النجاح ليس له حدود.. والحصول على منصب هو أحد مفرداته، سعادتى بلقائى بأحد القراء وإشادته بما أكتب أفضل جائزة حصلت عليها، قدرتى على التعبير المستقل نجاح دائم.. بهذه الكلمات لخصت الأستاذة كريمة كمال خلاصة تجربتها فى عالم الصحافة والإبداع والعمل العام وعلى مدى ساعة كان الحوار الثرى والشيق مع الصحفية وعضو المجلس الأعلى للصحافة وعضو مجلس المرأة السابق كريمة كمال.. واحدة من جيل السبعينيات فى صباح الخير. حكت لنا أ / كريمة عن تجربتها فى صباح الخير فقالت: بدأت قصتى مع الصبوحة عندما حصلت على ليسانس الآداب قسم صحافة واستطعت الالتحاق بالتدريب بها وذلك فى يوليو 1971 وتتلمذت لمدة سنتين على يدى الأستاذ لويس جريس، والأستاذ رءوف توفيق وعاصرت حسن فؤاد، وجمال كامل. كانت سعادتى كبيرة عندما استطعت الالتحاق بصباح الخير لأنى كنت قارئة مدمنة للمجلة وذكر اسمى للمرة الأولى بها فى تعليق نشر لى فى باب البوسطجى قبل العمل فيها، وقد حاولت التدريب بها أثناء الدراسة فى الكلية غير أن الأساتذة فى الكلية رفضوا خوفا على الطلبة.. من النزعة التحررية والليبرالية التى كان يتسم بها كُتَّاب صباح الخير. وقالوا لى اختارى مطبوعة أخرى للتدريب ودخلت الأهرام خلال سنوات الدراسة ولكن شعرت بالغربة.. ظللت سنتين تحت التدريب قبل التعيين، وقد تم تعيينى فى وقت سريع بالنسبة لما كان متبعًا قبلا مع الزملاء حيث كان باب التعيين مغلقًا لمدة عشر سنوات سابقة وتم تعيينى مع الأستاذ عادل حمودة فى روزاليوسف. أول مكافأة حصلت عليها بعد شهور من العمل كمتدربة كانت 11 جنيهًا وكان مبلغًا كبيرًا وقتها.. لكن ظللت لمدة سنتين بعد ذلك أعمل بمكافأة شهرية قليلة فى الوقت الذى ضحيت فيه بتعيين القوى العاملة بالتليفزيون. وهو ما تسبب لى فى معاناة مع الأهل، لأن وقتها تعيين القوى العاملة كان فرصة لا تعوض. جيلى كان أ/ درية الملطاوى، أ/ماجدة الجندى، أ/منير مطاوع ومنى سراج الدين (من الخارج) وأ/إقبال بركة وكان لكل منا ما يميزه فى كتاباته ولكل واحد من هذا الجيل تجربة نجاح منفردة. عملى فى صباح الخير كان له التأثير الأول على حياتى وأى دور قمت به فيما بعد. اخترت الكتابة فى التحقيقات الاجتماعية، وصباح الخير كانت ترعى فكر التنوير والتغيير المجتمعى.. ولذلك عندما عملت كمدير إدارة الإعداد فى art أو مشاركتى فيما بعد فى تجربة البديل، أو مؤخرا فى المصرى اليوم.. جميعها تم اختيارى لنقل فكر وتجربة مدرسة «صباح» مع التطوير بالطبع لصفحات التحقيقات الاجتماعية فى تلك المطبوعات أو البرامج. أما تجربة العمل العام التى شاركت فيها طوال حياتى كصحفية أو باحثة فقد كان تبنى فكرة التنوير وتغيير المجتمع من أجل إيجاد حلول لمشاكل المواطن هو الخط الذى ألتزم به وهو ما تعلمته داخل صباح الخير. ومثال لذلك قضية منح المرأة جنسيتها لأولادها من أب أجنبى ظللنا نعمل لمدة عشر سنوات حتى تمت الموافقة على القانون، وأتذكر أن فى إحدى المرات التى تحدثنا فيها مع السيدة سوزان مبارك قالت إن الرئيس مبارك لن يوافق أبدا، ولكن بمواصلة العمل وتوضيح أهمية القانون للمسئولين.. ظهر القانون للنور، وفى هذا الوقت كنت أعمل بروحين، أنشر فى صباح الخير، عن القضية وأشارك بأبحاث وأدعى لمؤتمرات من أجل القضية. سواء على المستوى المصرى أو العربى. ولكن أبدا لم أترك العمل فى صباح الخير إلا بعد سن (المعاش). • وماذا عن تجربة المجلس الأعلى للصحافة ومجلس المرأة ؟ قالت أ/ كريمة بأنها حصلت على تلك العضويات بعد ثورة يناير وقت المجلس العسكرى، وفترة الرئيس عدلى منصور، وقد كان وقتا صعبا ودقيقا فى تاريخ مصر، وخاصة على المستوى الصحفى. فإن المؤسسات القومية كانت مليئة بالصراعات، والمشكلات وقد أوصينا بعدة قواعد لحل تلك المشكلات مثل فى حق المؤسسات التصرف فى بعض الأصول لإنقاذ المؤسسات من المديونية. كذلك (دمج) بعض المطبوعات الصغيرة الخاسرة من أجل الحفاظ على المطبوعات الأساسية وبما لا يضر بالعاملين بالمؤسسة. إيقاف التعيينات حتى لا تتضخم المؤسسات غير أن الأخير كان غير ملزم. • مؤخرا حصلت على جائزة دولية. كيف تم ترشيحك؟! - نعم حصلت على جائزة مؤسسة (وان. إيفرا) العالمية، وهى جائزة صحفية عالمية ترصد جميع صحف ونشرات الأخبار فى العالم. ويتم الترشيح من خلال مكاتب المؤسسة حول العالم، وأنا فوجئت بحصولى على الجائزة ولم أكن أعرف لأن الترشح سرى. وكان مفترضًا أن تمنح الجائزة هذا العام لواحدة من شمال إفريقيا ويتم منح الجائزة على مجمل أعمال الصحفى ومدى تأثيره فى مجتمعه. ولذلك أشعر بأن تعبى طوال حياتى كان له مردود. وأخيرا أنهت الأستاذة كريمة كلماتها بأن صباح الخير زمان كانت أشبه بأتيليه للإبداع وكانت خلية نحل وكانت تناقش كل القضايا اجتماعية، ثقافية، فنية، وسياسية بروح الإبداع وفكر الليبرالية.•