فى تلقائية طفل يعزف بالألوان لحنًا من البراءة والبهجة، يقدم لنا الناقد والفنان صلاح بيصار هذا الأسبوع لوحات معرضه بعنوان «بهجة» فى جاليرى أبونتو. يأخذنا إلى عالم من ذكريات طفولته فى القرية والمختزنة فى أعماقه، ويطوف بنا فى أطياف أحلامه التى ما زالت باقية فى وجدانه، يستدعى منها مفردات ونماذج تسبح فى عالم من الخيال البرىء. وبمجموعة ألوانه المشرقة والتى يسودها الأخضر والأزرق والأصفر والبنفسجى، ويضيف إليها فى تكويناته المحكمة اللون الأحمر بحساب دقيق ليصنع التوازن وهو يجنح إلى تبسيط الأشكال وتتطيعها حتى أننا لا نرى أثراً للبعد الثالث فى لوحاته.. والأشكال والكائنات فى أعماله فى تآلف وتناغم ومودة مع بعضها البعض حتى يحس المشاهد أنها ترقص، فالطيور مثل العصافير والديك والقطة والبقرة كلها فى تآلف مع البشر والشجر، وهى محاولة على حد قوله لتصالح الكائنات وعودة الطبيعة إلى ما كانت عليه من تناغم.. يقول أستاذنا الفنان بيكار عنه: «يتناول موضوعه البسيط جدا والرقيق جدا ويؤلف منه أهازيجه الشجية فى غير تكلف أو افتعال وكأنه شاعر يعزف على ربابة بوتر واحد». تخرج الفنان صلاح بيصار فى كلية الفنون الجميلة عام 1975، ومنذ ذلك التاريخ وهو يساهم بكتاباته فى نقد الفنون الجميلة فى مجلات كثيرة مثل الهلال وحواء والأهرام والمصور والقاهرة وأخبار الأدب وله دور فى نشر الثقافة الفنية بين الناس وله إسهامات فى رسوم الأطفال وفاز كتابه «محمد فى 20 قصة» فى معرض فرانكفورت الدولى عام 1997، وله كتب كثيرة عن الفنانين التشكيليين مثل كتابه من نحات مصر محمود مختار، وعن الفنانين مصطفى حسين وحسن سليمان ورضا وآدم حنين.. وقد أقام خمسة معارض كان أولها عام 1980 بأتيليه القاهرة بعنوان أنشودة البساطة