فى ظل الظروف الصعبة التى تعيشها الحيوانات فى دول النزاع، يبرز دوره كمنقذ لهذه الكائنات الضعيفة والمهمشة. هو شخصية بارزة فى مجال حماية الحيوانات والعمل الإنسانى، يسعى جاهدًا لتقديم المساعدة والرعاية للحيوانات المتأثرة بالحروب والصراعات. من خلال تفانيه وتفرده فى هذا المجال، نجح الدكتور أمير خليل ابن محافظة الفيوم فى إنقاذ العديد من الحيوانات المصابة والمهددة بالانقراض، وأثبت جدارته كخبير فى التعامل مع هذه الحالات الطارئة. عبر هذه السطور نتعرف على رحلته الطويلة والشاقة من خريج جامعة القاهرة عام 1987 إلى مدير إدارة الكوارث المعروف بدوره فى حماية الحيوانات المتضررة من النزاعات والحروب وإلى نص الحوار: فى البداية يقول الدكتور أمير خليل: أعمل طبيب بيطرى ومدير إدارة الكوارث بمنظمة «المخالب الأربعة العالمية».
أمير خليل فى إحدى المهام
تخرجت فى جامعة القاهرة 1987 وكان هدفى دائمًا أن أكون طبيبًا بيطريًا ناجحًا، عندما هاجرت النمسا كانت رحلة شاقة، ربنا أكرمنى وخلصت الطب البيطرى وبدأت رحلة طويلة جدًا مع منظمة المخالب الأربعة. كانت منظمة صغيرة فى فيينا ومن رومانيالبلغاريا ابتديت أهتم بالدببة، ثم إلى جنوب إفريقيا، ومن هنا بدأت أهتم أكثر بالأسود والضباع والحيوانات المفترسة.
مهمة إنقاذ
يكمل: «فى كلية الطب البيطرى لاحظت أن الاهتمام فى مصر يميل أكثر إلى الدواجن والماشية، والاهتمام ضئيل بالحيوانات المفترسة، فكان نفسى يكون عندى فرصة فى الاتجاه ده لكن لم يحالفنى الحظ لإيجادها فى مصر فى ذلك الوقت». «تخرجت من الجامعة وبدأت أبحث عن فرصة للسفر لأطور من قدراتى فى علاج الحيوانات المفترسة بالذات، اقترحوا علىَّ وقتها إنشاء شركة صغيرة لمستلزمات المزارع لكن لم يكن ذلك طموحي». بداية سفرى عندما فكرت فى أن أعادل دراستى فى النمسا، وكانت البداية صعبة مثل أى شاب يبدأ حياته ولم يكن معى تصريح عمل فى ذلك الوقت اضطررت إلى أن أعمل بائع جرائد.
إنقاذ فيل
يكمل: «كان هدفى أن أساعد أسرتى، وفى نفس الوقت بناء مستقبلى فالتحقت بالدراسة بجانب العمل وبالفعل أنهيت الدراسة فى 11 شهرًا تقريبًا وبعدها قرأت إعلان الاهتمام بمشروع الكلاب الضالة فى رومانيا وسافرت إليها عن طريق المنظمة فى خلال 3 شهور تم عمل إتفاق مع الحكومة الرومانية وبدأ المشروع». «وبعدها بدأت أهتم بالدببة الراقصة خاصة فى بلغاريا لكثرتها فى الشوارع والغجر يحاولون تدريبها وربطها بسلاسل لترقص وكان منظرًا غير لائق فى أوروبا والحيوانات كثيرا ما كانت تتأثر لأنهم بيحطوها على حديد سخن على أساس أن ده تدريب بمجرد ما تسمع الموسيقى تبدأ ترفع رجلها بمرور الوقت وطرأت لى فكرة بداية مشروع محمية طبيعية فى بلغاريا فى الجبال وبدأنا ننقذ الحيوانات، وبدأت حينها أهتم بالحيوانات المفترسة وأنشئ محميات خاصة فى دول كثيرة فى العالم». مع الفريق اهتممت بالجانب الطبى والعلمى فى عالم الحيوان مش بس نعالج وكان المشروع مفيدا للدول من الناحية السياحية وتنمية القدرات وتدريب الكوادر الطبية اللازمة لمساعدة المشاريع».
الرحمة لا تتجزأ
يكمل: «لأننا نسافر كفريق صغير والمهمة الأساسية هى إخراج الفريق قبل كل شيء فى أمان وإخراج الحيوانات المفترسة فى أمان وهذه تكون مهمة صعبة أن أنقل 20 أسدا مثلاً مهمة شاقة تحتاج إلى خطة لا تقل أهمية عن الخطط العسكرية». يضيف: «وصلت مؤخرًا مع فريقى إلى دولة السودان، حيث تبقى 50 حيوانًا على قيد الحياة فقط من حوالى 150 حيوانا فى الخرطوم، فكان من الضرورى أن نعمل خطة كيف نذهب إلى داخل مكان النزاع ده وكيف نقوم بترتيب المهمة على أن الحيوانات تخرج مع الفريق بأمان وحتى نقوم بفعل ذلك يجب أن يكون هناك نوع من التنسيق مع الحكومة السودانية». متابعا: وصلنا السودان بعد حوالى 8 مهمات فى غزة وسوريا والعراق، الحيوانات، مصابة نتيجة التفجير، الإنسان ممكن يبقى فاهم ليه الانفجارات والقنابل، الحيوان مبيقدرش يفهم حاجة زى كده. يقول: «لو معملتش المسافة والاحترام للحيوان ده هيبقى شيء صعب، لازم الواحد يبقى عارف سلوك الحيوان الأسد أو النمر أو الدب أو الفيل». يحكى: «كان فيه فيل آسيوى الفيل ده موت اتنين من العمال، الفيل كان عصبى جدًا لدرجة أنهم كانوا يمنحوه بعض الخمور عشان يهدوه بالليل، كان مهمتنا إن احنا نطلع الفيل ده وننقذه، وعشان الفريق يشتغل ويعمل بعض التجهيزات لذلك سحبوا الفيل لمكان معين حتى ينتهى الفريق من التجهيزات الأمنية». يكمل: «خلال العمل كنت أغنى بصوت عال بس بغنى لنفسى مش للفيل فلقيت إن الفيل بيدمع عينيه بقت تنزل دموع وده أخد انتباهي، ابتديت كل يوم أغنى للفيل، فالفيل بقى يهتم وأنا مهتم، بعد أسبوعين ابتدت العلاقة تشتد بينى وبين الفيل ابتديت أقدر ألمسه وهو يلمسنى». يقول: «الحيوانات ممكن تعمل المعجزات ونوع من الإنسانية إن الإنسان يطلع الحيوانات من مناطق الأزمات والصراعات». وعن منظمة «المخالب الأربعة» قال: «هى منظمة عالمية موجودة فى 16 دولة وليها إنجازات كبيرة بالتعاون مع الأممالمتحدة وشركاء فى عدة دول أولها النمسا وهناك ممنوع عمل الحيوانات المفترسة فى السيرك».
الأقفاص وسيلة إنقاذ وسلاح قتل وقت الأزمات
المنظمة لديها عيادات بيطرية فى عدة دول، كما لها مشروعات متعددة ومحميات طبيعية فى جنوب إفريقيا وألمانيا والنمسا وأوكرانيا وبلغاريا وغير ذلك، فنحن نهتم جدًا بالتوعية العامة للرعاية بالحيوان والإنتاج الحيوانى فى دول كثيرة خاصة أوروبا بعد تطور طرق نقل الحيوانات بهدف رفع نتيجة الوعى العام والتعامل مع بعض الحكومات لتعديل القوانين فى هذا الشأن». سألته: كيف يعرف أن هناك حيوانًا يحتاج مساعدة فى مكان ما؟ قال: «أثناء وجودى فى بلغاريا وصل إلىَّ تقرير نتيجة الحرب القائمة فى العراق، والحرب الأولى لدول الخليج بأن حديقة الحيوان انهارت بالكامل، ومات معظم الحيوانات فى مدينة بغداد، وسرق منها الكثير خاصة بعد دخول الجيش الأمريكى حتى أن ابن صدام حسين كان لديه 9 أسود فى قصره ولم يعرف الجيش الأمريكى كيفية التصرف معها وفى ذلك الوقت حضرنا إلى هناك وتم إنقاذ الحيوانات الموجودة فى حديقة الزوراء فى بغداد ونقل الأسود من قصر الرئاسة إلى المكان المناسب لها، ومن التجارب الأولية التى تعلمتها أن الضحايا فى النزاعات ليسوا فقط من البشر بل من الحيوانات أيضاً إضافة إلى الطبيعة». وقال: «فالإنسان يستطيع أن يهرب أو يلجأ وقت الحروب، أما عن الحيوان فهو محبوس فى قفصه من الصعب أن يهرب فإما أن يقتل أو يسرق، فدورنا هو إنقاذ الحيوانات فالرحمة لا تتجزأ».