كل فرد له مخاوفه الخاصة والعامة، تكبر أحيانًا، تقل أحيانًا، تختفى أحيانًا أو تبقى كامنة فى العقل الباطن.. تظهر فى أحلامنا فى صور أضغاث أحلام. قرأت فى علم النفس أن الخوف شعور طبيعى يقوم بدور حيوى فى حياة الإنسان عندما يعرف مصادره وأسبابه يتحرك ليفعل شيئًا، أفهم أننى أخاف من الوحدة التى أصابتنى بعد وفاة أعز الناس. سألت الطبيب صديقى هل يمكنه أن يعطينى دواء ضد الخوف؟ ابتسم وكتب اسم دواء للخائف وهو يعرف إنه مسكّن وقتى.. ونصحنى بمواجهة مخاوفي.. قرأت فى نشرة الدواء أنه يفيد فى حالات الخوف والتوتر.. احترت هل أنا متوترة لأنى خائفة.. أم خائفة لأنى متوترة؟! يقول البعض إنهم إذا خافوا غضبوا، فقائد السيارة إذا انحرفت سيارة أخرى وكادت تصدمه يدفعه الخوف إلى الغضب من السائق الآخر ويسبه هكذا يندفع الغضب تعبيرًا عن الخوف فى مواقف كثيرة. يقول علم النفس إن الخوف شعور طبيعى يقوم بدور حيوى فى حياة الإنسان عندما يعرف مصدره وأسبابه يتحرك ليفعل شيئًا.. لكن معظم مخاوفنا الآن بلا مصادر وربما بلا أسباب واضحة.. نفتقد الأمان.. نخاف من المجهول.. حياتنا لا تخلو من المصائب. نحسد الإنسان البدائى فمخاوفه معروفة له يخاف الحيوانات المفترسة يخاف الأقوى، يهرب أو يهاجم، نحن فى المدينة لا نعرف من أى شيء نهرب لأن مخاوفنا غامضة.. الخوف من الوحدة يدفعنا إلى الصداقة والحب والزواج.. الخوف من المرض يجعلنا نهتم بصحتنا بأجسادنا. الخوف من الأعداء يجعل الدول تتسابق فى تسليح جيوشها واختراع الأسلحة الحديثة.. حتى اختراعات اللهو والتسلية كان مصدرها الخوف، فهذه الأشياء تزيل الخوف، أو تجنب الشعور من الوحدة. «يا طبيب هل يمكنك أن تعطنى دواء ضد الخوف؟!».. ويبتسم الطبيب وهو يكتب اسم دواء للخائف لمواجهة مخاوفه.. وربما يحتار المريض بالخوف.. من أى شيء سيواجه؟! ويقرأ فى النشرة الطبية.. يفيد فى حالات الخوف والتوتر.. ويحتار المريض.. هل هو متوتر لأنه خائف؟ أم خائف لأنه متوتر! ويبتلع الحبة وهو يقول لنفسه سأتغلب على مخاوفي.. كأنه فى الصباح التالى سينتصر عى هذا الوحش غير المرئي! يمكن لهذا المريض أن يتغلب على مخاوفه من دون دواء.. ليسترجع مخاوفه من الماضى ليتذكر كيف تغلب عليها.. ليتذكر حالته النفسية السيئة أثناء تلك الفترة.. لا أحد يحب أن يرى نفسه فى حالة سيئة مرة أخرى.. من تذكرّه يرفض نفسه فى هذه الحالة.. ربما يمتلئ بشجاعة.. فترديد كلمة الخوف تجعل الفرد يخاف أكثر. إذا حاول كل فرد أن يعرف نفسه أكثر فى مواجهة معها بحقائق كان لا يصدقها أو يفهمها يستطيع أن يعرف هذه المخاوف الغامضة التى تقلقه وتهدد أمنه ليعرف أفكاره واحتياجاته مهما كانت.. ويتقبل كل ما يكتشفه فى نفسه.. من محاسن أو مساوئ.. عندما يدرك حقيقة نفسه وما بداخلها يستطيع أن يخفف من خوفه ويعيش أكثر أمانًا مع نفسه.