ونحن والوطن بأكمله يعيش عيد ثورته، والتى صنفها العالم بأنها أهم وأبرز الأحداث التى تميز عصرنا الحديث، بمرتكزاتها فى تحقيق العدالة الاجتماعية وبمبادئها القضاء على الاستعمار والإقطاع والفساد فضلاً عن ضرب أحد أهم وأقوى الاحتكارات العالمية، وتحويل عوائد قناة السويس لشعب مصر لتحقيق تنمية مستدامة بل جسدت فى الوقت ذاته الثورة النموذج لتحرر شعوب العالم الثالث من الاحتلال والاستغلال فكانت نواة لتضامن هذه الشعوب وتطلعها للحرية وللحياة الكريمة.. وخصوصية 23 يوليو للمصرى أنها فى ضميره وتجسد تقديراً عظيماً لجيشه، الذى حرره من الاستبداد والظلم ومحققاً عدلاً وغطاءً اجتماعيا وسكناً كريماً وفتحاً لمجالات التعليم حتى الجامعة.. فتظل قواته المسلحة فى وجدانه فهى خلاص وأمل.. وتجسد ثورة يونيو هذا الترابط المتين تلبية لإرادة شعب للتخلص من الحكم الظلامى، والذى يتلحف بعباءة الدين، فكان الإنجاز المبهر بانبعاث التلاحم العظيم لشعب وجيش مصر، والتقدم معاً لتأكيد حق العيش الآمن الكريم للمصرى فى مواجهة تحركات خارجية مستمرة للنيل من استقراره، خاصة فى هذه الفترة من الاضطراب فى محيطنا الإقليمى والضغوط التى تمارس لخلق حالة عدم استقرار تؤثر على وطننا.. والمصرى يتابع باهتمام كل ذلك وعلى ثقة بقدرة جيشه لحسم الموقف خارج حدودنا لوأد تهديد الإرهاب وتهديد العطش. فالمصرى أياً كان موقعه فهو كالبيان المرصوص وفى ترابط متين مع جيشه للدفاع عن مصر وحاملاً فى ذات الوقت رسالة سلام للتعاون مع محيطه لنشر الخير.. فهو صاحب الحضارة العظيمة... فخار ناسه ومحل تقدير واحترام العالم.. وتظل هذه رسالة مصر كلها.. نعم للسلام والخير، نعم للتعاون البناء مع شعوب العالم فى مواجهة ما يعانيه من تحولات بل أزمات بيئية وكوارث ونكبات تضرب دوما الفئات الأكثر احتياجا.. ولتظل أيادينا ممدودة بغصن الزيتون للأشقاء فى ليبيا للقضاء على الإرهاب ولتكون مقدرات وثروات بلاده لأهلها خيراً ورخاء.. ويظل غصن الزيتون فى يدنا لشعب إثيوبيا ليكون رسالة سلام لنفع شعبينا، بما يمكننا جميعاً من تحقيق التنمية اللازمة لتعود بالخير لشعوبنا مصر السودان إثيوبيا.. وطبيعى فإن العقلاء يعون تماماً أهمية اقتناص الفرصة للخير والنفع لناسنا وأن نرعى غصن الزيتون من فوهة البندقية. وهو دعاء كل المصريين جيشاً وشعباً.