كانت ناقصة «جدرى القرود»؟!

لم تنته أزمة فيروس كورونا المستجَد، حتى فاجأ العالم فيروس القرود، الذى تأهبت له بعض دول العالم الأيام الماضية، بعد ظهور حالات فى أمريكا، وبريطانيا، وأوروبا قبل الإعلان عن أول حالة وفاة مؤخرًا.
وسط تزايد الأنباء عن «جدرى القرود» فرضت السلطات الصحية إجراءات الحَجْر الصحى، والترصد الوبائى تحسبًا لظهور أى حالات، واتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذا المرض حال ظهوره.

فترة حضانة الإصابة بفيروس القرود 5 أيام

فى مصر اجتمعت القطاعات المختصة بوزارة الصحة بعد توجيه الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، القائم بأعمال وزير الصحة والسكان، لوضع خطة عاجلة لمواجهة فيروس «جدرى القرود»، وحماية الحدود المصرية والداخل منه، واتخاذ التدابير اللازمة، مع عدم تغافل الإجراءات الاحترازية المستمرة ضد فيروس «كورونا».
وأكدت وزارة الصحة على استمرار التنسيق مع منظمة الصحة العالمية، فى ضوء المعلومات المتاحة فى العالم عن الفيروس، والإجراءات والتدابير الصحية التى توصى بها المنظمة لمواجهة المرض، وأكدت وزارة الصحة فى الوقت نفسه على ضرورة عدم إثارة الشائعات وإحداث بَلبَلة لدى الرأى العام، وضرورة استيفاء المعلومات الصحيحة من بيانات الوزارة وحدها.
وأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، أن مصر خالية الآن من أى حالات إصابة أو مشتبه بإصابتها بفيروس «جدرى القرود». مشيرًا إلى أن طبيعة هذا الفيروس غير مشابهة لفيروس «كورونا» الذى لم يكن معروفًا عند ظهوره لأول مرة. مؤكدًا أن «جدرى القرود» معروف وهناك خبراء متخصصون فى التعامل معه، ولهذا فمن غير المرجح تحوله لجائحة عالمية مثل «كوفيد- 19».

جدرى القرود.. من غير المرجح تحوله لجائحة


وأوضح «عبدالغفار» أن الوزارة تعمل من خلال 24 مركزًا لرصد الأمراض المعدية؛ اعتمادًا على الوضع الوبائى العالمى والمحلى؛ لطمأنة المواطنين. مشيرًا إلى أن مرض «جدرى القرود» أقل فتكًا وانتقالاً من فيروس مرض الجدرى العادى رغم تشابه أعراضهما فى ارتفاع درجات الحرار والطفح الجلدى.
فيروس قديم
تم اكتشاف «جدرى القرود» لأول مرة فى قرود المختبرات عام 1985 ولذلك تمّت تسميته بهذا الاسم، وهو فيروس مستوطن فى غرب ووسط إفريقيا، ونادرًا ما يصل إلى قارات أخرى.


كورونا.. جائحة لم يتعاف منها العالم

وتؤكد المنظمات الدولية أنه فى حالة خروج المرض فإن حالات تفشيه تكون قليلة للغاية، ويتم قياسها بأرقام فردية لأنه لا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة.
وتنجم العدوَى بالمرض عن طريق المخالطة المباشرة لدماء الحيوانات المصابة أو سوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية، وينتقل من إنسان إلى آخر عن طريق إفرازات الجهاز التنفسى لشخص مصاب، أو ملامسة الجلد أو مواد استخدمها، وتظهر علامات الطفح الجلدى بعد الإصابة بالحُمَّى، وتصيب الوجه فى بادئ الأمر أغلب الأحيان.

أنفلونزا الخنازير.. جائحة انتقلت من الحيوان للبشر أيضا

5 أيام حضانة
فترة حضانة الإصابة بفيروس القرود 5 أيام من الإصابة بالفيروس حتى ظهور أعراضه التى تبدأ بالصداع، وآلام العضلات؛ خصوصًا الظهر، وتضخم الغدد الليمفاوية، وشحوب الوجه، وظهور الطفح الجلدى لفترة تتراوح بين يوم و3 أيام، وبعد ذلك ينتشر فى جميع أجزاء الجسم.
وللاحتياطات لا بُد من التأكيد على تجنب ملامسة الحيوانات المشكوك فى إصابتها، وفى حالة إصابة أى شخص بجدرى القرود، عليه العَزل وعدم مخالطة الأشخاص، وغسل اليدين باستمرار، وعدم تبادُل الأدوات الشخصية.

منظمة الصحة العالمية حذرت من المرض بعد انتشاره فى 15 دولة


من جانبه قال الدكتور مينا ثابت خبير الأدوية، إن الاجتماع الطارئ الذى دعت إليه منظمة الصحة العالمية، والذى تبعه الإعلان عن اجتماع يومى لمتابعة تطور الوضع ينفى للآن احتمالات تحور هذا الفيروس الذى تم اكتشافه قبل سنوات..

جدرى القرود.. لم يتطور وله أمصال

أول إصابة تم رصدها لفيروس القرود فى البشر كان عام 1970 فى 10 دول إفريقية مع ظهور محدود خارجها حتى عام 2003 لكن العدوى الحالية وصلت إلى 11 دولة غربية فى خلال أيام قليلة دون معرفة أسباب مباشرة لهذا الآن.
إصابات نادرة
حذرت منظمة الصحة العالمية من مرض «جدرى القرود» الذى ظهور مؤخرًا فى 15 دولة أوروبية وإصابة أكثر من 80 حالة بالمرض فى أوروبا، والولايات المتحدة، وكندا وأستراليا.
مؤكدة على أن الإصابات كانت لمخالطين لحالات مصابة عالية الخطورة ما استوجب عزل المرضَى 3 أسابيع.
وقال الدكتور محمد سيف الأمين العام لنقابة الأطباء البيطريين، إن «جدرى القرود» من الأمراض نادرة الحدوث، وينتقل بالاتصال المباشر من الحيوانات أو الإنسان المريض أو الأجسام الملوثة بالفيروس، ولذلك ينتقل إلى الجسم عن طريق الجروح البسيطة بالجلد أو التنفس أو الأغشية المخاطية المختلفة، ولا تزيد نسبة الوفاة بين المصابين أكثر من 10 ٪ مؤكدًا على أن التطعيم بلقاح «الجدرى» الذى كان يتم لسنوات ضمن خطة التطعيم للمواليد والأطفال، يعطى حماية بنسبة 85 ٪ منه، مع التأكيد على محدودية معدل انتشاره.