خلال السنوات القليلة الماضية أصبح تكدس مصلى السيدات بالمسنات والشابات وأحيانا الأطفال خاصة فى الأيام الأولى من رمضان، واحدًا من مظاهر الاحتفال بقدوم الشهر الكريم. قبل رمضان بأيام تبحث كل فتاة عن زى جديد يناسب المسجد وصلاة التراويح، فتبدأ رحلة الاختيار بين الاسدال الواسع المريح الذى يساعدها على الحركة بحرية ولا يجعلها تشعر بحرارة الجو، أو اختيارالعباية الخليجى أحدث صيحات الموضة فى عالم العبايات، للظهور بشكل أنيق ومثالى. العشرة أيام الأولى من رمضان على وجه الخصوص هى أيام التكدس والزحام فى مصلى السيدات، وعلى الرغم من أن هذه الأيام قليلة، إلا أن لها تأثيرًا قويًا وملحوظًا على بعض الفتيات، خاصة من وصلن سن 18 وحتى نهاية العشرينيات، التأثير كان بالسلب لدرجة أن هؤلاء الفتيات قررن اعتزال صلاة التراويح فى المسجد وقررن أداءها فى واحدة من غرفات المنزل. تقول ياسمين محمد 20 سنة، «كل سنة بجهز نفسى لصلاة التراويح فى المسجد، لكن مع زيادة الخناقات وعدم احترام مكان الصلاة قررت أن أصلى التراويح بأكملها فى المنزل، أفضل من الذهاب للمسجد لحل مشاكل المصلين». خلافات السيدات كبار السن على الكراسى، وإصرارهن على نقلها للصفوف الأولى، يفقد الصلاة نظامها وترتيبها ويجعل من يقف فى الصفوف الخلفية أيضًا فى حالة اضطراب أثناء الركوع والسجود، وتعتبر هذه المشكلة من المشكلات القائمة منذ سنوات، لاعتقاد الكبار أنه من الضرورى أن يتقدمن الصفوف الأولى أثناء الصلاة حتى وإن كن لا يستطعن الوقوف وأداء الصلاة دون كرسى، هكذا لخصت ياسمين الخلاف الأكبر أثناء التراويح فى مسجد السلام بحى المطرية. خطبة الإمام فرصة لتناول باقى الإفطار والفوضى أما مشكلة مريم عمرو فى مساجد الزيتون، فهو اصطحاب الأمهات أطفالهن الصغار أثناء الصلاة، ويستمر الأطفال فى الصراخ والبكاء وأحيانًا اللعب، ليتناسى الجميع مقولة «الأطفال أحباب الله» وتصبح رغبة المصلين فى المسجد التخلص منهم للاستمتاع بالصلاة فى هدوء. لعب الأطفال فى المسجد، وحديث السيدات أثناء خطبة الإمام فى الاستراحة، وأحيانًا استكمالهن لوجبة الإفطار، وغيرها من مظاهر الإهمال والاستهانة بقدسية المسجد، تفقد الكثير من الفتيات متعة صلاة التراويح، وبالفعل مثل هذه التصرفات جعلت مريم وبنات أعمامها تعتزلن صلاة التراويح فى المسجد هذا العام. فى المسجد أنت تحت المراقبة انتقال الخاطبة إلى المسجد جعل أغلب الشابات تبتعد عن أداء صلاة التراويح، تقول نهى حسن «فوجئت ذات يوم بعد صلاة التراويح بواحدة فى نفس سنى تقريبًا تطلب يدى للزواج من أخيها، وظلت تعدد فى مزاياه وإمكانياته المادية ومستواه الاجتماعى، وكانت المفاجأة الكبرى هو طلبها أن تأتى لمنزلنا برفقة شقيقاتها البنات للتعرف على والدتى، وبعدما انتهت من جملها المُرتبة ترتيبًا دقيقًا استأذنت منها وأعلنت رفضى التام لفكرة الزواج فى الوقت الحالى». اعتقدت نهى أنها تخلصت من هذا الموقف عندما أبدت رفضها، لكنها فوجئت فى اليوم التالى بالبنت نفسها تُلح على طلبها ومعها صورة شقيقها «كنوع من التعارف المبدئى»، وعندما أصرت نهى على موقفها، طلبت البنت منها أن تناقش أهلها فى الموضوع ولا تتسرع وتصدر حكمًا نهائيًا، لأن أخوها «عريس لقطة». كان هذا اليوم هو الأخير لنهى فى المسجد، فمنذ هذه الواقعة قررت عدم الذهاب للمسجد سواء لصلاة التراويح، أو العيد بسبب انتهاك خصوصيتها وشعورها بمراقبة بعض الفتيات لها لترشيحها كعروس لأحد معارفها.•