«قصر النيل» ضحية أكبر عملية سرقة منذ إنشائه.. وبولاق أبو العلا تحول إلى خردة خبير أمني: عمليات السرقة بدأت بعد الثورة وعدد الكباري يجعل التأمين مستحيلاً على الرغم من انتشار ظاهرة سرقة أجزاء أثرية أكثر من مرة من كوبري قصر النيل، إلا أن الاهمال مازال مستمرا، بسبب غياب الرقابة وكذا ضعف التواجد الأمني، وقيمة القطع الأثرية بالنسبة للصوص، وبحسب مصدر أمني فإنه من الصعب وضع عناصر أمن لتأمين الكباري بسبب عددها الكبير، وهو مايساهم في سرقتها. وفي شهر أغسطس 2016 فوجئت مديرية الطرق والكبارى بالقاهرة والآثار باختفاء ثلاثة أعمدة أثرية نادرة من كوبرى قصر النيل منذ شهور من أصل ١١٠ أعمدة أثرية يرجع تاريخها لعهد الخديوي إسماعيل وفوجئوا بأعمال تخريبية فى أرضية الكوبري والجسم الحديدي وسرقة الجسم الزجاجي الخاص بأعمدة الإنارة الأثرية من منتصف كوبري قصر النيل العتيق. وكشفت المعاينة الميدانية وفريق عمل يضم الطرق والكباري والآثار والتنسيق الحضارى أن واقعة السرقة تمت باستخدام «منشاراً» وقطع أكثر من أربعة أمتار من العمود الواحد. وأكدت محافظة القاهرة أنه تم الاستعانة بأحد مكاتب الاستشارية والمقاولات لصب ثلاثة أعمدة أخرى بديلا عن المسروقة تحت إشراف الآثار ومحافظة القاهرة وتم الانتهاء من تركيبهم للحفاظ على الشكل الجمالي والآثرى للكوبري. أكبر سرقة للكباري الأثرية عام 2013 حدثت أكبر سرقة في تاريخ الكباري الأثرية في مصر، وبعد تعرض كوبري قصر النيل لسرقة 3 أعمدة أثرية، حيث فوجئ المسئولون بإدارة الطرق والكبارى بمحافظة القاهرة، أثناء معاينتهم للكوبرى وحجرة المحركات والتروس الخاصة بفتح وغلق الكوبرى بسرقة المحركين الكهربائيين وتقطيع الأجزاء النحاسية بآلات حديدية حادة. كما تمت سرقة تروس أثرية وعمود الجزرة بصندوق التروس وسرقة جميع الكابلات الكهربائية النحاسية وسرقة الملفات النحاسية من ثلاث ترانسات كهربائية فى حجرة مستقلة وإشعال النيران بعد سرقتها وسرقة أربعة أبواب صاج حديد لأربعة مهابط من أرصفة الكوبرى. فيما كشف وقتها المهندس عادل البرلسى، مدير عام الطرق والكبارى بمحافظة القاهرة، أن أحد مستشارى رئيس الجمهورية، اتصل بمحافظ القاهرة للاستفسار عن سرقة المعدات والمحركات والتروس الأثرية، التى سرقت من كوبرى قصرالنيل "أقدم الكبارى الأثرية على مجرى النيل"، وطلب تقريرا وافيا عن الواقعة. الأمن لايستطيع تأمين الكباري من جانبه قال الخبير الأمني اللواء محمد منصور، إن عملية تأمين الكباري أمر صعب على وزارة الداخلية بسبب انشغالها بالأوضاع الحالية في البلاد، وكذا مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن الكباري في مصر أعدادها كبيرة مايعد عاملا أخر يزيد من صعوبة التامين، مشيرا إلى أن عمليات السرقة ظهرت بكثرة بعد ثورة 25 يناير بسبب حالة الإنفلات الأمني بعد الثورة، وأنها مستمرة حتى الآن. تاريخ الكباري الأثرية في مصر عرفت مصر الكباري على أيدي الفرنسيين والإنجليز، حيث بدأ بناؤها في مصر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكانت تسمى بأسماء الملوك والأمراء ولكن عقب ثورة 52 تم تغيير أسماء هذه الكباري ولعل من أهم الكباري الأثرية كوبرى قصر النيل، الذي تم إنشاؤه في عهد الخديوي إسماعيل في 1869 ويربط بين محافظتي القاهرة والجيزة: سمي بذلك الاسم لقربه من قصر بناه محمد علي باشا لابنته زينب وتكلف بناء الكوبري آنذاك 113 ألفا و850 جنيها واستغرق بناؤه عاما ونصف بطول 406 أمتار وعرض 10.5 أمتار ونفذته شركة فرنسية وبالرغم من تعرضه لسرقة بعض التروس به 4 مرات إلا أن الكوبري ما زال يعمل بكامل طاقته وعلى بعد أمتار قليلة نجد كوبري الجلاء الذي يربط بين القاهرة والجيزة. كوبري عباس يربط بين القاهرة والجيزة، أنشئ عام 1908 ويحمل اسم الخديو عباس حلمي الثاني وبالرغم من تغيير اسم الكوبري عقب ثورة يوليو إلا أنه ما زال يتردد على مسامع المواطنين بكوبري عباس ويبلغ طول الكوبري 535 مترا بعرض 20 مترا وكان الكوبري شاهدا على أشهر تظاهرات الحركات الطلابية وحدث بعض التغييرات الفنية للكوبري فبعد أن كان يتم افتتاحه على شكل صينية تم إلغاء هذا النظام واستبداله بانحناء حتى يتسنى للمراكب المرور. كوبري مسطرد يربط بين القاهرة والقليوبية وتم بناؤه في عهد الاحتلال الإنجليزي ويمر بترعة الإسماعيلية ويصل الجزء المعدني به إلى 336 طنا واستغرق بناؤه 31 شهرا أيضا كوبرى الجامعة الذي يربط بين القصر العيني وجامعة القاهرة بين محافظتي القاهرة والجيزة ويصل طول هذا الكوبري إلى 450 مترا تم بناؤه في الأربعينيات ويعد من أهم الكباري المهمة التي تربط القاهرة بالجيزة. كوبري إمبابة يربط القاهرة بالجيزة من روض الفرج وحتى إمبابة ويشمل هذا الكوبري حارات لمرور السيارات وممرات للمشاة وتم إنشاء الكوبري في عام 1892 في عهد الخديو عباس حلمي الثاني وبلغ طوله 495 مترا ونفذه المهندس الاستشاري دافيد ترامبلي، الذي أبدع برج إيفل بباريس. كوبرى بولاق أبو العلا يربط بين حى الزمالك الراقي وحي بولاق أبو العلا وأنشئ أيضا في عهد الخديو عباس حلمي عام 1908 وتم افتتاحه عام 1912 وتم تنفيذه بواسطة شركة فرنسية وبعد 80 عاما من افتتاحه تم تفكيكه ليتحول إلى بقايا حديد أسفل كوبري الساحل.