توقفنا فى الحلقة السابقة عند «كليوبي» الفتاة اليونانية التى سحرت يوسف وهبى بجمالها وأنوثتها الطاغية.. ولكنها حطمت كبرياءه برفضها أن تبادله الغرام، وهو الفتى الوسيم ممشوق القوام والعضلات.. الذى تخطفه النساء . ولكنه فى النهاية انتصر بعد اللجوء للشيخ الصعيدى الذى منحه «حجاب» جعل «كليوبي» ترتمى تحت قدمه.. ويبدأ فصلًا جديدًا فى رحلة غرام.. وينقلب «السحر على الساحر».. وتشهد حياته كوارث كادت أن تذهب به إلى السجن متهمًا فى قضية سرقة ساعة من أحد زملائه فى المدرسة الزراعية.
تطورت العلاقة بسرعة بينه وبين «كليوبي» وصارحته إنها مضطرة أن تترك الشقة التى تعيش فيها مع أمها.. لتختفى عن أنظار الفضوليين وخاصة خطيبها السابق الذى يطاردها فى محاولة أن تقبل أن تعود إليه، خاصة أن «كانجوس» خطيبها أنفق عليها كثيرًا من الأموال والهدايا، ولن يتورع عن إلحاق الأذى بها هى وأمها انتقامًا منها. حسب يوسف وهبى فيما بعد، أن موارده المالية فى هذه الفترة كانت محدودة، ويعيش تقريبًا على مصروفه الشهرى الذى يتحصل عليه من والده، وهذا المصروف لا يمكن أن يوفر له أن ينفق عليها هى وأمها وأن يتحمل مصاريف مسكن مستقل تعيش فيه «كليوبي». التى أخبرته إنها سوف تبيع هدايا «كانجوس» من المجوهرات وتتحصل على شقة متواضعة تجمعه بها، ولكن شقيقها «المفلس» أخبر خطيبها بخطة هروبها كاملة، ولم يكن «كانجوس» رحيمًا معها طالبها أن ترد له كل الأموال التى أنفقها عليها والهدايا.. بعد أن ظل يستعطفها أن تقبل أن تعود إليه لكنها رفضت. لم يجد يوسف مفرًا إلا باستئجار شقة متواضعة لها فى شارع قصر العينى بجوار المنيرة تكون عش الغرام الذى يجمعهما. ويواصل يوسف اعترافاته الساخنة.. كاشفًا أنه كان يسرق من بيت أسرته الزبدة والسكر والدقيق والشاي.. والأرز.. ليدبر نوعًا من الاستقرار لحبيته.. التى فاجأته فى أحد الأيام قبل سفره للمدرسة أنها «حامل» ودارت الدنيا برأسه، وكاد أن يسقط مغشيًا عليه من الصدمة! كل ما شغل تفكيره فى هذا الوقت كيف سيستقبل «الباشا» والده هذا الخبر. لم يجد إلا صديقه يوسف الريحاني.. ذهب إليه يحكى له تفاصيل هذه الأزمة المرعبة، بعد مداولات وترتيب أكثر من موعد نصحة يوسف الريحانى بطبيب قبرصى فى ميدان العتبة جراح ماهر ولا يمانع فى إجراء عمليات التخلص من الجنين. الأزمة التى واجهته أنه كان لا يمتلك خمسة جنيهات نفقات الدكتور. خاصة إنه ينفق على البيت، بعد أن اسودت الدنيا فى وجهه قرر أن يلجأ إلى أحد أصدقائه الأثرياء ليقترض منه المبلغ، لكن صديقه خذله وتحجج بأعذار واهية إنه لا يمتلك هذا المبلغ فى الوقت الحالي، كاد أن يفقد صوابه.. لا بُدّ أن يحصل على المال!ليس أمامه إلا ساعة صديقه الذى رفض أن يمنحه سلفة مؤقتة. انتهز فرصة إن صديقة فوزى خلع الساعة من يده ووضعها على الفراش ليذهب إلى الحمام.. ووسوس له الشيطان أن يقوم بسرقتها! ويرتدى ملابسه بسرعة ويخرج من المدرسة شبه هارب مشغول بمصيبته فى كليوبي.. إنها ذاهبة للتخلص من ألم الخراج الذى تعانى منه فى ظهرها! وتمت العملية بنجاح.. وعاد بها إلى البيت، وذهب هو إلى صديقه مختار يستريح عنده فى منزله.. ولكن كان البوليس يطارده ويبحث عنه، وبالفعل وصلوا إليه عند مختار.. وكانت قوة كبيرة. كأنها ذاهبة لإلقاء القبض على عصابة مسلحة.. لم يراوغ يوسف وهبى ولم ينكر جريمته اعترف فورًا بجريمة سرقة الساعة. لكن صاحب الساعة أشفق عليه وتقبل الصلح معه.. ووعده يوسف أن يرد له القيمة المادية للساعة مقابل أن يتكتم هذا السر أو هذا العار، الذى ألحقه بنفسه وباسم عائلته!. بعد إتمام هذا الاتفاق ذهب إلى بيت «كليوبي» وجدها منهارة من البكاء على طفلها لم يجدد مبررًا أن يخبرها بواقعة الساعة والأحداث التى مر بها، وذهب إلى المنيرة لينام فى بيته.. فى اليوم الثانى استيقظ على صوت والده. الذى يتهمه إنه لص وحرامي. حطم باب حجرته وأخذ يكيل له الضرب.. وهو يصرخ: «ابن عبدلله وهبي.. يسرق ساعة»! انفجر يوسف باكيًا وارتمى تحت قدم والده يطلب منه أن يسامحه.. على هذه الفعلة الشنيعة.. كل هذا يحدث وأمه تبكى غير قادرة على إنقاذه من يد والده وصفعاته ولكماته، تمكن من الهرب من أمام والده وفر إلى بيت «كليوبي».. التى حمّلت نفسها كل ما حدث.. وإن لولا وجودها فى حياته ما تعرض لمثل هذه المواقف المخزية.. التى دفعته أن يفكر فى أن يجمع ملابسه ويترك بيت عائلته نهائيًا طالبًا من أمه أن يتبرأوا منه بعد أن لطخ اسم عائلة وهبى العريقة بالعار!. نجحت الأم الحنون فى تهدأة الأجواء بينه وبين أبيه الذى توسط عند ناظر المدرسة لابنه.. أن يتركه يستكمل دراسته ولا يتم فصله، خاصة أنه فى السنة النهائية ويتبقى شهور قليلة لحصوله على الشهادة! عاد إلى المدرسة تطارده نظرات الشماتة من زملائه الذين انقلبوا ضده بعد أن أذاع فؤاد صديق فوزى خبر سرقته للساعة، لم يسلم من المضايقات. وسماع العبارات الجارحة! والنكات ثقيلة الظل التى تحمل إسقاطًا على سرقة الساعة من نوعية «كانت ساعة نحس».. ورغم إن فوزى حاول كثيرًا أن يبعده عن مضايقات الزملاء.. صديقه فؤاد أظهر كرهًا كان خفيًا نحو يوسف.. ويشعل القصة كل فترة وهى فى طريقها أن يطويها النسيان! وقبل أن تهدأ الأزمة.. تنفجر فى وجهه أزمة جديدة. بسبب ابنة جيرانه فى المنيرة التى رشحها أن تكون عروسة لأستاذه فى المدرسة.. وأعطى الأستاذ عنوان بيتها ليبدأ فى إجراءات الزواج.. أو على الأقل يتعرف عليها، ولم يكذب الأستاذ خبر وظل أسبوعًا يحوم حول بيتها يغازلها وهى تقف فى الشباك.. وفى إحدى الليالى كان يوسف عائدًا من بيت «كليوبي» إلى بيته وجد الفتاة تقف فى الشباك.. وتطلب منه أن يتكلم معها.. وفوجئ بها تنتظره كل ليلة وهو خارج من البيت متسللًا وعائدًا بعد الفجر متخفيًا.. وسط اندهاشه أنها تراقبه.. ثم ظهر الأستاذ العريس! واشتعلت الأزمة.. وظن أن يوسف يرتبط مع الفتاة التى رشحها له ليتزوجها.. وبدأ معركة خفية معه فى المدرسة وهدده بفتح ملف سرقة الساعة من جديد. وانتهت حكاية «كليوبي» .