«بعد حجز القاعة بأحد الأندية الكبرى ودعوة الأهل والأحباب والأصدقاء، تم إخبارنا بقرار إلغاء التجمعات، قلنا خيرُ البِرّ عاجله.. تم أمس فى اجتماع عائلى بسيط عقد قران وزفاف ابنَى السيناريست طارق زمزم والصحفية ميرفت عمر، مبروك علينا جميعًا الزواج فى زمن الكورونا».. كلمات كتبتها على صفحتها الشخصية بفيسبوك، الصحفية والكاتبة ونائب رئيس تحرير الأخبار نهاد عرفة؛ لتعلن بها جميع معارفها زواج ابنها، كوسيلة إشهار مستحدثة للزواج فى زمن الكورونا، بحسب وصفها.
كان من المقرر عقد قران نجلها الوحيد نهاية مارس الماضى بإحدى قاعات فندق شهير، وأعدت الأسرة دعوات حفل الزفاف ودعت الأقارب والأصدقاء. «قبل ما نروح ندفع مقدم حجز القاعة بلغونا قبلها بيومين بقرار إلغاء الحجز، تنفيذًا لقرارات الدولة بمنع التجمعات، للحد من انتشار فيروس كورونا، قولنا نجوزهم وخلاص طالما اتفقنا والمهم نكون إحنا والعرسان فرحانين». تصف والدة العريس، الحفل العائلى أو كما يمكننا أن نطلق عليه أسرى لقلة من حضروه، جاء العريس ببدلة الفرح وعروسته بفستان أبيض بسيط بمنزل والدتها، وبحضور والدة العريس ووالده وعمته ووالدة العروس وأختها، وأخيرًا، المأذون الذى قام بعقد قران العروسين. 8 أفراد فقط بمنزل العروس هم من احتفلوا بالفرح الذى تم إلغاؤه، مع التقاط بعض الصور لتوثيق الحدث، الذى انتهى بتوصيل العروسين لعش الزوجية فى زفة خلت من طوابير السيارات والأغانى الصاخبة.
المباركة.. تعليقات لا زيارات
«كنت عايزة أعرّف الناس إن ابنى اتجوز بعد ما كلمناهم وبلغناهم بإلغاء الفرح، لازم يكون فى إشهار، خصوصا إن محدش حضر عقد القران غير الأسرتين، فقررت أكتب بوست على الفيسبوك أعرّف فيه الناس أن ابنى اتجوز وأشاركهم صوره هو وعروسته بفرحتهم اللى كانت كبيرة بحبهم لبعض». انهالت المباركات على فيس بوك نهاد عرفة «أونلاين»، «تهانينا القلبية.. بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما فى خير.. كدة أوفر عشان الفلوس ما تقصرش مع العريس.. زواج مبارك إن شاء الله.. مبروك وإن شاء الله بعد تحسن الأحوال نيجى نبارك.. الاستثناء تميز برضو مبروك ربنا يسعدهم».
هكذا جاءت التعليقات على المنشور الذى قامت «نهاد عرفة» بكتابته، وقد كان ينوى جميع معارفهم الذهاب لمنزل العروسين لمباركة زواجهما السعيد، لكن قرار حظر التجوال ومنع التجمعات والخوف من «كورونا» لم يمكن الجميع من الزيارات المنزلية، فظل العروسان أسبوعين كاملين دون زيارات.
«بعد أسبوعين كنت فى شغلى وعديت عليهم وأنا راجعة باركت لهم من غير بوس ولا أحضان ومشيت روحت بيتى».. هكذا كان وضع والدة العريس فى مباركتها لنجلها على زواجه. «كنت ناوية أعمل لهم احتفال نجمع فيه أصدقاءهم وقرايبنا على العشاء وشاى على باخرة فى النيل ونحتفل بيهم ونعرّف الناس إنهم اتجوزوا».. هكذا قالت الأم التى لم تتمكن من تنفيذ ترتيباتها بسبب إجراءات «كورونا» التى أغلقت جميع أماكن التنزه.
العروسة للعريس
«العروسة كانت فرحانة وكمان العريس رُغم الظروف، وكان كل همهم إنهم يبقوا مع بعض، وعلى رأى جدتى كانت تقولى زمان العروسة للعريس والجرى للمتاعيس، وقالوا فرصة يوفروا فلوس الفرح ويسافروا يتفسحوا بيها»، وبالفعل قام العريس بالتواصل مع بعض الفنادق السياحية بالغردقة وشرم الشيخ لمعرفة إمكانية ذهابهما لقضاء بعض الأيام هناك، «تعالوا مفيش مشكلة بس لو ماعرفتوش ترجعوا مش مشكلتنا».. هكذا كان رد المسئولين بالفنادق، فقرر العروسان عدم السفر لأى مكان حتى انتهاء إجراءات «كورونا». لم يخرج العروسان من منزل الزوجية إلّا لوالدة العريس لتناول الإفطار معها دون مصافحة أو قبلات، ذهبا مرتين بالكمامات الطبية وبصحبتهما المطهرات من الكحول وجيل التعقيم وغير ذلك من أدوات الحماية، وجلس الجميع على مائدة الطعام فى تباعد تام، فقد أدرك الجميع خطورة الوضع الحالى، وكانت هى المرة الوحيدة التى اجتمع فيها العروسان مع أسرتيهما منذ بداية زواجهما، ومن بعدها أصبح التواصل تليفونيّا فقط.