لم يغفل رأس الدولة المصرية خلال المؤتمرات واللقاءات والقمم الدولية، الحديث عن مختلف الموضوعات التى تهم الدول الإفريقية.. فالملف الإفريقى حاضر دائمًا وضمن اهتمامات الرئيس عبدالفتاح السيسى.. بدءًا بتعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماجها فى الاقتصاد العالمى، مرورًا بتقديم المساندة الفعالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.. ونقل التكنولوجيا للدول النامية، ودفع حركة الاستثمار الأجنبى إليها.. وتمكين الدول النامية من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.. فضلاً عن دعم وتمويل القارة الأفريقية خلال جائحة كورونا، وتسهيل النفاذ والتوزيع العادل للقاحات. وفى العاصمة البلجيكية بروكسل شارك الرئيس السيسى فى الدورة السادسة لقمة المشاركة بين الاتحاد الأفريقى والاتحاد الأوروبى والمنعقدة تحت عنوان «إفريقيا وأوروبا: قارتان برؤية مشتركة حتى 2030»، وخلالها أجرى الرئيس عدداً من اللقاءات والمقابلات الهامة التى استمع فيها القادة الدوليون لرؤية مصر تجاه جميع الملفات الحيوية.
علاقات متميزة تربط مصر باليونان
الزيارة الأولى والتقى الرئيس مع الملك فيليب، ملك بلجيكا بمقر القصر الملكى ببروكسل، حيث رحب الملك فيليب بالرئيس فى زيارته الأولى لبلجيكا، مشيداً بالعلاقات التاريخية الممتدة التى تجمع بين البلدين الصديقين على المستويين الرسمى والشعبى، ومؤكداً حرص بلاده على تنميتها فى مختلف المجالات، خاصةً فى ظل الطفرة التنموية الملموسة التى تشهدها مصر. كما أشاد الملك فيليب بالدور المحورى الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصةً فى إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمى. كما عقد الرئيس مباحثات قمة موسعة مع رئيس وزراء بلجيكا «ألكسندر دى كرو»، الذى حرص على الإشادة بما حققته مصر فى مجال التنمية، والمشروعات القومية الكبرى، وهو ما ساهم فى تحفيز الشركات البلجيكية على العمل فى مصر للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة. وشهد اللقاء استعراضاً لعدد من موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين فى جميع المجالات.. حيث أوضح الرئيس أن مصر أصبح لديها بنية أساسية متطورة ومكتملة العناصر على أعلى مستوى. وتطرقت المباحثات إلى عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث حرص «دى كرو» على الاطلاع على رؤية وتقدير الرئيس تجاه القضايا السياسية فى منطقة شرق المتوسط والقارة الإفريقية والشرق الأوسط. مجتمع الأعمال وعلى هامش القمة, عقد الرئيس عدة لقاءات مع مجتمع الأعمال البلجيكى، حيث استقبل بيتر جان دو نول، الرئيس التنفيذى لشركة التكريك البلجيكية «جان دو نول»، بحضور الفريق أحمد خالد قائد القيادة الاستراتيجية، والسفير المصرى فى بروكسل. وخلال اللقاء أشاد الرئيس التنفيذى لشركة «جان دو نول» بالفرص الواعدة للاستثمار فى مصر، للاستفادة من تحسن المناخ الاقتصادى وجهود تطوير البنية التحتية التى اضطلعت بها الحكومة المصرية خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى حجم المشاريع القومية العملاقة الجارى تنفيذها فى مصر. كما استقبل الرئيس، جان لوك مورانج، الرئيس التنفيذى لشركة «جون كوكريل» البلجيكية للصناعات الدفاعية، الذى أكد حرص شركته على التعاون مع مصر، خاصةً فى ظل أهمية دورها فى تدعيم أسس الاستقرار والأمن فى منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط والقارة الإفريقية، فضلاً عن الدور المصرى البارز فى إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. وفيما يخص الطاقة الخضراء النظيفة، استقبل الرئيس، الرؤساء التنفيذيين لعدد من الشركات البلجيكية المعنية, حيث أكد الرئيس على استراتيجية مصر الوطنية لتعزيز الاستخدامات من الوقود البديل والاتجاه الى الطاقة الخضراء النظيفة، مع التركيز فى هذا الإطار على إنتاج الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع الشركاء الأجانب وفقاً لرؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة. والتقى الرئيس مع ممثلى مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات فى بلجيكا، بمشاركة عدد من كبار المسئولين البلجيكيين وممثلى الجهات الحكومية المعنية المختلفة. وأكد رجال الأعمال البلجيكيون تطلعهم لبحث إمكانات تعظيم التعاون بين البلدين، خاصة فى قطاعات تطوير وإدارة الموانئ واللوجستيات والطاقة النظيفة والمتجددة.
نجاح جديد باختيار مصر ضمن دول متلقى تكنولوجيا اللقاح
قادة أوروبيون وعلى هامش القمة أيضا، التقى الرئيس مع شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبى، بمقر المجلس ببروكسل حيث ثمن المسئول الأوروبى العلاقات المتميزة التى تجمع الاتحاد مع مصر، مؤكداً اهتمام الجانب الأوروبى بتعزيز تلك العلاقات على مختلف الأصعدة، خاصةً فى ظل كون مصر همزة الوصل بين العالمين العربى والأوروبى، وبالنظر إلى الثقل السياسى الذى تتمتع به دولياً وإقليمياً. وأشاد ميشيل بجهود مصر فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكداً تقدير الاتحاد الأوروبى لهذه الجهود فى التعامل مع ذلك الملف، خاصةً أن مصر تعد نموذجاً ناجحاً فى المنطقة تحت القيادة الحاسمة والحكيمة من الرئيس. كما التقى الرئيس، مع أورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية التى أكدت حرصها على التواصل المنتظم مع الرئيس فى ظل كون مصر شريكاً استراتيجياً مهماً للاتحاد الأوروبى، مؤكدةً رغبة الاتحاد فى مواصلة دفع التعاون مع مصر على مختلف المستويات بالنظر إلى ما تمثله مصر من مركز ثقل للمنطقة. وفى لقاء آخر، التقى الرئيس، مع روبيرتا ميتسولا رئيس البرلمان الأوروبى حيث هنأها الرئيس على توليها منصبها الجديد، مؤكداً حرص مصر على تعزيز التعاون البرلمانى مع الجانب الأوروبى، فى ضوء أهمية العلاقة الاستراتيجية بين الجانبين. المائدة المستديرة وترأس الرئيس السيسى، المائدة المستديرة حول تغير المناخ، والتى انعقدت فى اطار أعمال القمة السادسة للمشاركة بين الاتحاد الإفريقى والاتحاد الأوروبى. وأكد الرئيس خلال المائدة المستديرة أن استضافة مصر لقمة المناخ العالمية القادمة فى نوفمبر 2022 تأتى بالنظر إلى إدراكها لخطورة التحدى الذى تمثله ظاهرة تغير المناخ، مشيراً إلى أن مصر ستسعى إلى خروج القمة بنتائج متوازنة وقابلة للتنفيذ لرفع طموح عمل المناخ بجميع مكوناته، سواء على صعيد خفض الانبعاثات أو التكيّف. كما شدد الرئيس على أهمية دعم التحول العادل للطاقة فى القارة الأفريقية فى إطار جهود خفض الانبعاثات الكربونية ودعم التحول الأخضر.
لقاء الرئيس السيسى وشارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبى
علاقات ثنائية كما التقى الرئيس مع كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليونان، حيث أشاد الرئيس بعمق العلاقات المتميزة بين مصر واليونان، والتطور الملموس الذى يشهده التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، والمستوى المتميز من التنسيق السياسى بين الدولتين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، معرباً عن تقديره لمواقف اليونان تجاه مصر، سواء على المستوى الثنائى أو فى إطار الاتحاد الأوروبى، والتى تعكس متانة العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين. والتقى الرئيس مع الرئيس القبرصى «نيكوس أنستاسيادس»، الذى أعرب عن اعتزازه بخصوصية الروابط التاريخية بين البلدين، ومؤكداً تطلع قبرص لتحقيق المزيد من الخطوات بهدف ترسيخ أطر التعاون الثنائى والصداقة بين البلدين، فضلاً عن مواصلة تعزيز آلية التعاون الثلاثى مع اليونان، خاصه فى ظل الدور الذى تقوم به مصر كركيزة للاستقرار فى الشرق الأوسط، وجهودها فى إطار مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. كما التقى الرئيس مع كيريل بيتكوف، رئيس وزراء بلغاريا، موجهاً سيادته التهنئة للمسئول البلغارى على توليه مهام منصبه فى شهر ديسمبر الماضى، ومؤكداً متانة العلاقات التى تجمع بين البلدين الصديقين، وحرص مصر على تعزيز أوجه التعاون الثنائى فى شتى المجالات، خاصةً على صعيد التبادل التجارى والسياحة والصناعة والزراعة. علاقات عربية والتقى الرئيس مع الرئيس التونسى قيس سعيد، الذى أكد اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من علاقات وثيقة على المستويين الرسمى والشعبى، مثمناً ما حققته مصر خلال السنوات الماضية على الصعيد الداخلى من إنجازات فى مجالات الأمن والاستقرار والتنمية، فضلاً عن ثقلها السياسى البارز على الصعيدين الإقليمى والدولى. بينما شدد الرئيس السيسى على الدعم المستمر للاجراءات وللجهود المبذولة من قبل الرئيس «قيس سعيد» لتجاوز جميع تحديات المرحلة الراهنة وتحقيق الاستقرار والامن فى البلاد، من أجل بناء مستقبل أفضل للشعب التونسى الشقيق. كما التقى الرئيس مع محمد المنفى، رئيس المجلس الرئاسى الليبى، حيث أكد الرئيس دعم مصر الكامل للمسار السياسى الراهن لتسوية الأزمة الليبية وذلك فى جميع المحافل الثنائية والإقليمية والدولية، والحرص على تعزيز التنسيق الوثيق مع الجانب الليبى خلال الفترة الحالية من أجل تفعيل الارادة الحرة للشعب الليبى الشقيق. وأعرب رئيس المجلس الرئاسى الليبى عن خالص التقدير للمساندة المصرية الصادقة لبلاده وذلك فى إطار العلاقات الممتدة والأخوية التى تربط البلدين والشعبين الشقيقين، مثمناً فى هذا الخصوص الجهود المصرية الحثيثة بقيادة الرئيس فى دعم ليبيا، خاصةً عن طريق المساهمة فى استعادة المؤسسات الوطنية، وتوحيد الجيش الوطنى الليبى، فضلاً عن الدور المصرى الحيوى الداعم على المستوى الدولى للمسار السياسى الحالى فى ليبيا. وشدد الرئيس على ثوابت الموقف المصرى تجاه تحقيق المصلحة العليا للدولة الليبية فى المقام الأول، والتى تنبع من مبادئ الحفاظ على وحدة الأراضى الليبية واستعادة الأمن والاستقرار بها، والتمتع بجيش وطنى موحد، وإنهاء التدخلات الأجنبية، وخروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا. تكنولوجيا اللقاحات وشارك الرئيس فى المؤتمر الصحفى الذى نظمته منظمة الصحة العالميةفى بروكسل، للإعلان عن الدول الأفريقية المتلقية لتكنولوجيا اللقاحات mRNA, وأعرب الرئيس عن التقدير لاختيار مصر ضمن دول القارة الأفريقية التى ستتلقى الدعم للحصول على التكنولوجيا المستخدمة فى تصنيع اللقاحات وغيرها من العقاقير الطبية الهامة لمواجهة الكثير من الأمراض المستعصية، مؤكداً أن هذا الحدث يمثل انعكاساً حقيقياً لما يمكن للشراكة الدولية فى المجال الصحى تحقيقه من إيجاد وسائل فعالة لمواجهة التحديات العالمية، فضلاً عن أن تحقيق هذا الإنجاز سيساهم فى تمكين الدول الأفريقية من تجاوز الآثار السلبية الصحية والاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا.