقتصادية، ثم التدخل الحكومي في بعض السياسات الاقتصادية أليس هذا اقتصادا مشوها؟ لأن التدخل بسياسات سيقودنا لدولة موجهة مرة أخري. ثالثا: أحتاج أن أفهم كيف ستكون سياستنا الخارجية هل هي ذات عمق أوروبي أم شرق آسيوي ومن سيكون البديل لإسرائيل؟
- حمدين: أنا ضد نظام الكوتة من حيث المبدأ، لكنني مع الديمقراطية التي تعطي حق التنافس وكل بأنصبته التي ستحددها صناديق الانتخابات وفي أي وظيفة عامة بدءا من عمدة القرية وحتي رئيس الجمهورية.
وعن نائب الرئيس أو نوابه فيجب أن يطبق نظام الانتخاب علي هذا المنصب مع الرئيس، فمؤسسة الرئاسة يجب أن تعبر عن التنوع الموجود في المدارس الفكرية السياسية.
ولست مع الجمهورية الرئاسية ذات صلاحيات دستور 71 التي تمثل مصنعا للطغاة، فأي رئيس يصبح بهذه السلطات طاغية، ولست مع النظام البرلماني والرئيس خلاله موظف علاقات عامة «لطيف» يقابل السفراء ويحضر حفلات الكوكتيل!
نحن نحتاج لنظام رئاسي يحدد صلاحيات الرئيس ويحاسب فيه الرئيس 3 مرات أولها أمام الرأي العام من إعلام وجماهير من حركة جماعية في الشارع المصري، وثانيا أمام برلمان قوي في تقييد حرية الرئيس في قراراته، وثالثا أمام قضاء حر مستقل إذا اقتضي الحال، فلا يكون الرئيس هو رئيسه الأعلي.
أما السياسة الخارجية فنريدها أن تحقق مصالحنا وأهدافنا وتعبر عن هويتنا، فمكانة مصر في العالم ومصالحها من خلال دوائرها الطبيعية العربية - الإفريقية والإسلامية التي نسجت بالثقافة والجغرافيا هي التي تحدد أولويات سياستنا الخارجية، فنحن جزء من الأمة العربية «لن نغني أمجاد يا عرب» بل سنبحث عن سوق عربية مشتركة، علي غرار الاتحاد الأوروبي.. ثم نستفيد من دورنا في القارة الأفريقية، فمصالحنا مع حوض النيل لها أولوية اقتصادية وضرورة للأمن القومي.
وإذا كانت مصر موجودة في قلب العالم الإسلامي وتدخل في مناكفات ليس لها معني مع دولة مثل تركيا وفي مشاحنات مع إيران، هذا الوضع سنستبدله من النمط الذي يخدم إسرائيل كوزن نسبي في المنطقة بشراكة وتعاون استراتيجي ما بين الأمة العربية وتركيا وإيران وبما يؤمن مصالح الخليج أيضا من خلال الاستقرار والتعاون.
محمود ترك: ولكن كيف نقوي أنفسنا في ظل ظروف المنطقة العربية الصعبة وكيف سيتحقق أمن الخليج؟
- حمدين: عندما يقدم المرشح نفسه وسياسته الخارجية يحدد الاتجاهات، أما التفاصيل والصعوبات فهي موضوع آخر، فالاتجاه والرؤية تختلف عن الوسيلة، فاتجاهي هل هو التخلص من العبء العروبي المكلف وليس لي دخل بإفريقيا أم العكس هل أنا ذاهب لإفريقيا والعالم العربي أم الغرب الأوروبي!
والصعوبات التي تراها للنهوض العربي أراها إعادة لإثبات الوجود القومي العربي، فقد قمنا بالثورة بعد تونس، ثم قامت ثورات في ليبيا واليمن وسوريا، وهو تكرار لما حدث في الخمسينيات بعد ثورة 23 يوليو 1952، ونحن نعيد التاريخ الآن، ولكن في سياق آخر ليس للتحرير الوطني، بل للعدالة الاجتماعية والديمقراطية وأصبح لدي الدول العربية - اضطرارا أو اختيارا - البحث عن صيغ «وحدوية» وقد كان عبدالناصر ينادي بالوحدة الاندماجية، ولكني لم أعد مؤمنا بالوحدة الاندماجية علي الطريقة القديمة، وإنما نحن نحتاج لصيغة وحدوية تعتمد علي شكل أقرب للاتحاد الأوروبي، فلم تعد الجامعة العربية تصلح لطموحات ومطالب العرب لهذا الدور، بل نحتاج نظاماً عربياً جديداً.
- آليات القضاء علي الفساد
عمرو جيفارا - أحد شباب الثورة: كلنا يعلم أن من أهم أسباب قيام الثورة تدهور النظام الاقتصادي فماذا ستفعل بالنسبة لاقتصاد مصر خاصة، وما هو أقرب نظام اقتصادي ستعمل به لكي تتلافي الانهيار؟
- حمدين: أعتقد أن الاشتراكية الحقيقية نفذت علي الكتب فقط، ولم تنجح حتي الآن، والاقتصاد الموجود الآن مختلط عام وخاص وتعاوني، ومصر علمت العالم كله الاقتصاد.. فقد سمعت من رجل كوري - ونحن نعلم تجربة كوريا الناجحة في الاقتصاد - أنه تعلم في مصر بمصنع في بنها.. ولذلك أؤيد الاستفادة من التجارب الناجحة مثل تجربة البرازيل التي نجحت ونمت حينما قام رئيسها السابق المنتخب لولا داسيلفا بقيادتها إلي التقدم والنمو فقد تولي حكم البرازيل وهي مديونة مثل حال مصر الآن، لكنه اجتهد وصمم مشروعات، وابتكر مشروع «المحفظة العائلية»، وبعد 8 سنوات أصبحت البرازيل رقم «8» في الاقتصاد علي مستوي العالم.
وهنا أؤكد علي شيء مهم جداً، وهو أن آليات القضاء علي الفساد ستكون من خلال قوانين وتشريعات صارمة، ومن خلال بلد ديمقراطي وقضاء مستقل، وشفافية إعلام، وعدل اجتماعي، وأهم من كل ذلك قدوة ونموذج في السلوك والأخلاق.. فكما رأينا عندما تولي عبدالناصر الحكم لم يكن فاسداً، وعندما مات كان عليه «سلفة» اقترضها لكي يزوج ابنته، وبالتالي لم يكن هناك أحد يسرق من أفراد الحكومة لأن أمامهم قدوة ويقتدون بها.
فأنا أري أن الحل هو الإنتاج ثم الإنتاج ثم عدالة التوزيع، ولا يجب أن ننسي القطاع التعاوني لأنه يؤكد مبدأ الديمقراطية.. وهذا هو تصوري للنهوض بالاقتصاد.
وهناك شيء خطير لابد أن أهتم به، وهم العلماء والاعتماد علي التكنولوجيا الحديثة كالإنترنت والفيس بوك، فأنا مؤمن ببراعة العقول المصرية، وبراءات الاختراع الكثيرة الموجودة بالأدراج خير دليل علي ذلك، بالإضافة إلي الأراضي الصحراوية التي تبلغ مساحتها أكثر من 94%، فإذا استصلحناها ستكون أمامنا فرصة للنهوض والنمو فكل ذلك ومع وجود حوار ديمقراطي سيجعلنا ندخل في تصنيف عالمي يليق بنا.
صباح الخير: لاحظنا أن التعليم والثقافة غير موجودين علي أجندات الكثير من المرشحين للرئاسة، فماذا عن هذين الجانبين في أجندتك الانتخابية؟
- حمدين: التعليم جزء مهم من أجندتي الانتخابية، فأنا من أنصار أن يحصل التعليم علي النصيب الأكبر من الاهتمام وأيضاً الموارد في مصر ونفس الأمر بالنسبة للبحث العلمي، كما أنني أتفق معكم في أن الثقافة - للأسف - ليس لها حظ وافر في مجتمعنا لكن علينا أن ندرك أن الثقافة لاعب أساسي في أي مجتمع متقدم ولابد أن يكون هناك نهوض كبير بها، فهي من الممكن أن تكون أداة تنمية مثل السينما والإعلام والكتاب وغيرها.. وبالمناسبة عندما ذهبنا إلي إثيوبيا.. رأينا أن من أهم أسباب شعبيتنا فيها هو «القوة الناعمة» وأقصد بها الأعمال السينمائية والفنية إضافة إلي شعبية عبدالناصر كرمز للتحرر والوطن ودور الأزهر والكنيسة الروحي.
صباح الخير: ما هي مشروعات التنمية التي ستقوم بها في سيناء، وصعيد مصر إذا نجحت في الوصول لكرسي الرئاسة خاصة أن المنطقتين تعرضتا لغبن وتجاهل كبير علي مدي العقود الماضية؟
- حمدين: سيناء من أهم أولوياتي خاصة البدو فنحن نحتاج أن نعطي لأهلنا البدو هناك حق تملك الأرض، فالصحراء في سيناء كنز مفتوح ليس في الأرض فقط لكن في الشمس أيضاً، وأنا أتصور مشروعا كبيرا لإنتاج الطاقة الشمسية بيننا وبين أوروبا، لكنه يحتاج فقط إلي دراسة متأنية أما عن الصعيد، فقد ظلم كثيراً ولذلك سأدعو إلي عدم التمييز، ليس بين المسلم والمسيحي فقط لكن أيضاً بين البحراوي والصعيدي، فهدفي هو إعطاء الأولوية لمن حرم طويلاً، كما أنني أريد أن أصالح جميع الطبقات والفئات التي همشها النظام السابق.
سارة رمضان - إحدي النشاطات السياسيات: ما الذي سيجعل الفرد في الشارع المصري يختار حمدين صباحي ويفضله عن عمرو موسي، والبرادعي؟ وكيف تقول أنك ستجعل لك نوابا من كل التيارات بما فيها التيارات الإسلامية وفي نفس الوقت ستقضي علي الفتنة الطائفية وما رأيك في تعديل المادة الثانية من الدستور؟
- حمدين: المهم في برنامج أي رئيس هو تحديد نقاط معينة وأهداف محددة، وإذا تشابهت البرامج الآن، فأنا متأكد أنها ستختلف في المستقبل وتتحدد أكثر، وحتي إذا اتفقت وتنوعت البرامج، فعلينا أن نختار أكثر مرشح قريب من برنامجه، فالتاريخ السياسي للمرشح سيكون دالاً علي رؤيته المستقبلية.
أعود وأؤكد أن مبدأ حرية التعبير مكفولة للجميع ما لم تؤد هذه الحرية إلي الفتنة الطائفية التي هي صناعة سياسية، أما ما يتعلق برأيي في تعديل المادة الثانية من الدستور فأنا مع بقائها لأنها تعبر عن أننا أبناء ثقافة واحدة كما تعبر عن ولاء ينبغي أن نعطيه لهويتنا لذلك لا ينبغي النظر إليها بمعزل عن الدستور ولكن لابد أن نستحدث نصاً يحارب التمييز، فلا يصح أن نعطي وظيفة لمسلم علي حساب قبطي.. والعكس صحيح، وأيضاً من غير الممكن أن أوظف شخصا بحراوياً وأعطيه الأولوية علي أبناء الصعيد، فأنا ضد التمييز بشكل عام.
صباح الخير: هل أنت مطمئن لسير العملية الانتخابية في المستقبل؟
- حمدين: نعم، فلا يوجد في مصر من سيبيع صوته الآن، ففي الماضي كان 5% من المصريين هم من يبيعون أصواتهم وذلك بسبب الفساد الذي كان مستشرياً ومادام هناك قاض علي كل صندوق، فسيذهب البلطجي ولن يعود.. لكننا نعاني فعلاً الآن من مشكلة كبيرة وهي البلطجة فالبلطجية أخطر ما يكون علي مصر الآن، وهنا يأتي دورنا في مساعدة المجلس العسكري الذي يقوم بالقبض علي البلطجية، كما أننا نحتاج أيضاً لحملة شعبية لمكافحة البلطجة والبلطجية.
صباح الخير: في تصورك.. كيف ستتم انتخابات شيخ الأزهر إذا تم الاتفاق علي انتخابه؟
- حمدين: إذا تم الاتفاق علي انتخاب شيخ الأزهر أتصور أن يتم انتخابه من قبل مجموعة من العلماء الأجلاء لأن الأزهر ليس مؤسسة تابعة للحكم.
فالأزهر ليس دولة دينية ولكنه مؤسسة دينية محترمة في دولة مدنية وعندما يكون الأزهر مستقلا ويختار شيخ الأزهر بالانتخاب فهذا معناه أنك في دولة ديمقراطية وليس مؤسسة تابعة لهوي الحاكم؛ وأظن أن أزهر مستقلا هو الأفضل لمصر علي كل المستويات؛ وحتي في المنطقة العربية والإفريقية بل والعالم كله.
صباح الخير: بالنسبة لاختيار القيادات هناك آراء تنادي بالانتخاب؛ وأخري تطالب بالتعيين؛ من وجهة نظرك من الذي يصلح للانتخاب ومن الذي يصلح للتعيين؟
- حمدين: ما يصلح للانتخاب كل ولاية عامة وكل مسئولية تتعلق بالجماهير، فرأيي أن من يصلح للانتخاب هو المحافظ علي سبيل المثال ولابد أن ينتخب أيضاً عميد الكلية ورئيس الجامعة، وأنا لأحتكم هنا لتصور نظري أنا محتكم لتجربة عملية، رئيس الجامعة المنتخب من أساتذة الجامعة هو الأحرص علي مصالحهم وعلي العملية التعليمية عنده؛ وإذا كنا نريد أن نعمل جديا علي الانتقال من المركزية الشديدة في إدارة الدولة المصرية إلي شكل من أشكال تقوية أجهزة الحكم المحلي فالأكثر ملاءمة لها هو الانتخاب.
صباح الخير: بقراءة سياسية بسيطة للشارع المصري قد لا نتفاءل كثيرا بمكونات البرلمان القادم فالأغلبية لمن تكون؟ لفلول الوطني والأصوليين أم لليبراليين؛ أم للمصريين الوطنيين؛ يعني هناك التباس ولبس حقيقي لدي الناخب الذي سيذهب إلي صناديق الاقتراع، كيف نضمن جميعا للشعب المصري أن يصل إلي تحقيق طموحاته عبر رئيس منتخب يلببي كل هذه الآمال والاحتياجات؟
- حمدين: هذه تخوفات مشروعة والقلق في حدود.. مفيد؛ ولكني متفائل بأن البرلمان القادم سيكون برلمانا صادقا ويعبر عن إرادة الأمة وليس لدي قلق من أن طرفا بعينه ممكن أن يأخذ الأغلبية البرلمانية بمصر، ولو تخيلنا أننا في جمهورية برلمانية فلا يوجد طرف قادر علي تشكيل الوزارة القادمة بدون ائتلاف ثلاثي ولا أقول ائتلاف ثنائي.. هذه رؤيتي أو استشرافي للمستقبل، ولكني من أنصار الدستور أولا ولولا أن هناك تعديلا دستوريا استفتي عليه الشعب - وأنا أحترم إرادة الشعب التي ظهرت في التعديلات الأخيرة - لطلبت بأن يسبق تعديل الدستور الانتخابات وأري هذا أفضل لمصر، ولكن علي الأقل ينبغي ألا نتخلي عن أن يكون الدستور الجديد سابقاً لانتخابات الرئيس؛ يعني يأتي البرلمان ثم الدستور ثم يأتي الرئيس علي الدستور؛ حتي عندما ننتخب رئيساً نكون علي علم بأن هذه هي صلاحياته التي حددها الدستور.
إننا في حاجة إلي نص دستوري أقرب إلي «البرلماني الرئاسي»؛ هذا هو الأفيد لمصر؛ لو حدث أن هذه اللجنة شكلت، وأنا من أنصار ألا يكون من بينها أي عضو في البرلمان بل ينتخبون هم لجنة لوضع الدستور وهذا كلام ليس فيه إلزام يعني جوازي يعني ممكن أن يبقي فيهم أعضاء من البرلمان وممكن لا؛ وأن اللجنة التأسيسية التي ستضع الدستور لا تكون تعبيراً عن فقهاء دستوريين لأن الدستور أخطر من أن يترك لفقهاء الدستور، وإذا ما وصلنا إلي دستور جديد وانتخبنا بناء عليه رئيسا جديدا علي قاعدة الدستور قبل الرئيس نكون تأهلنا لأن ننهي مرحلة الانتقال إلي مرحلة البناء؛ وهي المرحلة الثانية من الثورة وتستكمل الثورة أهدافها ببناء أو تأسيس الجمهورية وفقا لهذا الدستور بهذا الرئيس المنتخب.
صباح الخير: اسمح لي أتفق مع كل التخوفات التي ذكرت لأن نتيجة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية الماضية جاءت مغايرة تماما وبنسبة كبيرة جدا لكل التوقعات والاتجاهات التي كانت تطالب برفض هذه التعديلات ووضع دستور جديد، وهو تخوف منطقي لأن كل اتجاهات المثقفين والنخبة والثقافة والإعلام كانت في واد ورجل الشارع العادي كان في واد منفصل تماما، لذلك فإن هذه التخوفات تأتي من إمكانية الإتيان بتيارات تضع ما تريد من نصوص أو دستور وتطرح علي الشارع في استفتاء وتكون الموافقة النتيجة الحتمية، أنا أتكلم عن رجل الشارع اليوم، وقلق من المستقبل السياسي في الفترة القادمة، لا أعرف إلي أين تتجه مصر؟ هناك أحزاب تتشكل وكل يوم بنسمع عن رئيس بيترشح يعني ممكن يصلوا إلي مائة مرشح أو أكثر في انتخابات الرئاسة القادمة، ما الرد علي تخوفات الناس؟
- حمدين: طبعا أخالفك الرأي فيما يتعلق بتعديلات الدستور.. نتيجة الاستفتاء كانت متوقعة، أنا شخصياً عارف أن الشعب المصري هيقول نعم، ويمكن في نقاشاتي في حزب الكرامة - وقد قرر أن يقول لا - وأنا التزمت حزبياً بقراره، توقعت هذه النتيجة لأني التقيت الناس وهم يبحثون عن الأمان والمعيشة المستقرة، الشعب المصري له مميزات لابد أن ندركها، فهو لن يمشي بمزاج النخبة لكن بمزاجه، وأنا قلت لهم الحالة الوحيدة التي تجعلني أقرر ألا أرشح نفسي لرئاسة الجمهورية لو الشعب قال لا، لأن لو الشعب قال لا؛ يبقي أنا أخطأت في تقديري لهذا الشعب «الكيميا اللي بيني وبينه متبقاش متظبطة»، وأنا أريد أن أقول الجماعات الإسلامية لم تقد هذا الشعب فهي رؤية مغلوطة لما تم في مصر.
صباح الخير: هناك آراء تطالب المجلس العسكري بالاستمرار سنة أو أكثر إلي أن تستقر الأوضاع؟
- حمدين: لو بقي المجلس العسكري سنة أخري هل سيعطي فرصة للأحزاب الناشئة أن تكون قوية ولديها قوة تحريك للجماهير واكتسبت بنية تنظيمية محكمة وإمكانيات انتخابية ولكن هذه الثورة لم تصنعها النخب؛ ولا النخب هي التي ستصنع المستقبل، لكن نحن أمام ثورة لا فيها حزب ولا جماعة ولا شخص يدعي لنفسه الفضل أنه قادها، فالكتلة الاجتماعية التاريخية الحرجة التي تشكلت من كل المصريين.. شباباَ بادروا وقوة اجتماعية تشكلت من عمال وفلاحين وطبقة وسطي بكل شرائحها، إضافة إلي قوي سياسية فيها إسلاميون وليبراليون ويساريون وقوميون بكل تنويعاتهم التنظيمية، مسلمين وأقباطا رجالا ونساء.. صعايدة وبحاروة.. ليتوج كل هذا بشعب وجيش.. فانتصرت الثورة، هذه عجينة تشكلت في سياق تاريخي خاص ومبدع جدا العجينة ستعثر علي نفسها وقت الاحتياج لها، وهذا يجعلنا نطمئن لاختيار الناس قدر ما نستطيع، أين هذا مما كنا فيه من تزوير فاضح ومخالف لإرادة المصريين قبل الثورة في انتخابات 2010 مادام وضعنا قواعد اللعبة وعموما ميدان التحرير موجود!
صباح الخير: هل سيتبع الرئيس القادم سياسة الانغلاق أم سنتجه إلي نهضة حقيقية،.. هل هنكرر تجربة عبدالناصر ومحمد علي ونحاول أن نخرج من هذا الانغلاق؟
- حمدين: لا مجال لمدارس الانغلاق في هذا العالم، لابد أن نكون منفتحين علي العالم؛ وفي نفس الوقت عندنا أدوات حماية تبدأ بمتانة البنيان الداخلي لمصر وهذه هي الديمقراطية إضافة إلي التنمية والعدل الاجتماعي، عروبة متجسدة في مشروع سياسي اقتصادي، اتحاد عربي وحوض النيل واتحاد أفريقي، علاقات جديدة مع مثلث قلب العالم الإسلامي وندخل من ذلك إلي عولمة إنسانية تحل محل العولمة المتوحشة، إذا استطعنا أن نعمل هذا النسيج - وهذا ممكن - لأن أدواته موجودة وحقائقه في التاريخ والجغرافيا واضحة؛ أعتقد أننا نستطيع البقاء في أفضل حال.
صباح الخير: هل تري تحويل وزارة الثقافة إلي هيئات وهل سيكون المجلس الأعلي للثقافة ضمن هيئات الوزارة أم سيكون مستقلاً عنها؟ أيضاً طرحت في أحد حواراتك وتحديدا في جريدة الأخبار أنك مع الاقتصاد الاشتراكي واليوم تقول إنك مع الاقتصاد الحر.. ما هي المسافة بين هذين المنهجين، فهناك اختلاط علي وجه الخصوص في هذا الأمر أرجو توضيحه.
- حمدين: لم أقل أنني مع الاقتصاد الاشتراكي أنا قلت أنا عندي «قلب اشتراكي» إنني مع اقتصاد فيه قطاع عام وقطاع خاص وقطاع تعاوني فيه خطة لعمل تنمية كبري في زمن محدد.. فلم يعد هناك اقتصاد يسمي اشتراكيا علي طريقة الكتب، ولا حتي رأسمالي لكن الاقتصاد السائد في العالم هو اقتصاد مختلط والتجارب التنموية التي أستشهد بها لنستحث أنفسنا كمصريين علي النهوض في زمن محدود.. كلها تجارب تجمع بين الاثنين بدءاً من الصين للهند.. ماليزيا وتركيا، نحن نحتاج إلي نهضة كبري للتنمية في مصر.
بالنسبة للثقافة ليس لدي الآن قرار فيه وزارة ثقافة أم لا، لكن سأصل لهذا في إطار التصورات التي تدار الآن لعمل إطار عام في خطتي كمرشح رئاسي أنتظر أن يتم خلال ثلاثة شهور، فيها تركيز هائل علي مسألة الإنتاج وما يتعلق بإجمالي الناتج القومي ونصيب الفرد فيه، وإعادة تشكيل الخريطة الاجتماعية لأن هذه معضلة أكثر أحقية بالرعاية والأفكار، ما يشغلني فعلا هو حجم إنتاجنا بدءاً من إعادة تشكيل قيم العمل عند الفرد، وصولا لمعرفة أن عائد الإنتاج سوف يعود عليه وهذا هو المشروع الذي نحتاج إلي التوحد حتي ننجزه، في هذا السياق من الممكن ألا يكون عندي وزارة إعلام لو أنا رئيس الجمهورية، عندي وزارة لمتحدي الإعاقة، ممكن يبقي عندي مجلس أعلي للثقافة مش مجرد وزير بيروقراطي يقود العملية الثقافية.
صباح الخير: ما مزاج الشعب المصري في موضوع الطائفية هل لديك تصور تجاه ما يحدث في مصر الآن خاصة بعد أحداث إمبابة؟
- حمدين: أنا لم أقلق من يوم 25 يناير مثلما قلقت بعد أحداث إمبابة، ولم أشعر بالراحة إلا عندما ذهبت إلي ماسبيرو، ورأيت أن الشعب المصري في الموضوع الطائفي يستطيع حل عقدة الطائفية، فنحن أكثر شعب متدين في الدنيا بالإحصائيات - مسلمين وأقباطا - ولا يطلب المسلم والمسيحي إلا احترام دينه، ولا يقبل العدوان علي الآخر، فالمزاج الشعبي لا يقبل العدوان علي الآخر، عادة ما يفعل ذلك باعتباره دفاعا عن وليس عدوانا علي، وإذا عملت تحليلا لكل حوادث الفتنة الطائفية في مصر ستجد أن المحفز علي ذلك هو الدفاع عن وليس العدوان، الدفاع عن دين، وما يدعوني إلي الاعتقاد أنه دفاع عن، مش عدوان علي، أنه تواتر في الآونة الأخيرة أن أحداث الفتنة الطائفية ناتجة عن علاقة عاطفية ما بين مسلم ومسيحية أو مسيحي ومسلمة، فمن المفارقات أن وطنا بحجم وقيمة مصر وتاريخها وتماسك بنيانها الاجتماعي يمكن أن يتعرض لبعض التشققات نتيجة علاقة عاطفية بين رجل وامرأة بالصدفة أن كل واحد منهما من دين مختلف، والمحفز هنا في المزاج المصري هي فكرة الشرف، السابقة علي الأديان كلها وهو هنا الشرف بالمعني الجنسي، وأن يقف الدفاع عن الديانة والعدوان علي الديانة، أنا أري أن هذا فكر جديد خاصة في الأحداث التي تكررت من نوعية «هاتو لنا كاميليا وعبير»، يعني كل يوم اسم ما يتردد في أحداث إمبابة فيه تطرف من السلفيين أو غيرهم وهذا لابد أن يواجه بالوعي والردع، وفيه لعب من أجهزة أمن الدولة السابقة، ورجال الأعمال وفلول النظام السابق الذي عندما قدم إحدي خطبه ونحن في ميدان التحريرر أثناء الثورة.. قال رداً علي بعض الأصوات «لو أنا مشيت هتبقي فوضي»، وحذر من أن ملامح هذه الفوضي أنه سيكون هناك عدوان علي الأقباط، وفي إسرائيل قالوا نفس الكلام، وهذا يجعلنا نسأل أنفسنا سؤالا ما مدي اللعب الذي تم في إمبابة؟ هو محاولة لإثبات صحة ما قاله مبارك والإسرائيليون ما هي علاقة طرة وتل أبيب وشرم الشيخ بما حدث في إمبابة؟!، من المؤكد وجود تشابك المصالح والعلاقات، وأعتقد أن ما حدث في إمبابة ليس موضوعا طائفيا إنما هو موضوع سياسي بامتياز، هو موضوع ضد الثورة أكثر ما يبقي ضد المسيحيين أو المسلمين، لو أنا كمسلم أو مسيحي عدواني بالطبع تبقي هنا المعادلة أصعب ومعقدة ومقلقة، نحن في حالة أقل من العدوان يوم إمبابة الناس كلهم كانوا مهمومين مسلمين وأقباطا، لأن في النهاية الناس ليست في حالة مغالاة ولاعدوان ولكن يريدون العيش بكرامة فهم يقولون نريد كنيسة ولا نريد غلق جامع، نريد فتح الكنائس المغلقة، ولا نريد غلق خمسين جامعاً، مفيش مزاج ثأري في الموضوع ولكن فيه روح معتدلة في واقع الأمر كأي روح إنسانية عندها كرامة ترفض الإهانة والظلم والجوع إذا كان فيه حكم عادل لن تكون هناك فتنة طائفية، نحتاج توعية الناس مع عقاب رادع للمخطئين، لذلك فأنا متشوق - لأول مرة - لكي أري رءوساً مدلاة من المشانق، لأن هذا هو الرد المناسب علي ما حدث في إمبابة وقبلها صول وقبلهما أبوقرقاص، وإن فكرة الإفلات من العقاب هي جزء من دفع الناس للاحتجاج، فأنا أظن أننا كمصريين لسنا عدوانيين تجاه بعض أما الوجه الآخر لأحداث إمبابة، فرواه لي الزميل الصحفي جمال العاصي قائلاً: اطمأنيت الآن لأن السواق والراجل بتاع القهوة والست اللي بامر عليها قدام البيت وكلهم مسلمون، وكلهم غاضبون لما حدث في الكنيسة.
اللاعبون بالنار أو أصحاب الأهداف ضعاف جنب المزاج المصري، لكن فيه اطمئنان أن البنيان المصري لن ينقسم علي أرضية طائفية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.