اعتبر مراقبون أن أحزاب ما تُسمى «الحركة المدنية» تسعى للاستئثار بالمناصب وليس خدمة الدولة المصرية، وقالوا إن الأحزاب المنطوية تحت شعار الحركة المدنية تحاول عرقلة الحوار الوطنى دون أى اعتبار للمصلحة الوطنية العليا ووصفوا بيانات الحركة ب«العبث» الذى يصدر عن مناضلى الصالونات. وأكد «حزب مستقبل وطن» تأييده الكامل لجميع القرارات والمخرجات التى انتهت إليها إدارة الحوار الوطنى، مثمنًا الجهود التى بُذلت فى تشكيل اللجان النوعية واختيار المقررين والمسئولين عن تلك اللجان، ومعربًا عن كامل ثقته فى أن يساهم الحوار الوطنى بإفراز حلول فعالة تمكن البلاد من مواجهة التحديات المختلفة. وأضاف «الحزب»، فى بيان، إن الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، يسير بخطوات واثقة نحو تحقيق الهدف الأسمى منه، وهو خلق مساحات مشتركة بين جميع الأطياف الوطنية، مؤيدًا تشكيل اللجان النوعية التى أقرها مجلس أمناء الحوار الوطنى، التى تتولى ملفات وثيقة الصلة بمتطلبات الشارع المصرى فى مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع. وأشاد تحالف الأحزاب المصرية الذى يضم 42 حزبًا سياسيًا بإدارة مجلس أمناء الحوار الوطنى للحوار الوطنى، مؤكدين أن الأمر يتسم بحالة من الشفافية غير المسبوقة، منتقدًا فى الوقت ذاته تصرفات أحزاب الحركة المدنية. وقال النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل ووكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ وأمين عام تحالف الأحزاب المصرية: رغم إعلان الحركة المدنية استمرارها فى الحوار الوطنى؛ فإنها تصدر بيانات مفخخة تتسبب فى إثارة البلبلة، فضلاًَ عن أنها بهذه الطريقة لا تعترف بالحالة الديمقراطية. وقال كمال حسانين، رئيس حزب الريادة، إن القائمين على الحوار الوطنى يقومون بمهمة وطنية كبيرة من أجل الدولة، وهناك جهود كبيرة تبذل على مدار الجلسات الماضية. وأضاف ليس من المعقول أن تطالب الحركة المدنية ب50 % من أعضائها فى لجان الحوار الوطنى، وهى 6 أحزاب ليس أكثر، ثم ينتقدون الاختيارات الأخيرة للجان، على الرغم من أن الاختيارات كانت جيدة للغاية، لأنها ضمت أسماء وطنية وأصحاب فكر سياسى ولهم خبرة كبيرة فى العمل السياسى والاجتماعى. وأعلن حزب الإصلاح والنهضة برئاسة هشام عبدالعزيز رفضه التام لبيان الحركة المدنية، مؤكدا أنها تفوت فرصة تاريخية لتحقيق التنمية السياسية ودعم التحول الديمقراطى فى مصر. وأكد أن بيان الحركة يبتعد كل البعد عن القراءة السليمة للواقع المصرى وما أحدثه الحوار الوطنى من حلحلة الحياة السياسية خلال الفترة الماضية. وقال بيان للحزب، إن الحوار الوطنى هو حوار بين المصريين بكافة طوائفهم وأفكارهم ومعتقداتهم وآرائهم السياسية وليس حوارًا بين السلطة والمعارضة، كما أنه حوار يشتمل على محاور سياسية واجتماعية واقتصادية، فهو حوار بين رؤى مختلفة للوصول إلى حلول ترضى المواطن وهو من يسعى الجميع سلطة وأحزابًا فى سبيل تسهيل حياته وليس التجارة بآلامه فى خطابات عاطفية تفتقر إلى تقدير سليم للواقع. ودعا حزب الإصلاح والنهضة الحركة المدنية بأحزابها ورموزها إلى الارتقاء إلى مستوى الحدث، والتعامل مع الظرف الدقيق الذى تمر به مصر داخليًا وإقليميًا ودوليًا، وإلى إعلاء المصلحة العامة على المصالح الحزبية والشخصية، فالحوار الوطنى هو حوار لحياة أفضل لكل المصريين وليس مجالاً للمحاصصة السياسية ولن يكون. وشدد الدكتور هشام عنانى، رئيس حزب المستقلين الجدد، على أن القيادة السياسية تؤكد على جدية الحوار الوطنى، وضرورة إظهاره أمام العالم أجمع الذى ينتظر نتائجه خلال الفترة القادمة. وأعرب المستشار حسين أبوالعطا، رئيس حزب «المصريين»، عن رفضه التام والقاطع لبيان الحركة المدنية الديمقراطية ضد الحوار الوطنى واختيارات مقررى لجان الحوار الوطنى، مؤكدًا أن بيان الحركة المدنية هدفه الشو الإعلامى ليس إلا؛ مطالبًا القائمين على الحركة بالعمل من أجل الوطن لا العمل عن طريق الشعارات والمزايدة للحصول على مكسب شخصى.
