لم يجد مصطفى محمد، صاحب ال22 عامًا، بابا يدخل منه إلى حلمه سوى عمله ب«النقاشة»؛ فمنذ كان طفلا صغيرا وهو يعشق الرسم الذى سيطر عليه؛ لدرجة أنه كان لا يترك شيئا إلا ورسم عليه (كتب، جدران، وحتى جسده): «كنت بارسم على أى شىء». لم يكترث مصطفى بالتعليم منذ صغره من شدة حبه للرسم: «كنت باحس التعليم شىء بعيد عن الرسم والألوان فمحبتوش».
فى السادسة عشرة من عمره، شاهد مصطفى صديقه النقاش كيف يستخدم الألوان فى عمله؛ فطلب العمل معه، وكانت هذه هى أولى خطواته لتحقيق حلمه: «وقتها عرفت إزاى استعمل الألوان، وبدأت أرسم على الجدران، ودى كانت أول حاجة ساعدتنى أطور موهبتى وأظهرها، وطبعا الموهبة لوحدها مكنتش كفاية؛ فبدأت أخد كورسات فى خامات مختلفة».
برع مصطفى فى رسم اللوحات الكلاسيكية على الحوائط بتقنية ال«3d»، واستخدم فى رسمها العديد من الخامات مثل ألوان الزيت والأكريليك، وخصوصا ألوان القورة التى عادة لا تستخدم فى رسم اللوحات الكلاسيكية، ويستغرق عملها من يوم إلى 5 أيام حسب المساحة وتفاصيل اللوحة: «فن الجداريات ممتع أكتر لأنه بيكون على مساحات كبيرة وأنا باخد حريتى أكتر فيه وهو الحاجة الوحيدة اللى بافرغ فيها طاقتى».
حاول مصطفى المزج بين موهبته ومهنته، حيث إنه جعل «النقاشة» نوعا من الفنون وليست مجرد حرفة: «الناس بتطلب رسم الجداريات وبقى شىء أساسى فى ديكور أى مكان، وده حاجة جديدة لأن الرسم على الحوائط أقيم وبيعيش كتير، وبانفذ أى رسمة مطلوبة، غير ورق الحائط مش بيلاقى الرسمة اللى عاوزها».
تكونت لدى مصطفى الخبرة والكفاءة التى تؤهله للعمل كرسام محترف: «شاركت فى معرض جيهان فوزى اللى بيهتم بالفنانين غير الأكاديميين، وتم اختيارى من ضمن 50 فنانا مميزا على مستوى الجمهورية.. دلوقتى باعمل كورسات فى رسم الجداريات والتصوير الزيتى بالقاهرة وبنى سويف».