يستغل سماسرة العقارات الطلاب الجدد ويضاعفون لهم قيمة إيجارات الشقق السكنية المفروشة، ويزداد هذا الاستغلال فى المدن التى تزداد فيها المنشآت التعليمية ومنها مدينة الشروق.فى السطور الآتية حكايات لبعض من كانوا صيدًا ثمينًا لهؤلاء السماسرة، ونصائحهم للطلاب الجدد. مصطفى حمادة «طالب» فى الفرقة الثالثة فى كلية «حاسبات ومعلومات» بأكاديمية الشروق، يحكى: إنه عندما كان فى السنة الأولى ذهب إلى مدينة الشروق لتقديم أوراقه فى الأكاديمية، وخلال رحلة بحثه عن وحدة سكنية لتأجيرها بالمشاركة مع ثلاثة من أصدقائه، عثروا على شقة مناسبة، ودفعوا قيمة إيجار شهر للسمسار. وبعد انتهاء العام الدراسى الأول، كانوا قد تعارفوا على زملاء لهم أكبر منهم سنًا وأدركوا أنهم كغيرهم من الطلاب الجدد، يكونون بمثابة صيدًا ثمينًا بالنسبة لسماسرة العقارات، واكتشفوا أن أصدقاءهم القدامى كانوا يستأجرون نفس الوحدة السكنية بسعرأقل من سعر إيجارهم لها بمبلغ 400 جنيه،لافتًا إلى أنهم تجنبوا التعامل مع السماسرة بعد ذلك. وقال إن الخبرة التى اكتسبها من أصدقائه لم تدم طويلاً، فسرعان ما ارتفعت أسعار الوحدات السكنية المفروشة خلال السنوات الثلاث من 1400إلى 3000 جنيه فى العام الدراسى، بسبب موافقة الطلاب الجدد على مثل هذه الأسعار دون سابق معرفة بالأسعار الحقيقية، كما أدت زيادة عدد الطلاب فى المدينة إلى تثبيت هذه الأسعار على جميع الطلبة، حتى وصلت أسعارالإيجارات لأرقام فلكية. طالب وسمسار معًا محمد على «طالب بالفرقة الرابعة فى كلية الهندسة قسم مدنى بأكاديمية الشروق»، قال إنه أقام فى عامه الدراسى الأول فى إحدى الشقق التى حصل عليها بعد عناء، ثم انتقل للسكن مع أصدقاء قدامى له كانوا يبحثون عن شخص إضافى للسكن معهم وفوجئ بوجود شرط زيادة 10 % سنويًا من ثمن إيجار الوحدة، لكونهم قاموا بإيجار الوحدة لمدة ثلاث سنوات واكتشفوا أن صاحب هذه الوحدة هو عم أحد الأفراد المقيمين معهم، والذى يقوم بدوره كسمسار، وكان يرفض أى تجديدات فى الشقة رغم استمرار مكوثهم معه بعد تعرض الوحدة السكنية للسرقة فى إحدى المرات. حتى جاء موعد انتهاء الفترة الزمنية المقررة فى العقد فاعتقد أنه سوف يقوم بمد فترة العقد، وبنفس الزيادة المقررة، إلى أن فوجئ بقرار صديقهم، صاحب الشقة بطلب زيادة قيمة الوحدة السكنية ب«مبلغ يزيد على 10 % الزيادة مع رفضه لأى من التجديدات فى الوحدة قائلا «أنا اصرف ليه وأجدد فى الشقة ما أى حد من طلاب سنة أولى هيجى هياخدها زى ماهي ب«2500 أو 3000 آلاف» وعندما حاولوا معه تخفيض سعر إيجار الوحدة السكنية بحجة مكوثهم معه ثلاث سنوات ماضية كان رده قائلا «هى دى أسعار الشقق برا، والعشرة ملهاش دعوة بأكل العيش»، وكانت صدمة بالنسبة للمجموعة. «أنا أسلم مفاتيح الشقق بتاعتى للسمسار علشان يأجرها لأني مش موجود فى الشروق»، بهذه العبارة بدأ محمد السيد مالك لأربع وحدات سكنية فى مدينة الشروق حديثه قائلا أنه يضطر لذلك بسبب عدم تفرغه هو ووالده، وفى المقابل يقوم بدفع شهر للسماسرة من جيبه، وقد لاحظ «محمد» أن أسعار الإيجارات ارتفعت فى العامين الماضيين كثيرا، فقد ارتفع معدل الإيجار فى الشقق غير المفروشة من 600 جنيه إلى 1200جنيه شهريًا، وبالنسبة للوحدات المفروشة يصل إيجارها إلى 3000 جنيه حسب طريقة «فرشها». أضاف أنه عندما قام بالتحدث مع السمسار المسئول عن تأجير وحداته وسؤاله عن سبب ارتفاع سعر إيجار الوحدات فى السنوات الأخيرة أجابه أن السبب هو أن السماسرة عندما يعرضون الوحدات بسعر أعلى من ثمنها يجدون قبولًا من الطلاب الجدد، بالإضافة إلى اتفاق بعض الشركات الهندسية المسئولة عن بعض المواقع الإنشائية فى المدن الجديدة على تخصيص عدد من الوحدات لتأجيرها للعمال والمهندسين العاملين بها بأسعار مرتفعة.