السفير محمد رفاعه الطهطاوى المصريون شعب واحد يعبرون عن أنفسهم، لا يتحدث عنهم أزهر أو كنيسة، فنحن لا نتحدث عن طائفتين مسلمين وأقباط، وإنما شعب له مطالب واحدة أهمها الحرية، الديمقراطية، الكرامة، التقدم، والعدالة الاجتماعية. هكذا بدأ السفير محمد رفاعة الطهطاوى نائب وزير الخارجية الأسبق تصريحه الخاص ل«صباح الخير» وأضاف قائلاً: نحن فى مرحلة لا يمكن أن نقبل بأى شىء يؤدى إلى إثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط، فما حدث فى أطفيح قد يكون مؤامرة قام بها أحد أتباع النظام السابق، لصرفنا عن مسيرتنا نحو الديمقراطية والحرية، ولذا فالمسألة يجب أن تعالج فى إطار من الحكمة واحترام القانون، كما ينبغى علينا الهدوء ووقف الاعتصامات والمطالب الفئوية حتى نتمكن من مواجهة مخططات الثورة المضادة التى يسعى أصحابها للنيل من هذه الثورة المجيدة والعمل على تشويهها، ولذا علينا التهدئة والتعامل بحكمة سواء كانت المطالب مشروعة أم لا، مشيراً أن هناك بعض المطالب المشروعة ولكن التوقيت غير مناسب، فعلينا أن نعطى فرصة للحكومة لإعادة الأمن والاستقرار، ولو وجدنا تراخياً بعد ذلك فى تنفيذ المطالب فالميدان موجود، وذلك لإبطال كل المزاعم التى تتردد من أن هذه الحركات يقوم بها فلول النظام السابق. وأكد الطهطاوى أن ما حدث من هدم للكنيسة أشعر الإخوة الأقباط بالقلق، ولكن هذا لا يعنى وجود فتنة، قائلاً «لقد ذهبت إلى هناك فلم أجد فتنة ولكن وجدت أناساً متحابين، وسمعت من أحد الأشخاص هناك أن أباه كان فى الكنيسة وقت احتراقها ومن أنقذه كان مسلماً» وأضاف الطهطاوى: ثورة 25 يناير أظهرت التلاحم العملى بين المسلمين والأقباط، ولتفعيل هذه الروح علينا بالتوحد والسعى لتحقيق أهدافنا الكبرى، ونحن لا نريد اضطهاداً ولا تسامحاً ولكن نريد مساواة كاملة فى الحقوق والواجبات يتمتع بها المصريون جميعاً أمام القانون. وعن مواجهة التصريحات التى تثير الفتن قال: هذه يواجهها العقلاء من الجانبين للتأكيد على أننا جميعاً متوحدون على أهداف كبرى ولا نقبل الخروج عن القانون سواءً كان من مسلم أو مسيحى. من جانبه أكد الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامى فى البيان الذى ألقاه بقرية صول بمركز أطفيح أن حل المشكلات المتجددة بين المسلمين والأقباط لن يتم بمجرد عقد لقاءات بين المشايخ والقساوسة، أو برفع الصليب مع الهلال، فهذه مسكنات بهدف الظهور الإعلامى لدغدغة المشاعر، لكن الحل الجذرى لهذه المشكلات لن يتحقق إلا بوجود العدل والحق للجميع ودعا المسلمين والأقباط أن يغلبوا المصلحة العامة على الخاصة للخروج ببلدنا من هذه الأزمة الراهنة. كما شدد حسان على عدم الاستقواء بالخارج لأن تدخل الخارج يشعل نار الفتنة ولا يطفئها، مع ضرورة الالتزام بأحكام القضاء وعدم التشكيك فى نزاهته حيال أى نزاع وقع بين المسلمين والأقباط، مؤكداً ضرورة أن يتحمل المخطئ من الطرفين مسئولية خطئه وفقاً للقانون دون أن تتحمل جماعته أو غيره هذا الخطأ. الشيخ محمد حسان ودعا حسان إلى ضرورة منع الابتزاز السياسى بالضغط على الدولة فى هذه الظروف الحرجة لتحقيق بعض المكاسب السياسية أو الطائفية يستوى فى ذلك جميع المواطنين على حد سواء، وطالب حسان بعودة المسيحيين الذين خرجوا من قرية صول إلى بيوتهم، فالمسلمون فى القرية كانوا ولازالوا قائمين بحمايتهم، بعد أن قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة إعادة بناء الكنيسة على ما كانت عليه بلا زيادة أو نقصان وتحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.