كان الفنان الراحل يوسف وهبي مرهف الحس وشجاعا، إذا أراد شيئا حاول تحقيقه بكل الطرق، فكانت أول قصة حب في حياته خلال فترة المراهقة الدافع لامتهانه التمثيل، بل ودراسته لسنوات بشكل احترافي. كان يوسف وهبي، في التاسعة عشرة من عمره في عام 1917، وكان يلمح في نافذة المنزل المواجه لمنزل أسرته فتاة يونانية، كانت جميلة جدا وصفها "وهبي" في مجلة "آخر ساعة" عام 1970، بأن جمالها يأخذ بمجامع القلوب وينغمس في حنايا الضلوع. حاول يوسف أن يتعرف عليها أو يلفت نظرها عدة مرات، ولكن كان ذلك دون جدوى، وكانت الفتاة تشغل كل تفكيره فكان يتبعها دون أن تعلم أينما ذهبت، ويطاردها بإصرار. كما حاول أيضا معرفة اسمها، فطلب من أحد زملاء الدراسة مساعدته، ومعرفة اسمها واسم والدتها وجلب شيئا يخصها ويجعلها تحبه، وبالفعل صدق وهبي وعود صديقه، حتى عرف أن الفتاة على معرفة بعائلة يوسف الريحاني شقيق الفنان الراحل نجيب الريحاني. جلست الفتاة في يوم مع يوسف الريحاني في أحد النوادي، وذهبت إلى دورة المياه وتركت حقيبتها، فتسلل يوسف إلى مكانهما وانتهز الفرصة وفتح حقيبتها، فصرخ فيه يوسف الريحاني قائلا "هل أصبحت لصا ؟؟"، فأجابه وهبي "أحبها وأريد أن احتفظ منها بتذكار صغير". حصل وهبي على منديل من الفتاة وعرف اسم والدتها وعائلتها من يوسف الريحاني، وأعطاه لصديقه، وبعد أيام اتصلت الفتاة الأجنبية 3 مرات بيوسف وهبي وحددت معه معادا للقاء. أحبا بعضهما وأصبح لا يطيق وهبي فراقها، وكانت للفتاة مطالب أكبر من مصروف يوسف الشاب، فقرر أن يعمل، وبعد أن بحث في أكثر من مجال قرر أن يخوض تجربة التمثيل، وبالفعل انضم إلى فرقة عزيز عيد ولكنها لم تستمر طويلا، وقرر أن يعمل باحترافية بعد دراسته للتمثيل. سافر وهبي إلى إيطاليا عام 1918، وطلب من الفتاة اليونانية أن تظل في انتظاره لأنه سيتزوجها فور عودته، ولكن بعد عودته إلى مصر مرة أخرى في عام 1922، انفصل هو والفتاة عن بعضهما لظروف خاصة رفض يوسف الإفصاح عنها.