كتبت: ياسمين عبدالسلام رُغم مشاق الصيام فى ظل درجات الحرارة المرتفعة، فالجميع يعشق أجواء رمضان الروحانية، تملأ إضاءات الفوانيس الشوارع، وتعلق فروع الزينة بكل الأحياء على مختلف مستوياتها، ويمكث الكثيرون فى الشواع من بعد أذان المغرب حتى الفجر مع تجمعات الأصدقاء. وصلاة التراويح والتهجد فى الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، واحدة من هذه الروحانيات، لكن معظم الفتيات، بدأن يتأملن ما يحدث فى صلاة التراويح بعين مختلفة. بعد تجربة فضّلت رغدة خالد، أن تؤدى صلاة التراويح فى المنزل، بسبب الزحام الشديد للسيدات فى المنطقة المخصصة لهن من المسجد، بالإضافة إلى انشغالها أغلب الشهر فى المساعدة فى إعداد عزائم الأهل والأقارب، لم يعد يعطيها الوقت الكافى للمكوث ما يقرب من ساعتين خارج المنزل، إلى جانب شعورها بالإجهاد خلال الصلاة بسبب الأجزاء الطويلة التى يقرأها الإمام فى كل ركعة، لكن فى البيت تقرأ هى ما تيسر من القرآن. وأضافت رغدة سببًا آخر لقرارها، وهو ما أصبح شائعًا الآن بين الغالبية، بأن أى فتاة غير مرتبطة تذهب للمسجد بحثًا عن شاب مناسب للزواج، أو ربما تقابل إحدى السيدات اللاتى يبحثن عن عرائس لأبنائهن، وهى لا تريد أن تدخل هذه الدائرة، وكانت تلجأ إلى الذهاب لمسجد مختلف كل مرّة، حتى لا يتعود أحد على وجودها فى مسجد بعينه. أمّا فاطمة حسن فتُفضل صلاة المرأة فى المنزل، لقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن أم حميد امرأة أبى حميد الساعدى: «أنها جاءت النبى- صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله إنى أحب الصلاة معك، قال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معى وصلاتك فى بيتك خير لك من صلاتك فى حجرتك، وصلاتك فى حجرتك خير من صلاتك فى دارك، وصلاتك فى دارك خير لك من صلاتك فى مسجد قومك، وصلاتك فى مسجد قومك خير لك من صلاتك فى مسجدى، قال: فأمرت فبنى لها مسجد فى أقصى شىء من بيتها وأظلمه فكانت تصلى فيه حتى لقيت الله عز وجل». أمّا أسماء أسامة التى لم تصلّ أبدًا صلاة التراويح فى المسجد، فقررت أن تصلى هذا العام، لتستشعر نفحات الشهر الكريم، ولترى بنفسها المواقف الكوميدية للسيدات والفتيات فى المساجد، كالبحث عن عروس للزواج وغير ذلك، بعد أن سمعت عنها كثيرًا. لكن دعاء الشريف، فضلت صلاة المنزل، لأنها تجد فيها المزيد من الخشوع والتركيز، بينما المسجد يعيبه فى رمضان إزعاج الأطفال وكثرة الحديث بين السيدات أثناء أداء الصلاة حول الطبخ وغيره. واتفقت معها أمنية هانى فى الرأى، فهى تفضل الصلاة فى المنزل، فأوضحت أنها جربت الصلاة فى المسجد مرّة واحدة ولن تكررها ثانية، وذلك لما رأته من سلبيات هناك، أطفال، وأحاديث جانبية فى غير محلها. وعلى الجانب الآخر، تؤكد هنادى محمد حُبّها لصلاة المسجد فى رمضان، لشعورها بالراحة بمجرد دخولها إليه، والجو الروحانى الذى تستشعره هناك بالصلاة والشيخ إمامًا لهن، فهى مضطرة لأداء معظم الركعات أو جميعها، وبذلك تضمن قيام رمضان كاملا، إلى جانب التشجيع الذى تجده ممن حولها من سيدات وفتيات. لكنها أيضًا فى بعض الأحيان تفضل صلاة المنزل، لبُعد مسافة المسجد عنه وللزحام، وحركات الأطفال المربكة التى تعيق التركيز فى الصلاة، إلى جانب تدخّل البعض أحيانًا فى مشاعر المصلى الخاصة بينه وبين ربه، على عكس صلاة المنزل، على حد تعبيرها. •