لغة برايل هى نظام من النقاط البارزة التى يمكن قراءتها بالأصابع من قبل المكفوفين أو ضعاف البصر، اخترعها الفرنسى لويس برايل، الذى فقد بِصره بسبب تعرضه لحادث، وسعى إلى اختراع لغة فى الأبجدية الفرنسية لمساعدته على القراءة، كما كتب لويس برايل، النوتة الموسيقية، فى عام 1829 . وتساعد هذه الطريقة مستخدميها فى التعلم والكتابة بفضل عرضها للحروف بالشكل البارز،ويمكن الكتابة بطريقة برايل مع القلم أو أدوات أخرى مثل طريقة برايل المحمولة فى تدوين الملاحظات، أو على جهاز الكمبيوتر الذى يطبع بشكل مزخرف، ولكن ظهر تقلص الاعتماد على هذه الطريقة مع استخدام برنامج قارئ الشاشة، بينما لايزال بعض المكفوفين مقبلين على تعلم لغة برايل بهدف تطوير مهارات القراءة للأطفال المكفوفين وضعاف البصر. وهناك نظريتان فى أمريكا واحدة تقودها « access word foundation» وأخرى يتبناها ال«American Printing House»، وترى النظرية الأولى أن طريقة برايل أصبح لا ضرورة لها، وأن الحاسب الآلى يكفى، فيما ترى الثانية أن طريقة برايل مهمة جدًا . شهاب الدين جميل إخصائى التقنيات المساعدة فى مركز نور البصيرة بجامعة سوهاج قال: إنه يوجد خلاف كبير فى العالم حول طريقة برايل من حيث أهميتها، حيث يرى فريق أنها لابد أن تندثر وتحل أجهزة الحاسب الآلى بديلاً عنها لأنها تؤدى إلى عزل المكفوفين عن المجتمع. فيما يرى فريق آخر أن لها أهمية كبيرة لأنها تزيد من تحصيل الكفيف للمعلومات، وتشغل أكثر من حاسة لديه، وخاصة أن التقنيات الحديثة من حاسوب وهواتف ذكية أصبحت تدعم برايل، ولازالت هذه الطريقة التى يراها البعض « تقليدية» مهمة للطلبة والباحثين والمعلمين لأنها تساعد على زيادة التحصيل العلمى للكثير من المعلومات والتركيز لدى المكفوفين من خلال أكثرمن طريقة للتعلم فى آن واحد «سماع ولمس وقراءة»، ومن الأفضل تشجيع هذه الطريقة وتطويع التكنولوجيا الحديثة فى تطويرها وليس العكس.. ويرى شهاب أن قانون الإعاقة الجديد، سيساعد أجهزة برايل الحديثة فى الانتشار وستدخل هذه الأجهزة مصر بدون رسوم جمركية، وستسعى العديد من المؤسسات إلى خفض نفقات إنتاج الطباعة أو الأجهزة المتطورة لبرايل وسيزيد الإقبال على تعلمها، وعمل ورش تعلم لمن لم يلتحق بمدارس مكفوفين.. ويطرح شهاب تساؤلًا بخصوص ذلك، قائلًا لماذا نقلل من الموارد المتاحة أمام المكفوفين للتثقيف؟ لأنه لا داعى للاكتفاء بالحاسب وحده أو طريقة برايل وحدها، فالاثنان يكملان بعضهما وهناك انسجام وتآلف بينهما، ويساهم الكمبيوتر وبرامجه فى تطوير برايل والأسطر الإلكترونية الحديثة ، ويتضاعف تحصيل المكفوفين للعلم والثقافة مع الكمبيوتر وبرايل سويًا . تقليل التكاليف استخدام طريقة برايل فى الكتابة منتشر بين المتعلمين فى المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، مثل النور للمكفوفين بداية من طلاب المرحلة الابتدائية، ولكن مدارس ومعاهد الأزهر تفتقر لمثل هذه الطريقة، حيث يعتمد الطالب على المشافهة أو الطريقة السماعية، ويتجلى تأثير ذلك سلبًا على الإملاء عند الطالب الأزهرى الكفيف فتظهر الأخطاء الإملائية علاوة على مشاكل الهجاء، لأنه اعتمد على السماع فقط وليس على طريقة برايل باللمس، بحسب شهاب. توجد تقنيات حديثة فى طباعة الكتب والوثائق بطريقة برايل ، إلى جانب أجهزة عرض برايل «برايل ديسبلاى» وهى عبارة عن سطرإلكترونى يتم توصيله بالحاسوب والهواتف الذكية إلى جانب استخدامه كجهاز مستقل يعرض كل شئ يحتاجه الكفيف وبطريقة برايل ويعتبر بديلا للبرامج الناطقة «القارئة للشاشة». وحول الطباعة التقليدية لبرايل أوضح ، أنها مكلفة للغاية وتصدر أصواتا مزعجة فى طباعتها، لافتا إلى أن الكثير من الشركات لازالت تتبنى هذه الطريقة فى الطباعة، لكن تكلفتها تصل إلى مائة ألف جنيه فأكثر للطابعة الواحدة، التى تطبع 100 حرف فيما فوق ، وبالتالى لم يستطع المكفوفون الشراء، لكن فى مصر هناك مؤسسات حكومية ترعى المكفوفين وتوفر هذه الطابعات. وقال إن التقنيات الحديثة، ساهمت فى تطوير برايل، وأصبحت شركات كثيرة تنتج أكثرمن نموذج وموديل فى الأسطر الإلكترونية للاستخدام الشخصى للمكفوفين ، ولكن إنتاجها وشراءها يتكلف أسعارًا باهظة تصل إلى 60 ألف جنيه، وفى الفترة الأخيرة ظهرت مؤسسات مثل «أوربت ريسيرش» اهتمت بتقليل النفقات على المكفوفين فأنتجت نفس النوع من الأسطر الإلكترونية ولكن بتكلفة أقل، واستطاعت شريحة كبيرة من المكفوفين فى مصر والدول العربية اقتناء هذه الأجهزة. أضاف أن برايل تتطور نوعيًا مع تطورالتكنولوجيا، وتوجد أجهزة تابلت تعمل ويتم استخدامها بطريقة برايل، ويستطيع كل كفيف تحميل كل أنواع برامج الأندرويد عليها، علاوة على ذلك تتوافر أجهزة أخرى مثل الساعة الذكية التى تستخدم أيضا بطريقة برايل، التى يجب الحفاظ عليها مع تطوير وسائلها. •