باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدة الدولة العظمى فى العالم فوق الأربعين من عمره وكذلك رئيس روسيا ميديفيديف فى حوالى نفس العمر ورئيس وزراء بريطانيا كاميرون أصغر منهما فى السن وهذه كلها دول عظمى وهناك فى الدول العربية من الملوك والرؤساء والأمراء حول هذه السن. وإذا كان حوالى 50% من الشعب المصرى تحت سن الأربعين ومنهم وبهم قامت ثورة 25 يناير 2011 فإن هذه الدولة مصر العريقة حضاريا الشابة بأهلها وأبنائها تستحق أن يكون رئيسها حول الأربعين من عمره. وإذا كانت هناك رؤساء الأحزاب الرسمية القائمة فوق السبعين من العمر ولا يفسحون المجال لشباب أحزابهم وإذا كان هناك أحزاب بدأت تظهر مثل حزب الوسط فرئيسه شيخ كبير وكذلك حزب الإخوان المسلمين المزمع إنشاؤه سيرأسه شيخ كبير من هذه الجماعة فإن الأمل فى النهاية هو فى شباب 25 يناير وقياداتهم المختلفة. قد يكون رأس مال هؤلاء الشباب إخلاصهم للوطن ورغبتهم الأكيدة فى نهضته واحتلال مكانة بين الأمم ولكنهم أقل خبرة بالعمل السياسى والإدارى ليس لديهم الإمكانات المادية لإقامة حزب بمقراته وصحفه أو الإنفاق على حملات انتخابية رئاسية أو برلمانية. شباب 25 يناير مدعوون لإنشاء أحزاب ثورية جديدة كلها تسعى لتحقيق العدالة والتكافل والمواطنة والتنمية والعمران لكل أرجاء الوطن وبناء دولة قوية يهابها الأصدقاء والأعداء والجيران. هم مدعوون للتآلف والتعاون وإنشاء أكثر من حزب يتولى رئاسته شباب منهم وقيادات هذه الأحزاب كلها شباب مدعومون بالأجيال الشابة وجهودهم الذاتية ويبتعدون قدر الإمكان عن الأحزاب القائمة التى لا تقدم شيئا للوطن أو تؤخر. على هؤلاء الشباب أن يستعدوا من الآن لانتخابات الرئاسة والانتخابات التشريعية وأن يشتركوا فيها بأحزابهم وأن يطلعوا على تجارب الدول التى سبقتنا فى مجال الديمقراطية والتعددية مع مراعاة تقاليد وثقافة مصر العريقة. أخشى أن يكون الوقت ضيقا على هؤلاء الشباب لتكوين أحزاب بمقاراتها وكوادرها والاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة وعموما فهم فى سباق مع الزمن لتحقيق أحلام وآمال الشعب المصرى. يقول الحق سبحانه وتعالى عن عمر الأربعين للإنسان فى سورة الأحقاف:بسم الله الرحمن الرحيم « ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذ بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليك وإنى من المسلمين» . وخاتم الأنبياء محمد «ص» كلف بأمانة أعظم رسالة وهو فى الأربعين من عمره فهل يصعب على رجل فى الأربعين من عمره أن يدير أمور دولة شابة مثل مصر وجاهد المصطفى فى سن الأربعين إلى الثالثة والستين حتى أكمل رسالته وليس إلى الثمانين مثلا. ونصيحة من مصرى لرئيس مصر القادم اقرأ الآية «77» من سورة القصص جيدا وأعمل بها والتى تقول: بسم الله الرحمن الرحيم «وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد فى الأرض إن الله لا يحب المفسدين» صدق الله العظيم.