تشهد دور العرض السينمائى عرض فيلم «الأب الروحي» «The Godfather» بعدد من قاعات السينما التجارية من خلال شركة «فور ستار فيلمز»، فى القاهرة والإسكندرية والغردقة والشيخ زايد، منها سينما «زاوية» و«أمريكانا بلازا»، و«أركان»، و«سان ستيفانو أليكس»، و«كايرو فيستيفال»؛ احتفالاً بمناسبة مرور 50 عامًا على طرحه. الشريط السينمائى الذى يعد أحد أفضل أفلام الجريمة فى السينما العالمية للمخرج الحائز على الأوسكار فرانسيس فورد كوبولا، بحسب تقييمات النقاد وآراء الجمهور طوال هذه السنوات، تدور أحداثه حول تحول مايكل كورليونى (آل باتشينو) من شخص عادى إلى زعيم مافيا فيما تؤرخ أيضًا عائلة كورليونى تحت زعامة فيتو كورليونى (مارلون براندو). الفيلم مبنى على أحداث حقيقية عن أسطورة المافيا فرانك كوستيللو الذى كتب ماريو بوزو رواية شهيرة عنه تحمل نفس الاسم، شارك «بوزو» فرانسيس فورد كوبولا فى كتابة سيناريو الفيلم. «The Godfather» يأتى من بطولة مجموعة كبيرة من النجوم بجانب النجم الكبير «اَل باتشينو» و«مارلون» منهم ديان كيتون وروبرت دوفال وجون مارلى. وسائل العرض «أحد أهم الأفلام فى تاريخ السينما، وأكثرها تأثيرًا على أجيال مختلفة»..هكذا يصفه الناقد عصام زكريا، لافتًا إلى أنه تداخل فى الثقافة الشعبية من خلال مشاهدات متكررة خلال عدة عقود متتالية، واستطاع أن يحقق نجاحًا عالميًا كبيرًا على المستويين الفنى والجماهيرى سيان، ولا يزال محبوه يحرصون على رؤيته كلما أتاحت فرصة لعرضه مجددًا عَبر وسائل العرض المختلفة. أمًا عن المفاضلة بين عرضه داخل قاعات السينما والمنصات الرقمية المتخصصة فى بث محتوى الفيديو من مسلسلات وأفلام بحسب الطلب، والتى جاءت لصالح الأولى سواء فى مصر أو خارجها، يقول «زكريا» فى حديثه لمجلة «صباح الخير»، إن ذلك يعد احتفالاً فنيًا أيضًا بعودة مشاهدة الأفلام فى دور العرض».
صورة أرشيفية من العرض الأول للفيلم
ترميم الأفلام فى السياق ذاته، يُعرب عن إعجابه بإتاحة عرض هذه الأفلام مجددًا، بنسخ مرممة ذات جودة عالية متطورة، وهو ما حدث مع عرض «Lord Of The Rings» بتقنية (4K) وغيره خلال الفترة الأخيرة، واصفًا: «أعتقد أنها ستصبح فكرة ناجحة جدًا خاصة أن هناك عدة أجيال مختلفة لم تشاهد الفيلم من قبل فى دور العرض». يلفت إلى أن تأثير مشاهدة «The Godfather» يختلف بين الشرائح العمرية المختلفة؛ فهناك البعض من جيل الشباب الصغير لم يره من قبل؛ وكأنه يستخدم اَلة الزمن للعودة لمشاهدته، واَخرون شاهدوه من خلال الشاشات الصغيرة فقط، أمًا كبار السن فيشعرون بنوع من الحنين واستعادة الماضى بمشاهدته، مؤكدًا بأن رؤيته بعد 50 عامًا تجربة حقيقية مختلفة ومفيدة. يضيف: إن معظم المهرجانات الكبيرة، تحرص على تنسيق برنامج فنى مميز ضمن خطة عروضها؛ تستعيد به عرض بعض من الأفلام القديمة المهمة بنسخ مرممة حديثة؛ كما حدث مؤخرًا فى دورات مهرجانات «القاهرة السينمائى»، و«الجونة»، و«كان» وغيرها. يشير إلى أن هذه التجارب فى البرمجة استطاعت أن تحجز مقعدًا مميزًا ضمن عروض الأفلام الحديثة بكبرى المحافل الفنية، ويقول: «نجحت بالفعل فى جذب قطاع كبير من الجمهور المحب للسينما، الذى حرص على رؤيتها بشكل مختلف ومتطور فى الصوت والصورة عَبر شاشة العرض السينمائى». يتفق الناقد محمود عبدالشكور مع الرؤية الثقافية والفنية ذاتها، ويقول: «ترميم الأفلام معناه الحفاظ على التراث الفنى الإنسانى وإتاحته لأجيال مقبلة، السينما ذاكرة الحضارة والفن ولذلك فإن الترميم أمر أساسى وهام وجهد ضرورى بالذات مع الأفلام العظيمة». انتشار محلى وعالمى أمًا توسيع نطاق إعادة طرح «The Godfather» بعدد من قاعات السينما فى مصر بدلاً من صالات السينما بأمريكا فقط، فى إطار هذه الاحتفالية الفنية، بعد مرور نصف قرن على عرضه الأول، يصفه «عبدالشكور» ب «الحدث الجيد والممتاز». يفسر «عبد الشكور» فى حواره لمجلة «صباح الخير»، بأنه صار جزءًا من تاريخ السينما والعالم وليس من ذاكرة السينما الأمريكية فقط، فضلاً عن عنصر الحنين الى الماضى الذى يشترك فيه البشر فى كل مكان. يتحدث عن تجربته لمشاهدة النسخة الحديثة من الفيلم ومقارنتها بالقديمة؛ والتى أعاد اكتشاف «The Godfather» بها، ويقول: «اكتشفت فى النسخة الجديدة إشارات ذكية جدًا لطبيعة النظام السياسى الذى سمح لعصابات المافيا للانتشار، إنه فيلم سياسى أيضًا ولم أدرك كل أبعاد الفيلم فى نسخته الأولى لأننى كنت ما زلت صبيًا». يوضح أنه لاحظ الاختلافات خاصة بجودة الصورة فى النسخة المرممة؛ والتى تجعلنا نشاهد الفيلم فى أحسن صورة مميزة، بالإضافة إلى أنه شاهد النسخة الأولى من هذه «الملحمة الدرامية المذهلة» تليفزيونيًا وليس سينمائيًا، مختتمًا ثناءه: «فارق الشاشة الكبيرة خطير وكبير، هكذا صنعوا الفيلم على شاشة كبيرة وهكذا يجب أن يشاهد».