هذه الحكايات، حكايات من وحى خيال الكاتب والرسام، وليست لها أى علاقة بالواقع الجميل، حكاية أب شايف المصلحة وعارفها وفاهمها.. ما هو كان جاى لما الباقى كان لسه هيروح! أومال إيه؟! غصب عنه، مش بخاطره، رافض يسيبهم يجربوا بحريتهم، خايف عليهم حتى من نفسهم، أما أولاده.. لأنهم لسه رايحين فمش فاهمين، عايزين يجربوا، عايزين يفكروا بنفسهم لنفسهم.. وهنا تبدأ الحكاية.
وليد: ألو.. أيوا يا صاحبي.. يلا أنا جهزت.. أنزل؟! تمام:.. مش عايزين نتأخر عشان البنات بتنزل فى نفس الوقت. آه:.. ياض.. نمتع عنينا ونغلس عليهم شوية قبل الدرس. الأب: ولد يا وليد.. أقفل التليفون ده وتعالالى هنا.. وليد: طيب اقفل خمسة وهنزلك سلام.. أيوه يابابا الأب: إيه الكلام اللى أنا سامعه ده؟! أنت بتعاكس البنات فى الشارع زى الصايعين؟! وليد: لأ.. لأ.. ده هزار كده مش جد الأب: هو إيه اللى هزار بالضبط.. كلامك مع الصايع صاحبك ولا معاكستك لبنات الناس؟! وليد: يا بابا.. بنات ناس إيه بس.. دول صوتهم عالى ويضحكوا بصوت عالي.. ولا لبسهم.. أعوذ بالله! الأب: آه.. وأنت بقى بتعمل كده وتغلس عليهم عشان تربيهم؟! وليد: لأ.. بس هم بيعملوا كده عشان عايزين يتعاكسوا!!
الأب: إيه؟! أنا مش مصدق وداني.. ابنى طلع من العيال المريضة دي؟! ليه.. أنا غلطت فى تربيتك فى إيه؟! وليد: ليه هو أنا عملت إيه؟! شوفتنى اتحرشت بيهم؟! الأب: ده اللى ناقص.. وهو أنت مش فاهم أن ده تحرش؟! أنت ماتسمعش عن حاجة اسمها غض البصر.. أنت ترضى أن اختك حد يعمل معاها كده؟! وليد: ده لو بتعمل زيهم.. أموتها؟! الأب: أنت تموتها؟! ليه؟! أنت مين؟! يا فاشل يا عديم التربية.. مش تبص لنفسك الأول. وليد: ليه.. مالي؟! الأب: مالك؟! ده أنت مفيش فيك ميزة، لا راجل هتعمل مسئولية ولا مؤدب، ولا نافع فى دراستك وماشى بالزَق وجاى تصلح بنات الناس؟! يا ابنى روح ابدأ بإصلاح نفسك الأول.. ماتبقاش فيك العبر وترازى ولاد الناس.. اخص على تربتك!
وليد: يا بابا.. أنا.. الأب: الراجل يا ابني.. يحافظ على أخلاقه مهما اتعرض لاستفزازات.. الراجل.. يحافظ على البنات مش يؤذيهم، لو حتى أختك غلطت، لك عليها النصيحة والكلمة الطيبة.. غير كده حسابها عند ربنا.. الراجل مكان ما يكون موجود يكون موجود الأمان مش العكس وإلا هتبقى مش راجل.. تبقى حاجة تانية. وليد: أنا آسف. الأب: اتأسف لنفسك.. لأنك كده إنسان غير جدير بالاحترام، اتأسف لأمك اللى ضيعت تربيتها.. اتأسف لأختك اللى أكيد من غير ما تحس بتؤذيها.. وأنا عوضى على الله!