اسمٌ رنانٌ مرموقٌ ومقدرٌ فى عالم الموسيقى فى مصر، سواء الشرقية أو الغربية أو حتى على المستوى الأكاديمى، أحب الموسيقى وعشقها فأصبحت جزءًا من تكوينه،ليس فقط بالموهبة الفذة والقدرات العالية وإنما بالوراثة، فالجينات الموسيقية متأصلة ومتجذرة فيه وفى عائلته الممتدة للأبناء والأحفاد، إنه الفنان الكبير وعازف الكمان الشهير الدكتور «حسن شرارة». أبرز فنانى عائلة شرارة الموسيقية، فهو نجل المؤلف الموسيقى البارع عطية شرارة- رحمه الله- الذى استطاع أن يطوّع أساليب التأليف الغربى بإحساسه الشرقى، فمزج بين ملكات التأليف الموسيقى وكتابتها وتوزيعها على الآلات الموسيقية الغربية بحس عالٍ يجعل الإيقاع الشرقى الراقص متصدرًا، فيتمايل كل من يستمع لموسيقاه، فبقدرته على استلهام الألحان التراثية والشعبية جعل من مؤلفاته الموسيقية ذات الطابع الغربى إبداعًا شرقى المذاق، فأصبغت موسيقاه بحالة من الألفة والتواصل، ونجد على سبيل المثال أحد هذه الأعمال الكونشيرتو الثانى للفيولينة والأوركسترا والذى كتبه لنجله ناطق الكمان والذى تجدد لقاؤنا به منذ أيام حين عزفه منفرداً مع أوركسترا أوبرا القاهرة بمصاحبة الباليه، ليعزف يا حسن يا خولى الجنينة، وهى التيمة الشعبية التى تتردد فى أذهاننا والتى بنيت عليها الحركة الأولى للكونشيرتو، لنجد أنفسنا نتفاعل مع اللحن الراقص، محفزة اللاشعور لترديد كلماتها، فحقاً حين تستمع إلى آلته الموسيقية الناطقة تشعر وكأن روحه وجسده يستنطق المستمع ولعاً بالحياة، وحين تراه تسعد عيناك باحتضانه لهذه الآلة الرقيقة الحالمة وكأنها معشوقته الصبية التى يزدان بمرافقتها. محبة بالغة أكنها للأستاذ والفنان الذى دوماً أستشعر أبوته فى نظراته وكلماته الدافئة الرقيقة ونصائحه الغالية وتشجيعه المستمر، حقاً فالنجاح منظومة متكاملة من يلج داخلها يستدعى النشاط والحيوية واليقظة والبناء وليس الهدم، فها هو فنان تعاظم اسمه محلياً وعربياً على مدار عقود، استطاع أن يصل للعامة من محبى الموسيقى نتيجة لإيمانه وقناعته بما يؤديه من دور كفنان على المسرح وكأستاذ أكاديمى تخرجت أجيال من أمهر عازفى الكمان فى مصر على يديه. كما شرفت بأننى أحد تلامذته بالكونسيرفتوار خلال مراحل دراستى وأثناء توليه العمادة، وعمله كقائد لأوركسترا أكاديمية الفنون السيمفونى وعزفه المنفرد للعديد من الحفلات سواء فى مصر أو خارجها فى فترة زاخرة بالعطاء الفنى، أيضاً تعامله معنا كطلاب بنزاهة وموضوعية واحتواء، فهناك العديد من المواقف والذكريات التى تستدعيها مخيلتى بسعادة وخيلاء. خلاصة القول أن تجد عازفاً موسيقياً فهذا بديهى، ولكن أن تجد من يستنطق آلته فيداعب جوانحك لا شعورياً بأحاسيس مختلطة تمتزج بين الفرح والحزن والأمل والرهبة والاشتياق والحلم فهذا هو الإبداع، والحقيقة إن أردت أن اتحدث تفصيلياً عن حسن شرارة فأنا فى حاجة لمقالات عديدة، لذا من خلال هذه الكلمات البسيطة وددت الإشارة لقيمة فنية وإنسانية تستحق وأيضاً لأهنئه بيوم مولده متمنية له مزيداً من الصحة والعمر والامتاع والإصرار على مواصلة العطاء.