شعر: أحمد المريخى مشى النملُ على خيطٍ حين ماتتْ نملةُ المؤخرةِ توقَّفت النملةُ الأولى كانت الجنازةُ مَهيْبَةً؛ ليس فيها ندبٌ ولا بُكاء فقط.. مشى النملُ حاملاً أخته النملةَ يتبادلُ المواقع، ويواصلُ الصلاة. النملةُ التى ماتتْ وهبتْ نفسها لأخواتها النملات؛ لم تترك وصيةً لكنها حدَّثتْ عن بيضها.. فبنى النملُ بيتًا، صَنعَ حَلْقَةً من الدفءِ، قشَّر النملةَ الميِّتةَ برفقٍ فوجدَ فى بطنها البيضات.. هيَّأ لهن مناخَ الفقسِ، وعندما خرجن إلى المساكن سمَّاهُنَّ النملات وضعهنَّ على الخريطةِ وخلالَ عشرين ميلاً علَّمهنَّ تبادل المواقع قال لهنَّ: لا تُهملن التاريخَ ولا تعْبُدنهُ قال أيضًا: ليس للقَدَر ذنبٌ فيما حدثَ للنملة الأمِّ؛ «يا نملات.. نحن فى الحرب». وإذ وقفتْ نملةٌ عند سفح الجبلِ نظرَتْ إلى قمته فمشى النملُ من المكان إلى الزمان؛ كلما ديستْ نملةٌ بُنى بيت.