كتب: أبانوب نبيل يبقى الغريب فى ظاهرة التحرش، هو رد الفعل السلبى لمن يشاهدون الواقعة دون ردع المتحرش أو التصدى له. بعض الفتيات حصلن علي دورات للدفاع عن النفس ضد المتحرشين ،ولكن الغالبية مازالت ردود أفعالهن تميل إلى السلبية والتردد، حتى يتمادى المتحرش في جريمته إلى التحرش الجسدى فيتحول الموقف إلي التصدى الجماعى فى بعض الأحيان. البعض يعتبر نفسه من القوات الشعبية لردع المتحرشين، والبعض الآخر لديه حسابات أخرى لكي يتصدى للمتحرش، صباح الخير التقت بأعضاء من الفريقين. يقول حكيم جمال: ذات يوم رأيت فتاة تمر بجانبي مسرعة، أثناء سيري فى أحد الشوارع وتنظر إلى نظرة استغاثة، وعندما نظرت للخلف رأيت شابا يعتدي عليها بألفاظ نابية، فاعترضت طريقه ومنعته من مواصلة مضايقتها، فدفعنى للخلف قائلا": خليك فى حالك خللينى أحصلها"،وعندها تذكرت أن هذه الفتاة التى استغاثت بي يمكن أن تكون أمى أو شقيقتي فى نفس الموقف ، فنشبت بيننا مشاجرة كبيرة والتف حولنا من فى الشارع وأخذونا لقسم الشرطة، ورويت ما حدث لضابط القسم، فسألني أين الفتاة؟ وتلفت حولى ولم أجدها فنظر إلى نظرة بائسة، وهمس الضابط فى أذني قائلا :"سأقنع هذا الشاب بعدم تحرير محضر تعدى عليه مكافأة لك على موقفك النبيل"وقتها شعرت بسعادة عارمة وخرجت من قسم الشرطة غير نادم على موقفى. عبد المنعم:لما تبقى معاكسة أحسب رد فعلى حسب البنت ولما يتحول إلى اللمس فلا مجال للتفكير عبد المنعم طه شاب ثلاثيني يحكي أنه عندما يرى أحد الشباب يعتدى على فتاة لفظيا، يدور فى ذهنه حديث داخلى حول موقفه ورد فعله الأمثل للتصدى للعنف أو التحرش بأي فتاة فى الشارع أو فى الأماكن العامة ،لافتا إلى أن موقفه يرتبط بوقار الفتاة ورد فعلها، "فإذا لم يكن لها رد فعل وتقبل مثل هذا الاعتداء، فلا يحق لى التدخل ، أما إذا كان رد فعلها اعتراضا ،وقتها سأقف بجانبها لصد هذا الشاب ومنعه من الاعتداء عليها ، وفى حال تماديه فى الاعتداء إلى الجسد، فلا مجال للتفكير ، وقتها سأعتدى عليه وأتصدى له بالقوة، دون النظر إلى حجم المشكلة أو مدى تطورها وأيا كانت العواقب". هاجر: جسمى ومظهرى ملكى وحدى وتقول الثلاثينية هاجر حازم إن الاعتداء اللفظى أو الجسدى بالفتيات والسيدات فى الشوارع ، يعد تشوها مجتمعيا،حيث يتم لوم الضحية أو الفتاة فى حال تصديها للمعتدى عليها، وهو ما يدفعنى إلى عدم السكوت عن أى تعدِ سواء كان ضدي أو ضد فتاة أخرى، وعندما أرى إحدى الفتيات تتعرض إلى الاعتداء اللفظى أذهب إليها مسرعة لمساندتها للتصدى لمثل هذا الاعتداء دون النظر إلى نظرة من حولى لتصرفى ، لأنه إذا كان المجتمع يرى أنه من الخطأ تصدى الفتيات للتحرش والإعتداء عليهن .. لماذا لا يتصدي المجتمع للمتحرش؟ وأيضا يجب توصيل رسالة بأن مظهري وجسدى ملك لى ، وهما من حقي فلماذا يتم انتهاكهما سواء بالإيجاب أو السلب كما أدعو جميع الفتيات إلى التصدى لكل شخص مريض يقوم بمثل هذه الانتهاكات، وإذا لم يعالجه المجتمع فما المانع فى معالجته بأنفسنا وندافع عن حقنا. ريم : «المتحرش جبان يخاف أصواتنا العالية» أما العشرينية ريم طارق فتقول : فى البداية عندما كنت أرى شابا يعتدى لفظيا على فتاة، كان ينتابنى حالة من السكوت، بسبب طبيعتى الخجولة فأنا لا أحب لفت الأنظار، رغم معرفتي أن السكوت بمثابة إهدار لحقى، ولكن سرعان ما كسرت حاجز الخجل ،عندما رأيت أكثر من فتاة تتصدى للشاب المعتدى فأدركت حينها أن المتحرش عندما يجد الفتاة تسكت يزيد فى مضايقته حتى يصل إلى التعدى الجسدى، والآن عندما أرى أى فتاة تتعرض لمثل هذه المضايقات أقف بجوارها وأساعدها لأن المتحرش عندما يرى أصواتنا ترتفع يهرب مسرعا خوفا من لفت أنظار الناس إليه ليروا فعله المشين، وأدركت أن الفتاة لا يجب أن تخاف من لفت الأنظار إليها بل المعتدى هو الذى يجب أن يخاف من لفت الأنظار لأنه سوف يتعرض لمشاكل كبيرة من الجميع . وتقول ساندى كيرلس: عندما أرى شابا يعتدى على فتاة اعتداء بالألفاظ أشعر بالضيق والضجر، وفى نفس الوقت أشعر بالخوف من التعرض لنفس التحرش ولكن سرعان ما يتحول هذا الخوف والضعف إلى قوة عندما يتطور التعدى إلى التحرش الجسدي ، فأحاول قدر استطاعتى مساعدة هذه الفتاة فى التصدى للمتحرش حتى وإن كلفنى الأمر مشاركتها جميع الأضرار الجسدية والنفسية ، ومؤخرا أنهيت كورس الدفاع عن النفس وتدربت من خلاله على بعض الفنون القتالية التى جعلتنى مؤهلة نفسيا وجسديا للدفاع عن نفسى ، وعن أى فتاة تتعرض للتعدى النفسى والجسدى من قبل بعض الشباب، وأنصح الكثير من الفتيات تعلم مثل هذه التقنيات للدفاع عن انفسهن للتصدى للمعتدين . •