بقلم: آمال الأغا نائب رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة اقتلعت نكبة عام 1948 جميع الفلسطينيين من بيئتهم، هاجروا لينتشروا فى الوطن العربى، الجميع يلملم جراحه، كانت المرأة الفلسطينية تستشعر الخطر الذى يواجهه الفلسطينيون نتيجة هذا الشتات لهذا واصلت مسيرتها، التى بدأت قبل عام 1948، فظهرت العديد من المبادرات البارزة مثل مبادرة سميرة أبوغزالة رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية فى مصرعام 1963 وفى لبنان كانت وديعة خرطبيل ابنة القدس، التى قررت أيضا تأسيس اتحاد آخر فى لبنان، بهدف حشد النساء للحفاظ على الهوية الفلسطينية وطرح قضية فلسطين كقضية مركزية فى المؤتمرات الدولية. هكذا كانت المرأة الفلسطينية مناضلة سياسية، قائدة ورائدة، مثقفة ومبدعة، وهكذا كانت فلسطين من أولى الدول التى صار لديها وزيرة للمرأة فى السلطة الفلسطينية «زهيرة كمال» رئيس حزب فدا الآن وحنان عشراوى الاسم الأبرز فى الوفد المفاوض فى عملية السلام فى مدريد وأوسلو، وصوت فلسطين الأشهر فى الإعلام إنها حقا تجربة كبيرة. فى عام 1963 أسست سميرة أبو غزالة اتحاد المرأة الفلسطينية فى مصر، واشتهرت بعلاقتها الوطيدة بالقوة النسائية فى مصر، وكانت دائما متواجدة فى كل المناسبات خلال فترة توليها رئاسة الاتحاد، منذ 1963 حتى التسعينيات مع مجموعة من السيدات الفلسطينيات، اللاتى كان لكل منهن تجربتها فى فلسطين قبل الهجرة، وكان لديها بعد نظر فقررت الحفاظ على الهوية الفلسطينية من خلال التطريز، حيث الحفاظ على الثوب والمفرش الفلسطينى الذى يروى حكاية كل امرأة فلسطينية. لذلك جمعت مجموعة من النساء يتقن التطريز، ووفرت لهن المادة الخام والنماذج ليبدأن فى تقديم الثوب والحطة الفلسطينية. ولا يزال الاتحاد حتى هذه اللحظة حريصا على إحياء المناسبات الفلسطينية مثل يوم الأرض، ويوم الكرامة، ويوم الشهيد، وانطلاقة الثورة، وتنظيم السوق الخيرية السنوية لعرض المنتجات الفلسطينية واستضافة السفارات العربية لدعم المرأة الفلسطينية فى فلسطينالمحتلة. مع انطلاق الانتفاضة الأولى كانت التبرعات للاتحاد أمرًامذهلًا ويستحق إلقاء الضوء عليه وتحديدا واقعة، لسيدة مصرية بسيطة جاءت ومعها زيت وأرز وبيض للتبرع بها وهذه الأشياء كل ما لديها، فى هذه اللحظة تستطيع أن تشعر بما تمثله القضية الفلسطينية فى قلب كل عربى مشاعر من الحب والوطنية، إنها حقا قضية عادلة قادرة على توحيد كل العرب، ففى مصر لا يوجد عائلة إلا ولديها أب أو جد شارك فى حرب ال 48 أو 67، وانا شخصيا والدتى من عائلة الحصرى وهم من أهل الشرقية. استضاف الاتحاد نساء فلسطينيات من الوطن للتواصل بين المرأة الفلسطينية فى الشتات، نحن لا يحق لنا زيارة فلسطين، فهو أمر خاص وصعب المنال، لذلك نعمل على تعويض هذا من خلال الاتحاد، فمصر دائما تفتح أبوابها للجميع، استضفنا امتياز المغربى المخرجة السينمائية فهى من «ريحة البلاد» أيضا قمنا باستضافة كاتبات شاركن فى معرض الكتاب، ومن أبرزأدوارالاتحاد أيضا الاحتفال بالرموز الفلسطينية سنويا، التى مثلت فلسطين فى المحافل الدولية أو الإقليمية مثل وفاء عبدربه إقبال الأسعد، زينة قدورة، ورفع علم فلسطين دائما فى هذه المحافل يؤكد أن قضيتنا دائما حاضرة ونناضل من أجلها.