«حبى للرسم جوايا من وأنا صغيرة، واتأكدلى إن عندى موهبة من أولى ابتدائى لما كنت بأشوف بنت عمتى وهى بترسم وبتاخدنى معاها فى شغل مشروع تخرجها، حبيت الرسم أكتر وقررت لما أكبر أدخل فنون جميلة.. لكن مجموعى فى ثانوية عامة صدمنى وحسيت إن حلمى ضاع». بهذه الكلمات بدأت إيفوديا أيمن حكايتها التى تراها لم تبدأ بعد، رغم أن إرهاصات فنها تدعو للتفاؤل وتؤكد نضوج موهبتها مع الأيام، هذه الموهبة التى جعلتها تحصل على المركز الأول فى مسابقة فى فن الموزايك، من خلال رسمها لأولى لوحاتها بالسيراميك والتى أبهرت جميع من شاهدها، ذلك الفن المعهود عنه اشتراك ثلاثة أفراد فى العمل الفنى الواحد، فالأول يقوم برسم التصميم على لوح خشب، والثانى يقوم بتكسير لوح السيراميك، والثالث يقوم بلصق قطع السيراميك على التصميم، لكنها استطاعت إنجازه بمفردها رغم عدم تخصصها الدراسى فى مجال الفنون، بالإضافة إلى عدم حصولها على أى دورات تدريبية فى الرسم وأنواع المختلفة. من الحقوق للفنون إيفوديا أيمن.. لم يُصبها اليأس لقلة مجموعها بعدم استطاعتها الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، حُلمها منذ الصغر، وهى الآن فى عامها الثالث بكلية الحقوق جامعة حلوان، وفى عامها الجامعى الأول سمعت عن مركز الفنون التشكيلية داخل الجامعة، والذى لا يشترط على من يلتحق به أن يكون طالبًا منتسبًا لإحدى الكليات الفنية، فلم تتردد إيفوديا وقدمت على الفور لهذا المركز، «إنت شغلك حلو جدا وهوايتك وروحك ظاهرين فى اللوحة وهتشتركى بيها فى المعرض الجاى»، كانت البداية بالفعل شاركت الفتاة الموهوبة فى المعرض بإحدى رسوماتها التى كانت صمّمتها فى منزلها وهى عبارة عن ريشة ملونة، «صحيح ماخدتش مركز لكن الناس والمتخصصون فى المجال عرفونى». مركز فنون جامعة حلوان تقول إيفوديا: «بقالى 3 سنين فى المركز من يوم ما دخلت الجامعة، وأنجزت تانى عمل ليَّ وهو النحت بالخشب، وحصلت على مركز تشجيعى فيه، وده كان أول تجربة لىَّ فى النحت، واشتركت بنفس العمل فى معرض بانوراما 6 أكتوبر، وده كان معرض اشتركت فيه كل الجامعات المصرية، وأخذت نظير اشتراكى مبلغًا ماليًا». تحب إيفوديا أن تستغل وقت الفراغ بين المحاضرات، فى مركز الفنون التشكيلية للاستمتاع بموهبتها التى تجدها المتنفس الوحيد لها وسط ضغوط الحياة، والذى وجدته فرصة مناسبة للتعلُّم تحت إشراف المختصين من أساتذة الفنون الجميلة والتربية الفنية، مع توفير الخامات المستخدمة فى الأعمال الفنية، إلى جانب أن الالتحاق بالمركز من دون مقابل مادى، إلى أن أصبحت إيفوديا واحدة ضمن العشرة فنانين المتخصصين بالمركز. بالموسيقى والهدوء «باحتاج مكان هادئ وموسيقى بحب أسمعها، محدش يطلب منى أى حاجة أو يكلمنى فى أى موضوع فى الوقت ده لأنى بكون دخلت فى عالم تانى ومش عايزة أى حاجة تفصلنى عشان أقدر أركز وأكمل اللوحة، وممكن أخلصها فى نفس اليوم.. وأكتر حاجة بتحسسنى بمتعة لما تكون أيدى كلها مبهدلة بالألوان وكل الخامات مفروشة حواليا».. هكذا وصفت إيفوديا الجو الذى يساعدها على الاندماج والإبداع والعيش وإنتاج أفضل ما لديها. لافتة إلى أنها لا تحب أن تؤثر مشاعرها الشخصية سواء كانت حزنًا أو فرحًا على أى عمل تقوم به، «بحاول أفصل قدر الإمكان بين حياتى الشخصية ومشاعرى وبين رسوماتى»، وأضافت أنها لا تحب الفشل واليأس، ففى أى وقت تشعر فيه أن اللوحة التى قامت برسمها بعد أن انتهت منها ليست كما تخيلتها منذ البداية، تقوم برسم نفس اللوحة مرة أخرى، فتجد فى ذلك قمة المتعة والنجاح. «ارتستو» لإعادة تدوير الملابس «عجبنى جاكيت كان عليه رسمة أسد وكنت عايزة أشتريه لكن كان ثمنه غاليًا جدا، فقلت ليه أنا ماعملش الجاكيت ده بنفسي!»، هكذا كانت بداية انطلاقة صفحة «Artsto» التى أنشأتها إيفوديا على الفيس بوك منذ ثلاثة أشهر والتى تبيع من خلالها الملابس المرسوم عليها شخصيات الكرتون والورود حسب الطلب، ففى البداية اختارت أحد ملابسها وقامت برسم شخصية كرتونية عليه بألوان الجواش التى كانت بمنزلها، وارتدته وذهبت به إلى الجامعة، فأعجب به الكثير من زملائها وبدأ البعض يطلب منها رسم بعض الرسومات على ملابسهم، فتأخذ إيفوديا «بنطلون أو جاكيت أو تيشرت» من الزبون، مع الرسمة التى يطلبها، وتتفق معه على المدة التى سيتم فيها تنفيذ التصميم وتحصل نظير ذلك على مقابل مادى متفق عليه يتحدد على أساس عدد الألوان التى تتضمنها الرسمة المطلوبة، فأنشأت الصفحة على الفيس بوك وبدأت بعرض ملابسها الشخصية هى وأخواتها عليها وبدأت الطلبات تزيد، ولكن قامت بالرسم من خلال ألوان كلاريك، وهى الألوان المستخدمة للرسم على القماش والتى لا تتأثر بغسل الملابس، لكن مع الحذر بغسلها بالماء البارد وليس الساخن. عرفت إيفوديا من خلال صفحتها ومشروعها البسيط الذى جعل صاحبة حضانة تتواصل معها وتطلب منها رسومات معينة لتشيرتات أطفال الحضانة، بجانب طلب أحد عملاء إيفوديا الرسم على الهدايا والأحذية والحقائب، وتفكر فى خطوة جديدة بمشروعها وهو رسم الأشخاص على الملابس وستبدأ برسم نفسها على أحد ملابسها وعرضها على الصفحة ربما يعجب بها آخرون وتكون مرحلة جديدة بمشروعها. قناة ومحل لعرض الملابس «ناوية أدخل كلية فنون جميلة بعد ما أخلص دراستى فى حقوق، لكن حابة تكون بفلوسى الشخصية ومن شغلى، وده هيحسسنى بقيمتى أكتر، زى المتعة اللى بحس بيها وأنا بشترى الخامات المستخدمة فى لوحاتى وشغلى من مصروفى بجانب مساعدة أهلى ليَّ وتشجيعهم»، وتضيف إيفوديا ضمن طموحاتها أن يكون لها قناة على اليوتيوب تعرض من خلالها فيديوهات الرسم ليتعلم منها الآخرون ممن يحبون الرسم، بالإضافة لعرض الخامات المستخدمة وأنواع الألوان المختلفة، إلى جانب رغبتها فى امتلاك مكان خاص بها تعرض فيه أعمالها الخاصة بالرسم على الممتلكات الشخصية.