فى عام 1956 التحقت بمدرسة سيدى بشر الابتدائية المشتركة بالإسكندرية، وكان الزى المدرسى الموحد لجميع تلاميذ المرحلة الابتدائية من القماش المعروف ب«تيل نادية»، كشكل من أشكال عدم التمييز بين التلاميذ، الصبيان منهم والبنات كلهم مثل بعض.قضيت العامين الخامس والسادس الابتدائى بمدرسة خالد بن الوليد بالمحلة الكبرى، بعد أن نُقل والدى للعمل هناك، فكانت مريلة تيل نادية البيج أيضًا مثل ما كانت فى الإسكندرية وعرفت أن كل مدارس الجمهورية زيها المدرسى، بنفس الشكل ونفس نوعية القماش.. زادت معرفتى بقماش «تيل نادية» من خلال معايشتى للأقمشة عندما التحقت بالتدريب المهنى فى عام 69 و70 بشركة بولفارا لنسج الأقمشة الراقية، مثل النوفيتيه وكل أنواع الحراير، فعلمت من مدربى بالشركة وبعض العمال أن هناك شركات أخرى كبيرة تنتج الأقمشة الشعبية، مثل العربية فى السيوف والأهلية فى كرموز وغزل المحلة فى المحلة الكبرى وبعض أسماء هذه الأقمشة هى: (الباتيستا – رمش العين – الدبلان – العبك – الكستور – البفتة – الدمور – و«تيل نادية» والذى شدنى اسمه حيث تذكرت المريلة. بعد تخرجى فى مركز التدريب المهنى،تسلمت عملى بشركة «غزل المحلة» والتى مارست فيها صناعة الغزل والنسيج وتعلمت كل شىء، الغزل والنسيج وتجهيزاته وصناعة الملابس والتى كانت تضمها شركة مصر للغزل والنسيج والملابس... وعرفت كيف يصنع تيل نادية وباقى الأقمشة الشعبية. علمت أن قماش التيل «تيل نادية» مصنوع من القطن طويل التيلة السميك والناعم الملمس ويصنع منه الآن ملاءات السراير، بعد أن كان يصنع بشكل خاص لقماش مرايل المدارس، وللحصول على هذه الأقمشة لا بد من المرور على عدد من المراحل، تبدأ بجمع القطن ثم حلجه وعزل البذور والشوائب منه، ثم يدخل إلى مراحل تحضيرات الغزل للتسريح والكرد وللتمشيط والبرم والسحب حتى تكتمل المراحل بالغزل النهائى ونقل الغزل، إما إلى كون أو بكر حديد وبعدها ينقل إلى تحضيرات النسيج حيث ماكينات البوش ثم التدوير وأيضا منها ما يتم سحبه على بكر(بوبين) للأنوال القديمة أو بكر للأنوال الحديثة «الخيوط العرضية لقماش النسيج» وأيضا ينقل على مطاوى السداء (الخيوط الطولية لقماش النسيج). ثم يتم نقلها لصالات النسيج المتعددة؛ حيث كل صالة تنتج نوعية قماش معين يعدها ويصممها فنيون من قسم التحاليل والمواصفات والتابع لإدارة الجودة، وبناء على هذه المواصفة التى استلمها فنى النسيج تتم تحضيرات النسيج فى الأنوال الحديثة. ليبدأ تعاشق خيوط اللحمة (العرضية) مع خيوط السداء (الطولية)، حسب نوع المواصفة لتتم عملية إنتاج القماش الخام، ثم تتم صباغته.