مع اقتراب نهاية العام المنصرم تتاح لنا الفرصة من جديد لكى نتأمل حالنا وربما نحاسب أنفسنا أيضا. هكذا جرت العادة كل عام وهذا ما ينصح به حكماء الحياة دائما. وحتى لا تختلط الأمور لديك فإن محاسبة النفس لا تعنى أبدا جلد الذات (كما يريد أن يصنفه البعض) بل هى فرصة نتيحها نحن لأنفسنا لتقييم ما تحقق ولتحليل لماذا لم يتحقق كل ما كنا نتمناه؟.هل لأن كانت هناك مبالغة ما فى تحديد الأهداف؟ أم لأننا لم نستعمل قدراتنا بشكل كاف وجاد للوصول إلى ما نبغيه؟! ولا شك أن فى هذه الفترة من العام بالذات نجد إشارات وتلميحات وتنبيهات لكتب وقراءات أمريكية نفسية وتأملية وفلسفية تحفز النفوس لكى تخرج من مأزقها وحيرتها وتعيش اليوم وأيضا الغد بروح أكثر تحررا وانطلاقا وإبداعا وخيالًا. هل هذا ممكن؟! .. التفكير فى هذا الأمر فى حد ذاته خطوة إيجابية وخطوة إلى الأمام. تنبهنا الكاتبة والباحثة الأمريكية بينا فنكاتارامان إلى أن هناك تخمة فى المعلومات وعادة جفاف فى الخيال. فهى تذكر فى كتاب صدر لها فى عام 2019 بأن من ضمن ما يمكن أن نلمسه فى حياتنا المعاصرة كثرة المعلومات المتوافرة وقلة الخيال الذى يستطيع أن يخرجنا مما نحن فيه أو ينقذنا من هذا الطوفان المعلوماتى وحالة الغرق المعرفى الذى استسلمنا له وصرنا نتخبط فيه كل يوم . الكتاب بعنوان The Optimist's Telescope (تيليسكوب المتفائل) التفكير مسبقا فى عصر متهور. العنوان يبدو جذابا وفى الوقت نفسه محيرا. ما تحاول أن تفعله الكاتبة المتخصصة فى الشئون العلمية وتغيير المناخ تحديدا (وقد عملت فى إدارة الرئيس السابق أوباما) هو أن تقدم روشتة عملية لرؤية المستقبل وهذا فى حد ذاته تفاؤل أو نظرة تفاؤلية يمكن من خلالها التعامل مع الغد. مع الأخذ فى الاعتبار دائما تحقيق إنجازات صغيرة على الطريق المؤدى للهدف المنشود بالاضافة إلى الشعور بالرضا عما تحقق ويتحقق فى هذا الطريق.هذا ما يمكن وصفه بالنظرة المتفائلة أو المليئة بالأمل تجاه المستقبل.وبينا - الداعية للتفاؤل تتبنى هذه النظرة من خلال تجارب عديدة لأناس آمنوا وساهموا فى تشكيل حاضر كان من قبل يعد مستقبلا بعيد المنال. فى كل الأحوال الالتفات لتفاصيل حياتنا ضرورة لكى نرى دنيانا رؤية شاملة وعميقة. كما أن التعرف على تجارب الآخرين فرصة لكى نعرف أكثر عن أنفسنا. وعن رغبتنا فى الاستفادة من خبرة الآخرين واعتبارها اضافة لما نعرفه أو نريد أن نعرفه.وعام 2019 شهد ظهور كتب عديدة تأخذ هذا المنحى وتسير مع القارئ المهتم فى هذا الطريق.. منها كتاب Talking to Strangers (الحديث مع الغرباء). ل مالكولم جلودوال وكتاب The Algebra of Happiness (علم جبر السعادة) ل سكوت جالاواى و Find your Way (أن تجد طريقك) ل كارلى فيورينا وكتاب اسمه «أكثر من ألف شىء صغير « يفعله بشكل مختلف أناس ناجحون وسعداء ل مارك وانجل تشيرنوف. وأيضا كتاب آخر بعنوان Great Leaders Have No Rules (الزعماء العظام ليس لديهم قواعد) لكيفن كروز. إنها عناوين شيقة لمشاوير متعددة حققها بشر سعوا بشكل أو آخر إلى اكتشاف الذات ثم إلى تحقيق الذات. وأخيرا الوصول إلى شعور بالرضا بما أنجزته. ولو بعد رحلة كانت شاقة وأنت حققتها باختيارك وإصرارك. وطالما نتحدث عن محاسبة النفس لا بد من التذكير أن التفكير النقدى أمر هام وحيوى. ولتحقيقه والاستفادة من تفعيله لا يكفى التهليل له ما بين كل عبارة وأخرى. علينا أن نتبناه وننجزه فى حياتنا. إذ لا يكفينا تدريسه فى المدارس أو الجامعية بل تفعيله فى حياتنا الخاصة والعامة. نعم نحن فى حاجة إلى جرأة وشجاعة وروح المسئولية وأجواء تحتضن التفكير النقدى. فعلا لا قولا.. •ترامب يهرب من المكتب البيضاوى لا شك أن تحركات أو تصرفات الرئيس الأمريكى ترامب وخصوصا فى الفترة الأخيرة صارت موضع اهتمام ومراقبة أهل واشنطن أكثر من ذى قبل ونعم، أكثر من جهة تقف بالمرصاد لساكن البيت الأبيض. وتحاول وسائل الإعلام (بشكل مكثف) رصد مزاج وغضب وقلق ترامب من خلال ما يفعله وما يقوله. «بوليتيكو» الإصدار الإلكترونى المعنى بساسة واشنطن سياستها ذكرت مؤخرا أن الرئيس ترامب نقل فى الفترة الأخيرة أغلب لقاءاته ومكالماته الهاتفية من المكتب البيضاوى إلى مقر اقامته بالدور الثانى بالبيت الأبيض حيث يمضى كما لوحظ أغلب ساعات نهار عمله. والسبب فى هذا الانتقال أو الهروب من مكتبه الرئيسى هو هاجسه الأكبر من تسريبات تحدث من العاملين معه. وتحديدا ممن وصفوا بنافخى الصفارة على أساس أن هم أو هن كانوا وراء هذا السيل من التسريبات التى شهدتها الإدارة وبكثرة فى الفترة الماضية. هذا بالإضافة إلى هؤلاء العاملين ضمن مكاتب البيت الأبيض والبعض منهم ذهب للادلاء بشهادته أمام مجلس النواب. اذن الاحتياط واجب وضرورى هذا ما يؤمن به ترامب خاصة أنه لا يثق كثيرا فيمن حوله. ولا يعرف أن كانوا ينوون الخير أم الشر له؟! •عودة ستيف بانون هل تذكرون ستيف بانون أحد كبار مستشارى ترامب السابقين والذى خرج من البيت الأبيض الا أنه ما زال يواصل من حين لآخر استشاراته للرئيس؟ كما أنه يفعل كل ما فى وسعه ( هكذا ذكر أكثر من مرة) من أجل ضمان إعادة انتخاب ترامب وبالتالى ضمان استمرار هيمنة اليمين المتشدد على صنع القرار والسياسات فى الولاياتالمتحدة. بالاضافة إلى سيطرة المحافظين على المناصب القضائية بحيث تميل كفة العدالة دائما لصالح قيم ومصالح المحافظين فى المجتمع الأمريكى. بانون بعد خروجه من البيت الأبيض مد استشاراته لليمين المتشدد والقيادات الشعبوية فى أوروبا منها إيطاليا على وجه الخصوص. كما قام أيضا بانشاء ما يمكن التعامل معه على أساس أنه مدرسة أو مركز تدريب وتأهيل للقيادات اليمينية الشعبوية فى أوربا فى هذا الزمن الذى يشهد مدا سياسيا شعبويا أوروبيا. من جهة أخرى وتأكيدا لتبنيه أهداف ترامب وتوجهاته العنصرية قام بانون فى الفترة الأخيرة بجمع تبرعات خاصة تقدر ب 25 مليون دولار من أجل بناء 35 ميلا من الحواجز أو الأسوار ما بين أمريكاوالمكسيك. وهذه الخطوة تأتى فى اطار قيادة بانون لمنظمة يمينية أسماها «نحن بنينا السور» .وقد بدأت المنظمة القيام بمهمتها فى ولاية تكساس بالقرب من الحدود مع المكسيك فى بناء سور طوله 3 ونص ميل وذلك بدون الحصول على ترخيص لبناء السور. كما يبدو مسيرة بانون مستمرة. •ونحن نقترب من موسم الكريسماس زادت أسعار أشجار الكريسماس فى الولاياتالمتحدة بنسبة 23 فى المائة ما بين عامى 2015 2018. هذا ما ذكرته صحيفة «يو اس توادى» مشيرة إلى أن الاقبال على شراء أشجار الكريسماس الطبيعية زاد بشكل ملحوظ فى السنوات الأخيرة خصوصا ما بين أبناء وبنات جيل الألفية. ومن المتوقع أن يكون سعر شجرة الكريسماس أعلى هذا العام ليصل فى المتوسط إلى 78 دولارا للشجرة.