للعام الخامس على التوالى أطلق برنامج الأطفال على قناة القاهرة «القناة الثالثة سابقا»، شاطر شاطر؛ مبادرة للاحتفال بيوم الأب، أو الأب المثالى الذى اختاروا له الجمعة الأولى من ديسمبر.. أمل عبد الله معدة البرنامج ومنفذة الفكرة، توضح أن المبادرة تستهدف تكريم النماذج الإيجابية والمشرفة للآباء، الذين تحدوا كل الظروف بجد واجتهاد وصبر، مثلما يحدث مع تكريم الأم المثالية. كرَّم البرنامج آباء لأطفال وشباب مميزين، مثل محمد كرم 20 سنة، الشاب المعاق الذى تحدى الكثير من الصعوبات بمساعدة والده، ومثل مازن ومحمد محمود، الذين حكوا عن آبائهم ورشحوهم للقب الأب المثالى. هذا هو أبى يقول محمد: اكتسبت من والدى الكثير من الصفات، زرع فى شخصيتى الرجولة والخوف على أهل بيتى، فعندما كان يسافر أبى كنت أقوم بمسئولياته، لأنه كان يقول لى أنت رجل البيت.. والد محمد خريج تربية رياضية وعمل فى التحكيم والتدريب، وحبب محمد فى ممارسة الرياضة، حتى حصل على لقب بطل الجمهورية فى السباحة أكثر من مرة، على مدى سنوات متتالية، بالإضافة إلى حصول محمد على لقب الثالث على العالم فى رمى الجلة، وثالث العالم فى كرة اليد وبطل الجمهورية فى تنس الطاولة.. يتابع: فى المكسيك خلال مشاركتى فى إحدى البطولات كنت مهتمًا جدًا لأن أتحدث مع والدى عبر الإنترنت بالفيديو للاطمئنان عليه وعلى كل أسرتى، وبشراء الهدايا لكل فرد من عائلتى مثلما يفعل أبى عندما يسافر وحرصت على توزيع الهدايا عليهم بنفس طريقة والدى وما يفعل من ضحك وحب واهتمام بكل منا.. يهمس محمد: والدى هو كل شىء حلو فى حياتى، لا أستطيع أن أنسى المواقف التى حدثت بيننا منذ كنت طفلا حتى كبرت وأصبحنا أصدقاء، ولا أتحمل أن يكون حزينًا لأى شىء.. لا ينسى محمد خوف والده وبكائه، عندما حدث خطأ فى سباق السباحة فى تصفيات البطولة العربية، لمسافة 400 متر، وطلبوا من كل المتسابقين الإعادة مرة أخرى، فخاف والده على مشاعره من تغيير نتيجة السباق الذى كان متقدما فيها.. ويكمل: فى بطولة أخرى حصلت على المركز الثانى وأنا دائما حريص على المركز الأول فعندما انتهى السباق لم أتوقف عن السباحة واستمررت كأنى أعترض على هذا المركز، وكنت أريد المركز الأول، فخاف والدى عليَّ وعلى مشاعرى وانفعالى من أن تحدث لى صدمة وأنا فى الماء، قفز سريعا فى الماء بملابسه واحتضننى.. ومرة أخرى كنت فى التمرين فى أحد النوادى وضاعت شنطة ملابسى، فوالدتى اتصلت بأبى فجاء لنا مسرعا فلم يعد معى ملابس للغيار ولم يقل أنه مشغول، فأنا عند والدى من أولوياته فى الحياة دائما يقول لى أنت الأساس وبعد ذلك يأتى كل شىء، أنا أعشق هذا الرجل وأفتخر به فهو نموذج للأب المثالى. نصيحة أبى أما مازن عصام 16 سنة، الطالب المميز فى مدرسة السعيدية الثانوية، فيقول: والدى معى وبجانبى فى كل شىء أحب فعله فهو معى فى ممارسة الرسم والأنشطة الاجتماعية فى المدرسة. فبعد ما أصبحت أمين اللجنة الفنية فى الفصل بدأت أنظم كورسات رسم لزملائى دون مقابل بموافقة وتشجيع من مدير المدرسة بعد الانتهاء من اليوم الدراسى، ويدعمنى أبى فى شراء الأدوات والخامات التى احتاجها للرسم.. وأتذكر إن كان لدى مشكلة مع زميل فى المدرسة أخلاقه مختلفة عنى كثيرا فكنت أريد أن أصلح منه ولكن لم أستطع فقاطعته لكن والدى طلب أن أتصالح معه، وبالفعل تصالحت معه ووعدنى بأنه لن يكرر معى ما فعله.. جلساتى مع والدى نقاش وحوار حتى نصل لاتفاق فى النهاية. لا أستطيع أن أعبر عن حبى لوالدى، سعيد جدا بفكرة المبادرة.. الأب أيضا يتعب ويكد حتى يوفر لأبنائه كل احتياجاتهم مثل الأم. حكمة والدى أما محمد محمود 17 سنة، ويشارك فى تقديم برنامج شاطر شاطر منذ أربع سنوات، فيتحدث عن والده قائلا: والدى كل شىء فى حياتى، يهتم بكل تفاصيل أمورى، شجعنى على الغناء فى حفلات المدرسة، ثم اصطحبنى لدار الأوبرا لأتدرب على الغناء والعزف، ثم ساندنى فى الذهاب للتليفزيون المصرى، ويمدنى بالكثير من المعلومات التى أستخدمها فى تقديم البرنامج، ونجلس سويا لمناقشتها، ثم يشاهد الحلقة ويبدأ فى التعليق يثنى على الإيجابيات، وإذا كان هناك شىء سلبى يطلب منى تعديله بطريقة لطيفة.. هذا بخلاف أنه دائما معى فى كل المواقف، لم يقل أبدا أنه ليس لديه وقت لأى سبب، دائما يوفر لى كل سبل النجاح والراحة، أنا ووالدى أصحاب نتكلم سويا فى كل شىء، فأنا أعتبره صديقًا لى أخذ رأيه فى كل أمور حياتى دون خجل بل نتناقش فدائما بيننا حوارات منطقية حتى إذا اختلفنا نحاول نصل إلى حل وسط ويرضى كل الأطراف فى النهاية.. وعندما اكتشف عندى موهبة الغناء كان فى البداية معترضا أن ألتحق بالأوبرا وأمارس الغناء ولكن بعد مناقشة مع والدتى استقروا أن الموهبة تكون دافعًا للدراسة وليست العكس.. وأتذكر وأنا صغير ووالدى ذهب إلى المدرسة وطلب من المديرة أن إذا أخطأت فلا يكون العقاب بالضرب أبدًا ولكن على إدارة المدرسة الاتصال به، وقال أنا سأتعامل مع ابنى لا أريد أحدًا من المدرسين يضرب ابنى لأى سبب كان.. تعلمت من أبى أن أحافظ على كرامتى، فأبى لم يضربنى أبدا، كما أننى تعلمت منه الهدوء والتعامل مع المواقف بحكمة.. الأب له دور أساسى مثل الأم وينبغى أن يكون هناك عيد للأم وعيد للأب حتى يترسخ فى ذهن الأطفال أن الأم والأب متساويان. •