لم يحدث لمجلة أن يكون لديها كل هذه الريشات، ولا يوجد فى الصحافة المصرية غلاف مثل صباح الخير، إنه معرض أسبوعى للوحات بديعة أبدعتها ريشة فنانيها. ولم يكن سر تفردها بمعزل عن اهتمامها الشديد بالفنون الجميلة، وكانت رسالتها ومازالت نشر الجمال والتذوق فى كل بيت، وليس غريبا أن نجد الكثير من القراء يقصون أغلفة المجلة ويحتفظون بها. قبل إصدارها لم تكن الصحافة تهتم بالرسوم وتعطى لها مساحات مثلما فعلت «صباح الخير»، عبر صفحاتها كانت ريشات الفنانين جمال كامل وهبة عنايت وإيهاب شاكر ومأمون وعبدالعال، وهذا على سبيل المثال لا الحصر، ثم جاءت أجيال كثيرة بعدهم. الفنان الرائد حسن فؤاد الذى أسس مع الكاتب أحمد بهاء الدين مجلة صباح الخير، كان الأستاذ بهاء أول رئيس تحرير لها، صمم حسن فؤاد الشكل الفنى للمجلة، ولكنه كان رساما متميزا فى رسومه والتى كان يرسمها بالحبر الأسود بالفرشاة كانت تفيض بالدراما والحيوية. من جيل الرواد كان الفنان أبو العينين رائد الإخراج الصحفى وشارك برسومه فى الأعداد الأولى. كان هناك أستاذى الفنان جمال كامل، وقد سجل فى لوحاته جمال البنت المصرية على غلاف «صباح الخير» وكما يقول عنه أحمد بهاء الدين (إنه يملك أجمل ريشة) كان أسلوبه تأثيريًا يجنح للاهتمام الشديد بالكتلة أو الفورم، ولذلك تبدو شخوصه التى يرسمها بالزيت والباستيل بارزة من على سطح قماش اللوحات، وصل بفن البورتريه لقمة شاهقة لا ينافسه فيها إلا الفنانان: بيكار وصبرى راغب. كان هناك الفنان المثقف هبة عنايت مصور الألوان المائية المتميز، سجل بريشته مشاهد الحياة اليومية المصرية بأسلوب واقعى محبب للناس، طاف ربوع مصر من النوبة إلى سيوة بحثًا عن الروح المصرية. الفنان إيهاب شاكر بخصوصيته الفنية يميل إلى التحوير والتحريف فى شخوصه، لوحاته تفيض بموسيقى الخطوط وجمال الهارمونى وأعماله لها نكهة تعبيرية. كان هناك الفنان مأمون الحفار البارع ( الرسم بالأبيض والأسود ) تمتاز أعماله بالصرحية، يرى الطبيعة كمسطحات حتى يتمكن من التلخيص. الفنان يوسف فرنسيس برسومه الحالمه وخطوطه الرومانسية والتى لا تخطئها العين. كان هناك الفنان المبدع رجائى ونيس الذى ترك صباح الخير وهاجر لليابان ليعمل فى مستشفى لعلاج المرضى النفسيين بالرسم، كانت رسومه بها طاقة تعبيرية جميلة ومدهشة ويعتمد على التحوير والتلخيص. الفنان جورج البهجورى الذى بدأ حياته رساما للكاريكاتير ثم تحول للتصوير الزيتى، عُرف بأسلوبه المميز الذى يستوحى تراث الفن المصرى القديم بألوانه الدافئة من خلال موضوعات مصرية المذاق. الفنان محمد حجى أحد الذين عملوا لفترة فى «صباح الخير» وتتميز لوحاته بعالمها الساحر والذى يجنح للخيال والحلم وقد رسم فى صباح الخير سلسلة مقالات د. مصطفى محمود ( فهم عصرى للقرآن). الفنان تاد الذى برع فى رسم الاسكتشات من الشارع للموضوعات الصحفية، كانت رسومه تلقائية جعلته حالة فريدة بين فنانى صباح الخير. الفنان إبراهيم عبدالملاك متعدد المواهب قدم رسوما صحفية وأعمالا نحتية استوحى فيها التراثين الفرعونى والإسلامى وكانت له كتابات فى النقد الفنى. أيضا هناك الفنان محمد بغدادى وهو شاعر ورسام قدم أغلفة مستوحاة من التراث الشعبى ورسم أشعار فؤاد حداد الحضرة الذكية. الفنان المبدع عبدالعال عاشق الوجوه المصرية وفنان البورتريه المتميز، أعماله الأولى كانت بها مسحة تكعيبية ثم تحول بعدها إلى التأثيرية واشتهر بألوانه الجميلة ويحافظ فى لوحاته على قوة الكتلة. الفنان طراوى عاشق الألوان المائية والتى أجاد فيها وقدم رسوما للموضوعات وأغلفة لصباح الخير تفيض بالرقة والشاعرية. الفنان سامى أمين بدأ حياته يقدم رسوما صحفية لموضوعات صباح الخير بها نكهة تعبيرية، ثم بدأ فى رسم بورتريه الكاريكاتير والذى تميز فيه، كما قدم رسوما لموضوعات اجتماعية على الغلاف. الفنان عصام طه وهو يمتاز بصبره الشديد قدم رسوما صحفية بالحبر لموضوعات المجلة ثم بدأ يرسم أغلفة صباح الخير بالألوان المائية والباستيل. الفنان محسن رفعت والذى يقدم رسوما أيقونية مستوحاة من الفن الشعبى كعروسة المولد. ومن الفنانين الشباب معنا الفنان كر يم عبدالملاك بأسلوبه الرومانسى المتميز للموضوعات الصحفية والغلاف. وهناك أيضا الفنانة المجتهدة هبة المعداوى والتى تقدم رسوما معبرة للموضوعات الصحفية والغلاف. وهناك أيضا الفنانتان: نرمين ونسرين بهاء برسومهما المعبرة. ومعنا الفنانون عمرو الصاوى وسامح سمير برسومهما التعبيرية. والفنانة مها أبو عمارة. وهناك البعض الذى عمل معنا فى صباح الخير لفترة وتركها لمكان آخر مثل الفنان وليد طاهر برسومه المميزة المدهشة والتى تمتاز بخطوطها الحاسمة. وكان معنا الفنانان خالد عبدالعاطى وياسر جعيصة وهما من الريشات اللامعة خارج صباح الخير. كما نشرت صباح الخير أعمال كبار الفنانين على الغلاف مثل بيكار وصبرى راغب. وفى الشهور الماضية قدمت صباح الخير مجموعة من الرسامين الشباب على صفحاتها مثل الفنانة الواعدة أسماء خورى ولوحاتها الجميلة على الغلاف وايضا الفنانة منى عبدالرحمن والفنان عمر عبداللطيف والفنان محمد سعد وآخرين وهذه دائما رسالة «صباح الخير» فى تقديم المواهب. وفى النهاية يبقى كاتب هذه السطور والذى قدم رسوما صحفية وبورتريهات نشرت على الغلاف عبر الثلاثين عاما الماضية.