شُرفات مفتوحة على نيل القاهرة، وصل ووصال، تمشية وفسحة، يفضلها العشاق وقت الغروب، وتجمع الشلة والأصدقاء فى الأمسيات الصيفية، وتفتح أبواب الرزق أمام بائعى المسليات والمشروبات والزهور، وتستقبل العائلات فى جلسات خاصة، وتحمل الكثير من الذكريات للمارة، الذين يتوقفون كثيرًا للنظر فى موجات النهر الخالد، التى تقلب معها شريط ذكرياتهم على الكوبرى. كان الفراعنة يضعون ألواحًا من الخشب فوق مراكب متراصة بين ضفتى النهر، لينتقل الناس بين الضفتين، وفى العصور الإسلامية ظهرت القناطر لربط أحياء القاهرة ببعضها، وبجزيرة الروضة والجيزة، وفى العصر المملوكى أنشأ الظاهر بيبرس جسرًا مؤقتًا من الخشب يربط بين القاهرة والجيزة، مرورًا بجزيرة الروضة، ومع القرن ال19 بدأ ظهور الكبارى المعدنية فوق نيل القاهرة، واهب الحياة والنابض بها.
كوبرى أبو السباع «قصر النيل» «قصر النيل» أول كوبرى معدنى من «الحديد» أنشأه الخديوى إسماعيل ضمن استعدادات افتتاح قناة السويس، وافتُتح فى 10 فبراير 1871 ليربط بين القاهرة وجزيرة الزمالك التى بنى الخديو عليها قصره «الجزيرة» وهو فندق ماريوت حاليًا وكان سببًا فى تسمية الكوبرى بقصر النيل، وكما يقول أستاذ العمارة بجامعة القاهرة، سيد التونى، فُرضت رسوم لعبور الكوبرى حسب نوع المار بالجسر، فالرجال والنساء (ربع قرش) والأطفال معفيون، والعربات الملأى بالبضائع (قرشان) والفارغة قرش. وبعد مرور خمسين عامًا، أزيل الكوبرى لعيوب فنية، وأعيد إنشاؤه فى المكان نفسه في فبراير 1931، فى عهد الملك فؤاد الذى خلد ذكرى والده بأن سمى الكوبري باسم «الخديوى إسماعيل» كما توضح اللوحة التأسيسية للافتتاح، واهتم بتجميله فأقام عند كل مدخل من مدخليه منارتين من حجر الجرانيت، يعلوهما مصباحان وأمام كل منها واحد من الأسود الأربعة البرونزية، التى أحضرها الخديو من فرنسا، وكانت موجودة على مدخلى الكوبرى القديم، ولهذا سمى الكوبرى بأبو السباع، وشهد الكوبرى حادث مقتل أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى فى حادث سيارة ٍ، وعاد الاسم القديم «قصرالنيل» للكوبرى بعد 1952. كوبرى الجلاء أنشئ عام 1911 بعد سنوات قليلة من إنشاء كوبرى قصر النيل، ويصل الجزيرة بمنطقة الدقى والجيزة، ليصل كوبرى قصر النيل والجلاء معا بين القاهرة والجيزة. ويرى أساتذة العمارة أن كوبرى الجلاء الذى شيَّده الإنجليز هو أجمل كبارى نيل القاهرة من حيث أسلوب البناء والأعمدة والأسوار والشكل، وكان حتى الخمسينيات يفتح على صينية دائرية لعبور المراكب وكان الناس يسمونه باسم كوبرى بديعة مصابنى، لقربه من كازينو بديعة الذى كان يقع فى مكان فندق شيراتون القاهرة حاليا.. كوبرى عباس شُيّد عام 1908 وسُمىّ باسم منشئه الخديوى عباس حلمى الثانى، ثم أغلق فى نهاية الخمسينيات وأعيد بناؤه مرة أخرى وافتتاحه فى السبعينيات، اشتهر بمرور مظاهرات طلبة جامعة القاهرة والمدارس فوقه للمطالبة بجلاء الإنجليز والاستقلال، وفتحت القوات البريطانية النار على المتظاهرين وقتلت بعضهم، وقامت بفتح الكوبرى ليقع الكثير منهم فى نهر النيل، مما كان سببًا فى إقالة وزارة النقراشى باشا فى فبراير1946. كوبرى إمبابة هو ثانى أقدم كوبرى فى مصر بعد كوبرى قصر النيل، نفذه المهندس الفرنسى دافيد ترامبلى وهو مصنوع من الحديد وافتتحه الخديو عباس فى 1892، لكن هذا الكوبرى ما لبث أن احتاج إلى تعديل فتم تفكيكه ونقل جزء منه إلى دمياط ليكون أساسا لكوبرى جديد بها يربط بين شرق وغرب النيل وهو المعروف بكوبرى دمياط. أما كوبري إمبابة الموجود الآن، فقد بدأ العمل فى بنائه عام 1913، بينما افتتح عام 1925 لمرور السكك الحديدية المتجهة من القاهرة إلى الوجه القبلى عليه، وهو من الكبارى الثابتة، ويتألف من طابقين، أحدهما للنقل البطيء والمشاه والآخر للسيارات ولخط السكك الحديدية من القاهرة إلى الصعيد، ويعتبر كوبرى إمبابة من الكبارى المعدنية ذات القيمة الفنية والجمالية القائمة على نهر النيل، لذلك فهو يجذب أنظار الفنانين ومخرجى السينما لتصوير الأعمال الفنية والسينمائية عليه. كوبرى 6 أكتوبر صممه المهندسان أحمد محرم ومشيل باخوم، وسمى بكوبرى رمسيس، ليتغير اسمه بعد حرب 73، إلى كوبرى 6أكتوبر ويصبح أطول كوبرى فى مصر، حيث يبلغ طوله 20 كيلو مترًا وهو عمل إنشائى ضخم استُخدمت فيه الخرسانة والمعادن والخرسانة سابقة التجهيز والكابلات الحاملة للجزء المعلق منه فى منطقة غمرة. الجامعة يعد كوبرى الجامعة من أشهر كبارى نهر النيل، التى تربط القاهرة بالجيزة، فهو يسهل انتقال طلبة جامعة القاهرة من الجامعة وإليها، ومكانًا لتجمُّع العائلات للاستمتاع بنسمات وهواء النيل خاصة فى الصيف، وتم افتتاحه فى فبراير عام 1957 ويبلغ طوله 800 متر وأشرف على تنفيذه المهندسان المصريان، عبدالحميد الجبالى وأحمد عبدالعزيز، ونفذت مشروع الكوبرى شركتان ألمانيتان بتكلفة بلغت حوالى مليون. كوبرى «تحيا مصر» الملجم كوبرى تحيا مصر الملجّم أو«المعلّق» المار على نهر النيل من منطقة المظلات بشبرا، هو أول كوبرى مصرى يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأعرض كوبرى معلّق فى العالم، فيبلغ عرضه3، 67متر واستخدم فى إنشائه 180 كابلا لتعليق الكوبري، بأطوال بلغت 160 مترا للكابل، هذه الكابلات محمولة على ستة أبراج، ثلاثة فى كل ناحية وتم تشييد 80 خازوقا تحت كل برج بأطوال تصل إلى 55 مترًا تحت نهر النيل، إلى جانب تنفيذ القاعدة تحت كل برج والتى احتوت على 9500 متر مكعب من الخرسانة المسلحة وحديد التسليح كما أوضح أستاذ الهندسة الإنشائية بجامعة عين شمس الدكتور فتحى سعد وهو استشارى شركة المقاولون العرب المنفذة للمشروع، وعلى جانبيه وبعرض 4 أمتار، ممشى زجاجى للمواطنين ومتنفس للأسر المصرية، للاستمتاع بالسير عليه والتصوير عنده مع جذب أعداد من السائحين لمشاهدته، وهو أول كوبرى ملجم يتم تنفيذه بأيادٍ مصرية خالصة، وبإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. كوبرى تحيا مصر الملجم، هوجزء من كوبرى محور روض الفرج الذى بدأ العمل فى تنفيذه عام 2016 وافتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 15 مايو 2019 حيث لم يتوقف العمل يومًا واحدًا طوال تلك الفترة، ووضع تصميم المحور مكتب الاستشارى الهندسى، محرم باخوم، ويمر المحور بشبرا المظلات ويعبر نهر النيل مرورًا بجزيرة الوراق وبشتيل والمنصورية ليختصر المسافة لمن يستخدمه إلى مناطق الشيخ زايد و6 أكتوبر وطريق الإسكندرية الصحراوى إلى 20 دقيقة فقط.