فى حياتنا ناس قدرنا أن يكونوا من نصيبنا وقسمتنا، «لبسنا فيهم ولبسوا فينا»، وبدعوى أنهم ناس من دمك، من روحك، من نبضك وقلبك، فقد يمارسون جميع أنواع الضغوطات والابتزاز العاطفى لعلمهم أنك لن تستطيع تغييرهم أو استبدالهم.. قد يحدث نوع من التأثير والتأثر: قد يحاولون أن يغيروا من طباعك وأنت تسعى جاهدًا لأن تغير من سلوكهم. وفى رحلة الشد والجذب من أجل إثبات الوجود، قد يفضى هذا الصراع إلى أحد الخيارين: إما الاستسلام التام والخنوع المطلق للممارسات التى تنتهك سلامك الداخلى والقبول بالأمر الواقع وإما أن تكون شخصًا خارقًا للطبيعة تمتلك صفات من القوة ليست فى البشر وتتعامل معهم كأنهم سراب بما لا يعرض راحة بالك وسلامك النفسى للخطر. فى متلازمة أزعل آه.. أسيبك لا.. سألنا الشباب فى السطور القليلة القادمة وكانت القصص على النحو التالي: لم أتحمل نورا عادل (31 عامًا) قالت: أعانى من طريقة تعامل أختى لى، فهى ليست بالشخصية اللطيفة السلسة، فدائمًا ما تتصيد لى ولوالدتى الأخطاء، ولأننى لم أتزوج حتى الآن وما زلت أعيش فى بيت والدتى مع أختى التى تصغرنى بأربع سنوات، فأصبح لزامًا علىّ أن أتحمل الردود السخيفة التى تتفوه بها أختى الصغيرة ومعاملتها «الناشفة» وصراخها الدائم بسبب وبدون سبب وشجارها المحتدم لمجرد أننى مثلاً دخلت إلى المطبخ لأصنع كوبًا من الشاى أثناء قيامها بإعداد وجبة الإفطار، فتقيم أختى القيامة ولا تقعدها لأننى تسببت لها «فى زحمة» فى المطبخ ولم أحترم تواجدها، فهو لها بمفردها وعلينا الانتظار حتى تنتهى من إعداد وجبتها وبعدها يحق لنا الدخول. تضيف: سئمت الحياة معها لأنها تشكل ضغطًا نفسيًا علىّ وأنا بطبيعتى أميل للهدوء والسكينة.. ولكننى سرعان ما أصل إلى المعادلة التى قد تصبرنى بعض الوقت وهى «أنى أبلع لها الزلط» لأنها أختى الصغيرة وحفاظًا على مشاعر والدتى التى أصبحت يائسة من صلاح حالها !!
أما مروان عبدالحميد (34 عامًا) قال: «أنا متزوج منذ عامين، وكنت قد ارتبطت بزوجتى عن طريق «الصالونات»، والحقيقة أنه منذ فترة خطوبتى لاحظت أن خطيبتى كلامها «دبش حبتين» معى ومع المحيطين لنا من أهل وأصدقاء، وحتى مع الناس الغرباء عنا، فكانت عندما تتكلم لابد أن تلقى كلمة جارحة لأى من الجالسين وعندما كنت أعاتبها وأقول لها لا يصح، أنت تسببت فى إحراج هذا الشخص أو ذاك، فعادة ما كانت تبرر قائلة: «أنا ماقصدتش، دى ذلة لسان!». يكمل: أنا لأننى أحببتها فدائمًا ما كنت ألتمس لها العذر وأقول فى عقلى إنها تتصرف بهذه الطريقة نوعًا من عدم إظهار خجلها أو أنها ليست ذكية اجتماعيًا، ولكن مع مرور الوقت ومع الاصطدام بمواقف كثيرة فى حياتنا الزوجية، أصبح «كلامها الدبش» يزعجنى بل وأصبحت أخجل منها ومن تصرفاتها التى دائمًا ما تضعنا فى مواقف محرجة بل وأصبحت أنزعج أكثر من عدم رغبتها فى إدراك أن ما تتفوه به ليس بالشيء المسلى أو الظريف!! ما زلت أحبها ولكن أعيتنى الحيل فى التعامل مع عادتها السيئة التى سئمت منها كثيرًا!! حياتى عذاب «حياتى عذاب مع والدى..»، هكذا قالت مرام ممدوح (27 عامًا)، وأضافت: «لا أذكر أننى قد عشت ولو ساعة واحدة فى بيتنا مع أبى فى هدوء أو استقرار، فدائمًا ما يعج المنزل بالضجيج والصوت العالى والاعتراض على أى شىء وكل شىء، فغابت الطمأنينة وانعدم السلام والأمان. تضيف مرام: كلما تحدثت مع أى من صديقاتى شاكية باكية لا أسمع سوى كلمة واحدة «استحملى ما هو برضه أبوكى هاتعملى إيه!!» تلك الجملة التى أصبح وقعها علىّ مستفزًا ولم يعد لدى تلك الطاقة التى كنت بها أتحمل وأعدى، لماذا أنا الذى يتوجب على أن أعدى وأكبر هل لأنى أنا الصغيرة ولأننى الابنة ؟! لماذا لا ينتبه الآباء إلى أنه كما يوجد بر الوالدين هناك ما يسمى ببر الآباء للأبناء.. تكمل: الحقيقة هى أننى لم أجد حلًا سوى أن أقضي كل يومى بين العمل والأصدقاء وأصبح البيت بالنسبة لى مجرد «بنسيون مخصص للنوم فقط» ومع ذلك ما زلت أسمع كلمات وعبارات استنكارية من أبى وتوبيخًا لا ينتهى...! أما فاطمة محمد 57 عامًا تقول: «أنا أم لبنتين.. دائمًا ما تتهمنى ابنتى الصغرى أننى أحب أختها الكبيرة أكثر منها وفى سبيل ذلك دائمًا ما تكون عنيفة، متحفزة للشجار فى أى وقت وعند غضبها ترمينى بأشد العبارات قسوة، دائمًا ما تبرر أفعالى على أنها لابد أن تصب فى مصلحة أختها، لا يوجد ثقة بيننا فدائمًا ما تلجأ لأصحابها لأخذ المشورة والنصيحة، لقد تعبت وسئمت الجدال معها لدرجة أننى قررت أن أتعامل معها فى أضيق الحدود ونحيت عواطفى كأم جانبًا،، فأنا فى سن أود أن أحترم نفسى». تصف دكتورة سوسن الفايد أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية هذا النوع من الخلافات بين الأقرباء بأنه نتاج علاقات باردة.. فلابد من الخضوع لجلسات حوار نفسى مستمرة دورية، لابد أن يقودها رب المنزل أو أكبر شخص فى العيلة على سبيل المثال أو شخص أهل للثقة وذلك لإدارة جلسات من شأنها تصفية النفوس، لأن استمرار حالات الغضب قد توصل إلى نوع من أنواع العنف أو أى من الانحرافات الأخرى التى تغلفها أساليب مرضية، «فمن المعروف أن التراكم المستمر فى الغضب يتسبب فى حالة من الشحناء وهو الأمر الذى لابد ألا تصل إليه أى علاقة». وتستطرد قائلة: على الشخص الذى سيدير جلسات الدعم النفسى وتصفية النفوس أن يجعل تلك الجلسات قائمة على الجذب والترغيب وخلق حالة من الإيجابيات التى من شأنها أن تعود بالنفع على المتشاحنين وأن تصل بهم إلى الاستجابة والطاعة.