تُعد أمراض السمع «الصمم وضعف السمع» أحد أهم الأمراض الأكثر تأثيرًا على صحة المواطنين المصريين، الذين يعانى نحو خمسة ملايين مواطن منهم من تلك الأمراض السمعية- حسب آخر إحصائية للمنظمة المصرية لمتحدى الإعاقة. التقينا الدكتور مصطفى الخُشت - استشارى أمراض السمع والدوار بمستشفى قصر العينى للحديث عن زواج الأقارب ودور العامل الوراثى فى الإصابة بأمراض ضعف السمع أو الإعاقة السمعية، والفئات العمرية المعرضة للإصابة بهذه الأمراض، والنصائح الطبية للوقاية من الإصابة بأمراض السمع. فى البداية، قال الدكتور الخُشت، إن الإنسان يسمع من 20 إلى 20 ألف ذبذبة، منهم ذابذبات مسئولة عن استقبال الصوت أو الكلام، وذبذبات مسئولة عن تفسير هذا الصوت أو الكلام، لافتًا الانتباه إلى أن حدوث أى مشكلة فى أى من المرحلتين السابقين سواء فى الاستقبال أو التفسير يترتب عليه مشكلة فى السمع.. وأضاف أنه لا يمكن التفرقة شكليًا بين الشخص الأصم والشخص الطبيعى، لكن الشخص الأصم هو الشخص الذى يعانى من ضعف القدرات السمعية. وكشف الدكتور الخُشت عن ارتفاع إصابات الأطفال وكبار السن الشرق أوسطيين بأمراض ضعف السمع أو الإعاقة السمعية لتسجل أعلى النسب على مستوى العالم، فيما يعانى المراهقون والشباب فى المقابل من التهابات الأذن الوسطى والداخلية أما التهاب الحس العصبى فلا يوجد له علاج سوى التأهيل بالسماعات الطبية.. وأوضح أن الصمم والمشكلات السمعية تمثل 10 % من نسبة الأمراض على مستوى العالم، وعلى المستوى المحلى هناك واحد من بين 25 شخصًا يعانون من مشكلات سمعية، مرجعًا السبب فى زيادة نِسَب هذه المشكلات إلى العامل الوراثى الناتج عن زواج الأقارب. وأفاد بأن 25 % من المشكلات السمعية ترجع إلى العامل الوراثى والباقى ترجع إلى أسباب مرضية، أهمها عدم نضوج الأذن الداخلية للطفل أثناء فترة الحمل بسبب تعرض الأم للأشعة أثناء فترة الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، مما يوقف نمو الأذن الداخلية.. وأشار الدكتور الخُشت إلى أن الطفل الذى يعانى من ضعف السمع يمكن علاجه بالأدوية لعلاج التهاب الأذن الوسطى أو بالجراحة لعلاج الرشح خلف طبلة الأذن، أما الطفل الذى يعانى من إعاقة سمعية فلا يمكن علاجه سواء بالأودية أو الجراحة فهو يحتاج فى هذه الحالة إلى زرع قوقعة التى تصل تكلفة شرائها وتركيبها إلى 150 ألف جنيه للأذن الواحدة، ويتبع ذلك مرحلتان الأولى مرحلة تأهيل المريض لاستخدام السماعة المتصلة بالقوقعة وتليها مرحلة التخاطب. وبيّن استشارى أمراض السمع والدوار بمستشفى قصر العينى أن لغة الإشارة يتم استخدامها مع الأشخاص الذين لم يتم التعرف على مشاكلهم السمعية فى وقت مبكر، لذلك يعتمدون على التفاهم عن طريق الحاسة البصرية عبر إعطاء إشارات بالأصابع تُفسر إلى حروف وكلمات. وبشأن النصائح الطبية للوقاية من الإصابة بأمراض السمع، حذر الدكتور الخُشت من التعرض المباشر والمستمر للضوضاء سواء الناتجة عن آلات التنبيه أو الناتجة عن سماعات الأذن، علمًا بأن تأثير ذلك لا يكون لحظيا لكنه تراكمى، داعيًا إلى الابتعاد عن التلوث الذى زادت نسبته مؤخرًا، مما أدى إلى تزايد حالات الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى، والرشح خلف طبلة الأذن. وطالب استشارى أمراض السمع والدوار بمستشفى قصر العينى بتوخى الحذر عند استخدام بعض الأدوية بشكل مفرط ودون استشارة الطبيب لأنها تسبب ضعف السمع، ومن بينها الأدوية المدرة للبول والمعالجة لضغط الدم العالى مثل «لوب دايرتيكس»، و«ماينو بلاتوسايتز»، وأدوية الجهاز التنفسى مثل «جاراميسين» و«جينتاميسين» و«ستربتومايسين»، والأدوية المعالجة للملاريا مثل «كلوروكوين»، كما أن حقنة واحدة فقط من دواء «اميكين» كافية لإصابة الأطفال بضعف السمع.•