رغم أن وزارة التربية والتعليم، وضعت عددًا من البرامج والمبادرات لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة والأطفال أصحاب متلازمة داون، ضمن خطط تطوير التعليم قبل الجامعى، فمازال هناك مشاكل كثيرة يواجهها الطلاب وأولياء أمورهم عند دمجهم فى المدارس، خاصة فى طرق الامتحانات وتدريس المناهج. مؤخرا، نظمت الوزارة أول ملتقى عربى لمدارس ذوى الاحتياجات الخاصة والدمج للطلاب ذوى الإعاقات البسيطة فى المدارس الرسمية،، وبحسب إحصاءات الوزارة بلغ عدد الطلاب المدمجين(59.391) طالبًا فى (12.687) مدرسة. «صباح الخير» ترصد فى السطور التالية آراء عدد من أولياء الأمور فى فى تجربة الدمج فى المدارس، خلال مشاركتهم فى ملتقى أولادنا الدولى لفنون ذوى القدرات الخاصة، الذى عقد مؤخرًا بالقاهرة. المهندسة سناء منير والدة طالبة «داون» وصلت للجامعة، قالت إن الوزارة تسعى إلى تغيير نظرة المجتمع إلى أبنائنا من ذوى الاحتياجات الخاصة؛ وتريد أن تراعى التحديات والصعوبات التى واجهت أولياء الأمور فى إلحاق أولادهم من ذوى الاحتياجات الخاصة بالمدارس من قبل. المشكلات التى تواجه ابنتها الطالبة بجامعة حلوان وباقى زملائها من أصحاب متلازمة داون، تمثلت فى عدم اعتراف بعض الأساتذة بهم، وعدم مراعاتهم فى الامتحانات، ورغم قرار رئيس الجامعة بضرورة مراعاة ظروفهم وإعفائهم من امتحان «مقالى»، إلا أن الأساتذة بالكليات يصرون على وجود سؤال مقالى لتعجيزهم». أم وحيد: كتب واحدة وامتحان مختلف..كيف! «وحيد» طالب بالصف الأول الإعدادى فى مدرسة بإمبابة من أصحاب متلازمة داون، تقول والدته عن مشوار كفاحها مع ابنها: «يجب أن يكون هناك من بداية الطريق دمج للطلبة من ذوى الاحتياجات الخاصة فى المدارس مع الطلبة العاديين، وتحقيق التكامل الاجتماعى والدراسى للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة مع باقى الأطفال فى الصفوف الدراسية العادية، ولو لمدة زمنية معينة من اليوم الدراسى». تكمل:ال وزارة أتاحت هذا الدمج فى جميع المدارس، ولكن لم يتم تطبيقه بالشكل الكامل، هناك مدارس معينة فى القاهرة والجيزة وإمبابة وبولاق الدكرور فى الفترة الحالية تقبل ذوى الاحتياجات الخاصة، إلى جانب مدارس التربية الفكرية، ويعتمد الدمج على نسبة الذكاء التى تتراوح ما بين 65 و70 ، لكن الأقل من هذه النسبة، لا يسمح لهم بالالتحاق بالمدارس، ويتم تحويلهم إلى مدارس تربية فكرية». تابعت أم وحيد: ابنى يذهب يومًا أو يومين إلى المدرسة، ولكن دون تعليم، مع عدم وجود متخصصين لهذه الفئة من الطلاب، والكتب كلها واحدة لكل الطلبة ولكن امتحانات الطلبة من ذوى الإعاقة يكون مخففا لهم. هبة جاد: «المعلم المساعد» على حساب ولى الأمر هبة جاد مدرسة لغة اإنجليزية، قالت إن هناك مشكلات وتحديات فى الدمج تواجهها مع ابنتها من ذوى الاحتياجات الخاصة، الطالبة بالصف الرابع الابتدائى بإحدى مدارس اللغات الخاصة، فإلى جانب رفض بعض المدارس استقبالهم ورفضهم فكرة الدمج، فإن الامتحانات الدراسية تفوق مستواهم العقلى والفكرى. أولياء الأمور طالبوا بحل هذه المشاكل التى تواجه أولادهم فى اجتماعات كثيرة، لكن دون جدوى، والمدارس الحكومية لا تطبق الدمج بالشكل الصحيح، وحاولت كثيرًا إعفاء ابنتى من اللغة الثانية دون جدوى، وبعض المدارس تجبر أولياء الأمور على توفير «شادو» أى مدرس الدعم الذى يحضر مع طالب الدمج خلال اليوم الدراسى وتعد تكلفته كبيرة جدا، وتعمل بعض المدارس على توفيره، ولكن تلزم ولى الأمر بدفع المقابل المادى له. «مروة عمر» المدارس لا تعرف إن: «مش كل الداون ذى بعضه» الدكتورة مروة عمر أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة وإدارة الأعمال جامعة حلوان والدة طالبة فى الصف الخامس الابتدائى من أصحاب «متلازمة داون» تقول إن الأمر يعتمد على الأهل سواء كوعى أو كتمويل ومتابعة الاحتياجات الخاصة للطفل، والدمج يبدأ من الحضانة حتى يستطيع الطفل التعامل مع مشكلاته وابنتى بدأت معها من عمر عامين، بالدمج فى الحضانة ثم أكملت الدمج فى المدارس من سن خمس سنوات، «بعد تأهيل وعمل كبير من تنمية مهارات وعلاج طبيعى وتخاطب». أشارت إلى وجود عدة مشاكل تواجه الطلبة فى الدمج وأولياء أمورهم أيضا، منها مساواة الحالات كلها ببعضها نتيجة الاعتماد فقط على تقييم اختبارات الذكاء (IQ)، بما لا يسمح بمواجهة بعض المشاكل الفردية التى يواجهها الطلبة نتيجة اختلاف قدرات الأطفال وحالاتهم المرضية. إلى جانب عدم وجود كوادر من المدرسين القادرين على التعامل مع حالات الدمج، وفهم طبيعة اختلاف كل حالة، ومراعاة سيكولوجية الأطفال بما يتناسب مع قدراتهم، ومتابعتهم داخل الفصول وتقديم المساعدات اللازمة لهم. كما لاتوجد غرف للمصادر داخل غالبية المدارس التى تقبل حالات الدمج وبالتالى لا يتاح للطالب فهم بعض المقررات، إلى جانب عدم تهيئة الطفل لأداء الامتحانات الخاصة به، أو وجود توعية كافية للآباء بكيفية متابعة الطفل وتوصيل المعلومات له بالصورة الصحيحة. ولا تلتزم المدارس بالمواصفات التى وضعتها الوزارة لامتحانات الدمج بسنوات النقل وليست الشهادات العامة، ولا توجد نماذج واضحة للمدرسين للاسترشاد بها فى وضع الامتحانات، مما يؤدى إلى وضعها بصورة غير صحيحة، وعدم معرفة مستقبل الطلاب بعد حصولهم على الثانوية العامة، والكليات التى يسمح لهم بالالتحاق بها . صفاء:حضانة ذوى الاحتياجات «نار» تتفق معها فى الرأى بسنت اليمانى، حيث لاقت شقيقتها الطالبة بالصف الثانى الابتدائى فى إحدى المدارس الحكومية، وبعض مشكلات الدمج منها عدم الاهتمام بهم وعدم توفير مدرسين متخصصين، وعدم تأهيل الإخصائى الاجتماعى على كيفية التعامل مع أطفال الدمج، بالإضافة إلى تنمر زملائهم. وتقول صفاء الشريف: نعانى فى شمال سيناء من عدم وجود خدمات جيدة لذلك أخذت ابنى (يزن) إلى القاهرة لنبدأ مشوارنا، وفعلا استقررنا فى القاهرة وبدأت أبحث عن حضانة»، أو مركز متخصص لكن الأسعار كانت باهظة، وبحثت عن حضانات بها دمج وبعدها لاحظت إعلان على الفيس بوك عن حضانة فى التجمع، وتم قبوله وعمره 3 سنوات إلا شهرين بعد محاولات، وبدأت المشوار معه فى التواصل مع مدرسيه وكيفية ودرجة استيعابه للمنهج، وتقول: «أنا عارفة إن لسه ورايا مشوار أصعب فى المدارس لكن عندى يقين إن ربنا هايدلنى على المكان المناسب». وبعد محاولات رفض دامت تسع سنوات «لتيوانا» عمرو جمال من ذوى الإعاقة البصرية للالتحاق بالمدرسة، تقول والدتها إن قانون الدمج يتيح للكفيف وصاحب الإعاقة البصرية الالتحاق بالمدارس وبعد سنة واحدة من دمجها فى مدرسة بالإسكندرية لاحظت عدم توافر إمكانات للدمج وغير متاح أجهزة الكمبيوتر أو أدوات للتعلم أو الأجهزة البديلة (الكمبيوتر) الذى يتيح للكفيف الكتابة والتواصل داخل الفصل، ورغما عن ذلك يوجد تجارب ناجحة لدمج أصحاب الإعاقات البصرية واكتساب صداقات وعلاقات اجتماعية وثقة بالنفس، مؤكدة رفض أصحاب الإعاقة البصرية من قبل المدارس رفضا قاطعا، وقانون الدمج غير مطبق بالشكل الذى يجب أن يكون.•