ليس لهم هدف سياسي.. ولكن كل ما يرجونه ويتمنونه هو «مصر» عايزين مصر هذا ما قالوه.. وهذا ما يفعلونه.. يريدونها أفضل في كل المجالات بالفعل وليس بالكلام، فكروا ونفذوا فكرة بسيطة لكنها عميقة ومؤثرة حيث قرروا عرض لوحات وصور وأوتوجرافات عن ذكريات الثورة ليؤرخوا لها.. هم «شباب مصر للتطوير» أنشأوا جمعية لتحقيق هدفهم ونظراً لضيق ذات اليد فهم ينقصهم المقر ورغم ذلك لم يقف هذا عائقاً أمام أحلامهم وطموحهم حيث اتخذوا من أحد أرصفة ميدان طلعت حرب موقعاً دائماً لمعرضهم. وتبدأ الحديث آيات فتحي نمر - 22 سنة - بكالوريوس تجارة:ا منذ البداية وقبل 25 يناير كنا مشتركين في جروب «كلنا خالد سعيد» فكنا علي فترات نقوم بوقفات احتجاجية صامتة علي الكورنيش حتي رأينا علي الفيس بوك الدعوة لمظاهرة يوم 25 يناير فظننا أنها مثل أي مظاهرات وستبدأ وتنتهي في نفس اليوم وبطبيعة عملي في إحدي الشركات السياحية بميدان التحرير بدأنا أنا وزملائي نشاهد هذه المظاهرات فوجدنا أعداداً حاشدة تزداد كل لحظة بداية من قصر العيني مروراً بكوبري قصر العيني حتي ميدان عبدالمنعم رياض تطالب بمطالبها المشروعة مثل إيجاد فرص عمل - رفع الحد الأدني للأجور - إسقاط الحكومة الفاسدة ومحاكمتها.. نزلنا نهتف بهذه الحقوق ولكن منذ بداية هذا اليوم حتي جمعة الغضب وجدنا رجال الأمن يستخدمون أشكال العنف المدمرة فبدأنا نختبئ في العمارات المجاورة والشباب يدافعون عنا فأصبح المشهد خلال هذه الأيام مصابين وشهداء مما خلق بداخلنا شعوراً للاستمرار في مطالبنا وعدم الرحيل من الميدان إلا بعد تحقيق مطالبنا، وبالفعل استمر وجودنا في الميدان حتي يوم 11 فبراير يوم تنحي الرئيس. وفي صباح اليوم التالي بدأنا ننظف الميدان والعودة إلي منازلنا وفي اللحظة التي كنا نحمل أمتعتنا الموجودة في الميدان جاءتنا فكرة أن نقوم بجمع كل ما حدث خلال ال18 يوماً من صور ولوحات فكل لوحة وصورة تحكي من أول يوم للثورة حتي تنحي الرئيس ووجدنا مجموعة من الاوتوجرافات يصل عددها إلي 6 أوتوجرافات مكتوب عليها من عامة الشعب من شباب مشتركين في الثورة وزائرين للميدان وأجانب بالإضافة إلي أوتوجراف كتب عليه بطل من أبطال أكتوبر وقال لهم «كنتم فين ياشباب 25 يناير 2011». مع تحيات جدو محمد حسين بطل من أبطال العبور وأضافت آيات أنها من خلال هذه الفكرة تحتاج إلي معرض خاص يصبح أرشيفاً لهذه الثورة خاصة أنها ليست ثورة شباب فقط بل ثورة مصر كلها لأن الشعب كله هو الذي قام بها. أما محمد علي محمد - 25 سنة - أعمال حرة فيقول: «في البداية تواجدت في الميدان منذ يوم 25 يناير وعندما لاحظت أن هناك أشياء حدثت في الميدان ويجب عمل أرشيف خاص بهذه الثورة التي خلصت مصر من ظلم دام ل30 عاماً خاصة أن هذه الأشياء تحمل أسماء المشاركين في هذه الثورة ووجدنا ناس تكتب أشعاراً علي أوراق مختلفة، بالإضافة إلي تبرعات أهالي الشهداء ببعض أشياء هؤلاء الشهداء، فأصبح لدينا أرشيف لكثير من اللوحات والصور التي تعبر عن الثورة ففكرنا بعمل جمعية خاصة تعبر عن شباب الثورة فجمعنا حوالي 600 شخص عن طريق الفيس بوك واتفقنا علي اسم معين وهو «الجمعية المصرية للتطوير» فهذا الاسم يحمل معنيين مصر والتطوير ولدينا أحلام نتمني تحقيقها، ففي البداية لنا مطلب واحد وهو مقر نستطيع أن نجتمع فيه، خاصة أننا لا ننتمي لأي حزب وبالإضافة إلي أننا ليس لدينا مطالب سياسية فكل مطالبنا تطوير بلدنا ونوصل صوتنا لكل العالم بأن مصر حقاً هي أم الدنيا في العالم. ومن أحلامنا توفير مقر خاص بالمعرض خاصة أن هناك أحزاباً مختلفة عرضت علينا العرض بمقارها مقابل أن يكون هذا المعرض باسم الحزب ولكننا رفضنا بشدة لأننا لا نريد أن يتربع أحد علي العرش باسم الثورة فنحن بحاجة إلي أن يتربع اسم مصر وشهداء مصر علي العرش. ويقول إسلام بريقع - 23 سنة - بكالوريوس خدمة اجتماعية: منذ تواجدنا في الميدان منذ 25 يناير بدأنا كعادة المصريين نقوم بعمل افتكاسات ونقش علي الماكيتات ولسنا فقط شباباً بل أيضاً اشترك معنا السيدات الكبار والزوار والأجانب وفضلاً عن تواجد الفنانين من جميع أشكال الفن المختلفة، كل هذا جعلنا أمام فكرة واحدة حتي لا يضيع مجهود أحد خلال أيام الثورة. فكل لوحة كانت فكرة لنشر الديمقراطية في الحوار وكل صورة محاولة لشد وجذب الناس وللبعد عن الاكتئاب والخوف. وأكد إسلام أنه لم يتجه لوزارة الثقافة حتي الآن نظراً لعدم تواجد وزير محدد خاصة أنها حكومة تسيير أعمال فإننا كشباب في مرحلة جديدة لنا مطلب محدد وهو توفير قاعة صغيرة نعرض فيها أعمالنا.